بين الحطامِ لمحتُها
بين الحطامِ لمحتُها شبحاً تئِنُّ
من الجراحِ وتستجيرْ
وتلُمُّ تجمعُ حولها أشلاءَ أخوتِها الصِّغارْ
وجسوَمَ أهلٍ قد تهدَّمَ فوقهم بيتٌ فقيرْ
وتمدُّ للأفقِ الكئيبِ وقد تكفَّنَ بالسوادِ وبالعَداءْ
حلماً تعجَّنَ بالعناءِ وبالمرارةِ والدِّماءْ
أملاً تنزُّ جراحُهُ يأساً وإحباطاً
صديداً من رجاءْ
ترنو إلى الغيبِ العبوسِ المستكينِ
وقد تخبَّأ خلف أخدارِ السماءْ
ترنو إليه وقد تغضَّنَ وجههُ خجلاً وغارت
في تخاذلِهِ تراويحُ الدُّعاءْ
همستْ بأذنِ الغيبِ أنَّاتٍ وآهاتٍ
تردِّدها المحاجرُ والحناجرُ والقلوبْ
أين الخلاصُ إلى متى تؤمِّلُنا الغيوبْ ؟؟
هبُّوا انهضوا فالعقلُ يُرشدنا ويهدينا إلى سبلِ الصوابْ
ولننزعِ الأقماطَ عن أفكارِنا
ما الغيبُ إلاَّ من بهاريجِ الضبابْ
من هلوساتِ الفكرِ من عبثِ الخبالِ ومن تهاويلِ السرابْ
هبُّوا انهضوا فالعقلُ نورٌ من إلهٍ خالدٍ
قد أبدعَ الكون الرحيبْ
يبني الشرائعَ للحضارةِ سلماً ينحو بها نحو السماءْ
ويفضُّ عنها ما ترسَّبَ من صديدٍ واهتراءْ
ويقودُها نحو التمدنِ والتطورِ والعلاءْ
هبُّوا انهضوا ودعوا السماءَ تفكُّ أسرارَ الغيوبْ
يا للغيوبْ .....
كم مزَّقتْ نسجَ المحبةِ والإخاءْ
كم هدَّمتْ بجهالةٍ وضغينةٍ ما شيدته يدُ الحضارةِ من بناءْ
لتظلَّ تشرعُ بالتَّحنطِ والتَّحجرِ والجمودْ
وتنوخُ ، بالجهلِ السقيمِ وبالتخلفِ والوباءِ ،
على العقولِ على القلوبْ
عبر الدهورِ وعبر آلافِ السنينْ
كم زُلزِلتْ وتقوَّضتْ فتبدَّلتْ وتغيرتْ كلُّ الشرائعِ
كلُّ أنظمةِ الغيوبْ
واللهُ باقٍ خالدٌ يبني العوالمَ والوجودْ
ويحضُّ يأمرُ بالتسامي والصعودْ
ويحثُّنا أن نرتقي نحو السماءْ
هبُّوا انهضوا
واللهُ يدعونا فهيَّا نستجيبُ إلى الدعاءْ
اوجاع كاتبُ