يا شعـبي .. ربَي يهديكْ . هـذا الوالي ليسَ إلهـاً .. ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟ أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي جُـزءٌ من صُنـعِ أياديكْ . مِـنْ مالكَ تدفعُ أُجـرَتَهُ وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَـهُ وَوظيفتُهُ أن يحميكْ أن يحرِسَ صفـوَ لياليكْ وإذا أقلَـقَ نومَكَ لِصٌّ بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ ! لقبُ )الوالي ( لفظٌ لَبِـقٌ مِنْ شِـدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَـهُ عنـدَ مُناداةِ مواليكْ ! لا يخشى المالِكُ خادِمَـهُ لا يتوسّـلُ أن يرحَمَـهُ لا يطلُبُ منـهُ التّبريكْ . فلِماذا تعلـو، يا هذا، بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟ ولِماذا تنفُخُ جُثّتـُهُ حـتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟ ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ .. حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ ! العِلّـةُ ليستْ في الوالـي .. العِلّـةُ، يا شعبي، فيكْ . لا بُـدّ لجُثّـةِ مملـوكٍ أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ حينَ ترى أجسـادَ ملـوكٍ تحمِـلُ أرواحَ مماليكْ !