Thursday 28 June 2012
القطب الشمالي يذوب والبشرية أمام تحدّ وجودي
نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب بها ارتفاع مستويات الغازات المنبعثة



العربية.نت

شهدت السنوات التي تلت عام 1996، انحسار معظم الكتل الجليدية في القطب الشمالي، بحيث تقلصت المساحات المغطاة بالثلوج بنسبة 5%. وانخفض حجم الكتل الجليدية بنسبة 8%.
وأدى تحطم البحر الجليدي في عام 2007 إلى ذوبانه بنسبة 4.3 أمتار في الكيلومتر المربع الواحد. ولا تعتبر تلك الأرقام سوى عينة من وقائع خطيرة يشهدها القطب الشمالي نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب بها ارتفاع مستويات الغازات المنبعثة في الغلاف الجوي، خصوصاً غاز ثاني أوكسيد الكربون، بنسبة تفوق مرتين المعدل العالمي في مناطق أخرى من الكرة الأرضية.
ويتأثر القطب الشمالي بدرجة الحرارة بسبب موقعه الجغرافي بالدرجة الأولى. وبالرغم من أن النظام المناخي يفصل حرارة خط الاستواء عن برودة القطبين الشمالي أو الجنوبي، إلا أن التبادل الحراري في الشمال يخضع لعوامل مختلفة، فالسلاسل الجبلية العالية في أوروبا وآسيا وأمريكا، وحجم الأراضي المحيطة بالقطب الشمالي تمنع المحيطات القطبية من الدوران حوله، وبالتالي فهي تتدفق شمالاً وجنوباً في تبادل ضخم للمياه الباردة والدافئة.
وفيما تتلاشى المخازن الجليدية القديمة، وتتآكل سواحل القطب الشمالي، وتتراجع أجزاء من ألاسكا بنسبة 14 متراً سنوياً، تتجه الحياة البشرية في هذه البقعة من العالم إلى الانقراض. كما يؤدي ذوبان الكتل الجليدية إلى ارتفاع مستويات البحار، ما قد يؤدي إلى طوفان المياه القطبية وتعطيلها لاتجاه مجرى مياه المحيطات حول العالم، بالإضافة إلى تفاوت المياه القطبية الحارة والساخنة.
وقد يؤدي تحول القطب الشمالي المتجمد إلى قطب غير متجمد، وفقاً لما أشارت صحيفة "السفير" اللبنانية، إلى دمار هائل على المدى البعيد. ولكن المفارقة تبقى في الاستفادة المحتملة لبعض سكان الكرة الأرضية مما قد ينتج من هذه الكارثة.
فبالرغم من أن ذوبان الكتل الجليدية سيقضي على ثقافة "الإسكيمو"، فإن البشرية ستستفيد في المقابل من ثروات الشمال عامة في العقود المقبلة: سيوفر ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند بمقدار 200 غيغا طن من الثلوج سنوياً المياه إلى مليار شخص.
كما أن مساحات هائلة من الأراضي ستصبح مناسبة للزراعة، الأمر الذي سيزيد من نمو النباتات بنسبة تبلغ 25%، بالإضافة إلى الاستحصال السهل على مواد قيّمة أخرى مثل الغاز والنفط والذهب، في وقت بدأ فعلياً إصدار تراخيص للتنقيب عن هذه المعادن في الولايات المتحدة وكندا وروسيا، البلدان التي بدأت بلورة منافسة شرسة على الثروات الضخمة في القطب الشمالي.