يرى الكثير من الباحثين بأن للكتاتيب او (الملا) التي يعود زمنها الى العهد العثماني والحكم الملكي في العراق.
والمربي الفاضل المعروف بـ(الملا مهودي) الذي عرفته مدينة الكاظمية قارئاً وحافظاً للقرآن الكريم اضافة الى كونه من اوائل الذين نذروا انفسهم لتعليم صبيانها وفتيانها القراءة والكتابة قبل عقود طويلة من الزمن . وما زال العديد من ابناء المدينة وشخصياتها العلمية والمعرفية يدينون له بالفضل والاعتزاز لما قام به وعلى مدى سنوات طوال من عمره وحياته التي ابصر لحظاتها الاولى كما يقول نجله الدكتور عبد الرسول في محلة القطانة بالكاظمية عام 1886.. وقد درس على يد ابيه العديد من العلماء والمفكرين والادباء من بينهم العلامة الدكتور حسين علي محفوظ والاستاذ محمد فاضل الجمالي والاستاذ ناجي القشطيني والمحامي رؤوف الصفار واخرين . ..اما استاذه فكان العالم الجليل السيد رضا الهندي وكان قد اتخذ من احدى قاعات الصحن الكاظمي الشريف مكاناً لتعليم الصبيان الى جانب كونه مؤذن الروضة الكاظمية الشريفة وتولى قراءة القرآن الكريم والادعية بصوت جهوري ومن المأذنة مباشرة ما لفت في احدى المرات انتباه قارئ المقام الاستاذ محمد القبنجي الذي كان يؤدي مراسيم الزيارة فاستوقفته عذوبة صوته معبراً عن اعجابه باسلوبه المتميز في قراءة الدعاء وقد واصل رغم كبر سنه ومرضه التعليم الطوعي لابناء مدينة الكاظمية حتى وفاته في اواخر شهر آب من عام 1964 ..رحم الله سبحانه هذا الشيخ الوقور اذي كان علماً بارزاً في رحاب العلم والمعرفة نتمنى ان يحتفى به وبأمثاله من رموزنا الكبار الذين كانوا نجوماً لامعة.
المصدر جريدة الصباح