Thursday 28 June 2012
تقدمها «جمعية الكيمياء الملكية» البريطانية لأي شخص يأتي بتفسير مقنع
ألف جنيه جائزة للإجابة على لغز يتعلق بتجمد الماء
إيراستو مبيمبا يلقي محاضرة عن الظاهرة التي سميّت بإسمه
لماذا يتجمد الماء الساخن في وقت أسرع من الماء البارد؟ إذا استطعت الإجابة فتقدم بها الى «جمعية الكيمياء الملكية» البريطانية واحصل على ألف جنيه جائزتها لك. وإذا كان هذا المبلغ ضئيلاً بالنسبة لك ففكر في أنك ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه وفوق عباقرة أعجزتهم الإجابة من أرسطو حتى الآن.هذا هو السؤال الذي حيّر الجميع بمن فيهم أهل الأدمغة المتوهجة... منذ أرسطو، مرورا بفرانسيس بيكون ورينيه ديكارت، وحتى الآن. وربما كان العامل الذي يثير حنق العلماء في المقام الأول هو أن السؤال نفسه بسيط: لماذا يتجمد الماء الساخن في وقت أقصر من ذلك اللازم للماء البارد؟..... وهذا في وقت يظن فيه المرء أن الماء البارد هو الأقرب - منطقيًا - الى درجة التجمد من الساخن، ولهذا فهو الأسرع، لكن العكس صحيح. فلماذا؟
تبعًا للصحافة البريطانية التي تناقلت الخبر، فقد بلغ من يأس العلماء إزاء هذه المسألة حد أن «جمعية الكيمياء الملكية» رصدت جائزة قدرها ألف جنيه لأي فرد من الجمهور يأتيها بالإجابة الشافية للسبب في هذه الظاهرة التي حيّرت الإنسان طوال مسيرته العلمية الطويلة.
اليك ما يسمى «ظاهرة مبيمبا» التي يعود اسمها الى طالب في مدرسة ثانوية تنزانية يدعى ايراستو مبيمبا. وكان أول من لاحظ وأشارالى هذه الظاهرة العام 1963 أثناء تجميده خليطًا من المشروبات وملاحظته تجمد الساخنة قبل الباردة.
وواصل مبيمبا بحوثه وخرج بعدد من التفسيرات التي ظلت تصطدم بقوانين فيزيائية هنا وهناك. ثم استعان بالبروفيسور البريطاني دنيس اوزبورن، من جامعة دار السلام، فطرح عليه السؤال التالي: «إذا وضعت وعائين من الماء في ثلاجة كانت درجة حرارة الماء في أحدهما 35 مئوية، والآخر عند 100 مئوية، وجدت أن هذا الأخير الساخن يبلغ درجة التجمد قبل الآخر البارد. لماذا»؟
على أن البروفيسورالبريطاني نفسه عجز عن الإجابة.
فنشر في العام التالي ورقة عن هذه الظاهرة الغريبة التي أطلق عليها اسم «ظاهرة مبيمبا» نسبة الى الطالب التنزاني. ورغم تهافت العلماء على محاولة الإجابة، فقد عجز جميعهم عن تقديم أي إجابة مقنعة لهذا السؤال البسيط.
وكتب برايان إيمزلي، مدير العلاقات الإعلامية في «جمعية الكيمياء الملكية»، مقالة عن هذا الموضوع في صحيفة «غارديان» عرض فيها جائزة قدرها ألف جنيه لأي شخص يأتي بالجواب الصحيح. ونبّه اولئك الساعين الى نيل الجائزة الى ضرورة مراجعة الأجوبة المقدمة سلفًا لكنها تعجز عن النهوض على قدميها لأنها تصادم مختلف قوانين العلم.
يذكر أن مبيمبا نفسه والبروفيسور اوزبورن أرجعا الظاهرة الى أن درجة حرارة سطح الماء في أي وعاء أكبر من درجتها في القاع. وقالا إن هذا الأمر يبقى على حاله نتيجة الحمل (عملية انتقال الحرارة من جزء من السائل أو الغاز إلى آخر). كما أن عزل سطح الماء بواسطة عازل قد يؤثر بشكل أساسي على عملية التبريد. ولكن، للأسف، فإن هذا التفسير يتناقض مع قوانين الديناميكا الحرارية.
وقيل في تفسير هذه الظاهرة أيضا ما يلي:
* إن عملية التجمد ترتبط بشكل وثيق مع «كمية» الماء المراد تجميدها. وبما أن كمية الساخن تصبح أقل من كمية الماء البارد نتيجة التبخر، فإن هذا يفسر لماذا يتجمد الماء الساخن قبل الماء البارد.
* إن عملية تسخين الماء تؤثر على كمية الأملاح المعدنية، وبالتالي ينعدم تأثير هذه الأملاح على عملية التجمد وهذا ما يسرع بعملية وصول الماء الساخن الى درجة التجمد قبل البارد.
لكن كل هذه تظل نظريات غير شافية ويبقى السؤال معلقًا... وتبقى معه الجائزة لصاحب التفسير المقنع.