عن الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام) قال :
قال : الإمام الحسين ( عليه السلام)
ان جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الارض ومغاربها وبحرها وبرها وسهلها وجبلها ،
عند ولي من أولياء الله واهل المعرفة بحق الله ، كفيء الظلال .
إلا حر يدع ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة ، فلا تبيعوها يعني الدنيا هذه اللماظة لأهلها بغيرها ،
فانه من رضي من الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس
وكان ( عليه السلام) كثيراً ما ينشد ويردد هذه الأبيات
الذي أملته عليه نفسه الزكية الطاهرة على لسان مكارمه الوافرة
بهجر الدنيا وشراء الآخرة :
***
لئن كانت الأفعال يوماً لأهلها
وان كانت الأرزاق رزقاً مقدرا
وان كانت الدنيا تعد نفيسة
وان كانت الأبدان للموت أنشئت
وان كانت الأموال للترك جمعها
كمالاً فحسن الخلق أبهى وأكمل
فقلة جهد المرء في الكسب أجمل
فدار ثواب الله أعلى وأنبل
فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل
فما بال متروك به المرء يبخل
وعندما نزل ( عليه السلام) ارض كربلاء اقبل على اصحابه فقال
الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم
يحوطونه ما دارت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون،
ولما رأى صفوف القوم كالسيل خطب فيهم وقال ( عليه السلام)
الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالاً بعد حال
فالمغرور من غرته والشقي من فتنه فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.
ومما قاله الإمام الصادق ( عليه السلام) لسفيان الثوري :
يا ثوري ما الدنيا ؟ وما عسى ان تكون ؟
هل الدنيا الا أكل أكلته ، او ثوب لبسته ، او مركب ركبته ،
ان المؤمنين لم يطمئنوا في الدنيا ولم يأمنوا قدوم الآخرة ،
ودار الدنيا دار زوال ودار الآخرة دار قرار
اهل الدنيا اهل غفلة وان اهل التقوى اخف مؤونة واكثرهم معونة
ان نسيت ذكروك وان ذكروك اعلموك
فانزل الدنيا كمنزل نزلته فارتحلت عنه او كمال اصبته في منامك فاستيقظت وليس في يدك شيء منه،
فكم حريص على امر شقي به حين اتاه وكم من تارك لامر سعد به حين اتاه
وبعد هذا المعنى البليغ ايها الانسان المؤمن
هل للدنيا معنى في رأيك وهل تعتقد ممدوحة او مذمومة
هذا مجرد سؤال والاجابة موجودة عندما تسأل نفسك؟؟؟
أدامنا ألله لولائهم والبراءة من اعدائهم