{كربلاء المقدسة:الفرات نيوز} حين يُفتح بابُ الحديث عن معاجز وكرامات الامام أبي عبدالله الحسين {عليه السلام} فلا تفي حقّه المجلّدات، لأنّها تختزل مسيرته الشريفة من عالم الذرّ وبعد ولادته الشريفة وتتابع أحداث حياته حتّى ملحمة الطفّ وما بعدها إلى يومنا هذا.
ولعلّ من أجلى مصاديق الإعجاز الماثل للعيان وغير القابل للتشكيك أو التضليل هو استيعاب مدينة كربلاء المقدّسة الصغيرة بمساحتها للملايين الزاحفة من كلّ حدبٍ وصوب.
فإنّ زيارة الأربعين قد وصفها المراقبون بأنّها الأكبر في تاريخ العراق المعاصر من حيث أعداد الزائرين التي توافدت إلى كربلاء المقدّسة من كلّ أنحاء العالم، فلم يشهد العالمُ تظاهرة سلميةً عالميةً يؤمّها -بحسب آخر الإحصاءات التي صدرت من المراقبين للمشهد العراقي- أكثر من عشرين مليون زائر في مدينةٍ هي بالتقديرات البشرية لا يمكنها أن تستقبل أكثر من ثلث العدد المذكور، لكنّ ما يحدث على أرض الواقع هو التفاتةٌ من قبل الرحمة الإلهية التي بسطت يديها لتتّسع المعمورةُ أرضاً تُوازي كربلاء المكانية أضعافاً مضاعفة.
وحسب الدراسات التي أجرتها شبكةُ الكفيل منذ صفر {1430هـ} الموافق لشهر شباط عام {2009م} وطوال مواسم زيارة الأربعين التي تلتها، والرقمُ في تزايدٍ مستمرّ عاماً بعد عام، حيث بلغ في العام الماضي {21} مليون زائر تقريباً بينهم {600ألف} من أكثر من {60} دولة، ويُتوقّع هذا العام زيادةً في الرقم إلى أكثر من ذلك بحسب المؤشّرات التي توفرت للشبكة.
والكلّ يزور المرقد الشريف ويؤدّي المراسيم العبادية الأخرى وجميعهم يجد المأوى والمأكل والمشرب دون أن يصرف فلساً واحداً رغم أنّ من يصرف على الزوّار هم بسطاءُ الناس قبلَ وجهائهم وفقراؤهم قبل أغنيائهم، أوَ ليس هذا من أجلى مصاديق الإعجاز الإلهي الذي خصّ به وليّه المضحّي الذي أعطى لربّه كلّ شيء فأعطاه ربُّه كلّ شيء؟؟.
ومثلما كانت الأعداد التي وفدت الى كربلاء تشكّل رقماً عجيباً في نظر المراقبين العالميّين كانت التحضيرات هي الأخرى موضع إعجابٍ وانبهارٍ فاق التصوّر، فقد شملت التحضيرات توفير كلّ المتطلّبات التي يحتاجها الزائر الكريم من أَمْنٍ وطعامٍ وشرابٍ ونظافة واحترام.
المصدر
http://alforatnews.com/modules/news/...storyid=102228