منحت إدارة الدواء والأغذية الأميركية الضوء الأخضر لإجراء التجارب السريرية على المسنين بشأن دواء الميتفورمين، والتي يأمل الأطباء من خلالها إلى معالجة أمراض الشيخوخة وتحقيق التقدم في عمر الإنسان.
ويأمل مطوّرو حبة الميتفورمين أنهم سيتمكنون من إبطاء الشيخوخة وإطالة عمر الإنسان بحيث يصبح أبناء السبعين أصحاء مثل الذين يبلغون الـ50، ومن شأن الدواء أن يقضي يوماً ما على أمراضٍ مثل الزهايمر.
كما يأمل الأطباء أن التجارب السريرية ستُظهر أن بإمكاننا إبطاء عملية التقدم في العمر عند البشر، وهو ما سيجعل أولئك الذين في السبعينيات أصحاء وكأنهم في الخمسينيات.
ونقل موقع دايلي إكسبريس البريطاني عن البروفيسور غوردون ليتغو من معهد باك للأبحاث في كاليفورنيا قوله: “إن استطعتَ استهداف عملية التقدم في العمر وإبطاءها، فإنك تبطئ جميع الأمراض المرافقة لها أيضاً.”
وأضاف:” هذه ثورة، هذا لم يحدث من قبل قَط. أقوم بالأبحاث المتعلقة بعملية التقدم في العمر منذ 25 عاماً، وفكرة أن نتحدث عن تجارب سريرية لدواء مضاد للشيخوخة على البشر كانت غير قابلة للتصديق. لكن لدينا ما يكفي من الأسباب للاعتقاد بأنها ممكنة الآن”.
دواء الميتفورمين يطيل العمر
لقد أثبت الباحثون أن استخدام دواء الميتفورمين الخاص بالسكري يطيل عمر الحيوانات، ويريد الأطباء الآن أن يروا نفس التأثير على البشر.
العام الماضي، اكتشف الباحثون في جامعة كارديف أن مرضى السكري الذين يتناولون هذا الدواء يعيشون أكثر من أولئك الذين لا يتناولونه، رغم أنه كان من المفروض أن يموتوا قبلهم بـ 8 سنوات تقريباً.
وحين قام الباحثون البلجيكيون باختبار مادة الميتفورمين على الديدان، وجدوا أنها تكبر ببطء وتبقى بصحة أفضل لمدة أطول، بينما أظهرت دراسات أخرى أن الدواء يخفِّض مخاطر أمراض القلب والشرايين ومرض السرطان.
وذكر دايلي إكسبريس أن الميتفورمين هو دواء السكري الأكثر انتشاراً في العالم وكلفته لا تتجاوز 10 بنسات في اليوم. ويتم استعماله منذ أكثر من 60 عاماً ولديه آثار جانبية قليلة جداً.
التجارب السريرية لمعالجة التقدم في العمر باستخدام الميتفورمين ستبدأ في الولايات المتحدة الشتاء القادم، وستجرى التجارب على المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 80 عاماً ويعانون- أو معرضون- للإصابة بالسرطان، أمراض القلب والخرف.
وقال العضو في المشروع، البروفيسور ستيوارت جاي أولشانسكي، أن التجارب ستستغرق 7 سنوات، وأن الدواء يهدف إلى مهاجمة عملية التقدم في العمر، وليس مهاجمة مرض بعينه.
وشرح أولشانسكي قائلاً: “حين نقلص مخاطر الإصابة بمرضٍ قلبي، يعمر الشخص بما يكفي ليصاب بالسرطان، وإذا قلصنا مخاطر الإصابة بالسرطان، قد يُصاب المرء بالزهايمر. فكرتنا أنه حان الوقت لمهاجمتها كلها معاً باستهداف العملية البيولوجية المصاحبة للتقدم في العمر”
كاردينيا