دخل مستعجلا بلا تركيز فانزلق...التفت الجميع اليه بغتة ، شعر بحرارة في اذنيه ، نفض بنطاله مما علق به و مد الى جيبه يدا ما تزال ترتجف من خجل ، ناول صاحب الدكان قيمة علبة السجائر الفضية الملقاة على العارضة قربه ...تناولها وخرج.
ما تزال الانظار الصامتة تكوي قفاه ، تعمد ان يستدير كيما يضيع في اقرب زحام ، سحب سيجارة من العلبة التي ما اعتاد ان يدخن ماركتها ، كانت في لحظات العاصفة تلك تمثل ذلك الشيء الذي انقذه ، شراؤها هو الفعل الذي فتح باب المغادرة و سيكافؤها الان بتذوق.
عب الدخان بنفس لامس اعمق نقطة من رئتيه ...حبسه ...كان يفكر في تلك اللقطة العابرة ما يزال ، لام نفسه ...لم كان مستعجلا ، اي شيء يستحق الا يبصر المرء طريقه ، فيصير اضحوكة في ثانية .
تعمد الا ينظر في ساعته رغم انه كان تائقا ليعرف الوقت ، لم يشأ ان يؤرخ الحدث السخيف ذاك ...تناهى الى سمعه صوت مؤذن قريب يرفع اذانا ما ...لابد انه اذان الظهر ...لم يعن له الامر سوى انه عرف ان النهار انتصف .
تذكر ان عليه ان يكون حيث يجب ان يكون قبل الواحدة ظهرا ...هرول نحو الرصيف و اشار الى سيارة اجرة بدا ان فيها من بعيد ثمة مكان وسط الوجوه ..توقف السائق على مبعدة ..هرول من جديد و هو يحدق في باب السيارة ...
و في ثانية صار وجهه الى السماء و من حوله ارتفعت اصوات الركاب : الله ...الله .