السلفية وصناعة البعبع الشيعي
السلفية ليست لها محل من الاعراب في البقعة السنية لأن خطابها لاينسجم مع معطيات العصر حيث انها تقمع المرأة فتفرض عليها الأمية كما في أفغانستان ويحرمونها من التعليم أو يمنعونها من ممارسة الحياة كبقية البشر مثلما في السعودية حيث تمنع المرأة من قيادة السيارة.
التطرف السلفي ليس على مستوى المرأة فقط بل هو يشمل كافة شؤون الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية وهناك معركة حقيقية بين المثقفين من الادباء والصحفيين السنة وبين السلفية الحاكمة في السعودية ومعظم المثقفين في السعودية هم ينبذون السلفية لكن الكثير منهم لايعلن موقفه خوف التكفير أوسطوة رجال الدين.
فالسلفية ليست لها محل من الاعراب في الساحة الثقافية السنية ،لكنها تعرف كيف تنشط نفسها في هذه الساحة من خلال اثارة البعبع الطائفي ، واظهار الشيعة وكأنهم أعداء للسنة ومتعطشين لدمائهم ويحاولون التمدد في بلدانهم وانهم يشتمون الرموز السنية.
فالسلفية تثبت وجودها في الساحة السياسية والثقافية والدينية من خلال ابراز الصورة المتشددة من التشيع ، واذا تمكن الشيعة من اظهار وجهتهم المعتدلة سينجحون من اخماد آوار السلفية ، كما ان بعض الشيعة ومن خلال تطرفهم هم في الواقع يغذون بقاء ووجود السلفية من حيث لايشعرون.
نفس النهج الذي تتبعه السلفية حيال الشيعة تمارسه بنفس المضمون في منطقة أخرى لايتواجد فيها الشيعة كمصر على سبيل المثال، فنفس الاساليب الملتوية من التحريض الطائفي هم يقومون بها تجاه المسيحيين في مصر ، وكادت أن تقع الحرب الاهلية في مصر قبل قيام الثورة بين المسيحيين والمسلمين نتيجة للاثارات الطائفية التي افتعلها السلفيون.
لذا فإن الاعتدال السني والشيعي أو المسيحي الاسلامي سيفرغ السلفية من محتواها الخاوي، ومن هذا الباب هم يحاربون أي تقارب بين السنة والشيعة أو بين المسيحيين والمسلمين.