أبوظبي - سكاي نيوز عربية
يظهر في كل عام، مع ذكرى عاشوراء وأربعينية الإمام الحسين، النفوذ الإيراني الواسع في الأراضي العراقية بحجة حماية الزوار الإيرانيين وتأمين الأماكن المقدسة. حيث تحشد طهران إمكانياتها الأمنية والعسكرية في الأماكن المقدسة فيما يشبه "احتلالا موسميا" لتلك الأماكن.
وتعمل على الأرض العراقية، في الأماكن المقدسة، ميليشيات إيرانية بذريعة حماية كربلاء والمراقد المقدسة الأخرى. فيما تسبط القوات الجوية الإيرانية سيطرة أمر واقع على المناطق الشرقية والوسطى والجنوبية في العراق.
وتنفذ إيران كل هذا التغلغل عبر حكومات متعاقبة في بغداد تدين بالولاء الكبير لطهران، كما هو الحال لحزب الدعوة الحاكم الذي نشأ في إيران قبل أن يمسك زمام الحكم في العراق بعد الاحتلال الأميركي عام 2003.
ومنذ أيام وقعت القوات الإيرانية اتفاقا مع حرس الحدود العراقي بذريعة ضبط الحدود وتسهيل دخول وفود الزائرين الإيرانيين إلى العتبات الدينية في كربلاء (100 كيلومتر جنوبي بغداد). وهي الاتفاقية التي يرى فيها مراقبون مزيدا من السيطرة الأمنية والعسكرية الإيرانية في العراق.
وفي تصريحات صحفية، قال النقيب حسن عواد، المتحدث الرسمي باسم قيادة شرطة واسط، إن "الاتفاقية تضمن آلية لضبط الحدود وتنظيم مرور الزائرين الإيرانيين لتأدية زيارة أربعينية الإمام الحسين ".
وأوضح أن الاتفاق ينطوي على خطة محكمة تشارك فيها جميع الأجهزة الأمنية، لحماية الزائرين الذين يمرون في محافظة واسط سيرا على الأقدام باتجاه كربلاء.
ويرى مراقبون أن اليد الطولى في تلك الأجهزة الأمنية هي لإيران وقواتها الموجودة على الأرض.
وأربعينية الإمام الحسين من أهم المناسبات لدى المسلمين الشيعة، حيث تخرج مواكب رمزية للعزاء ويتوافد مئات الآلاف من الشيعة من كافة أنحاء العالم إلى محافظة كربلاء لزيارة "العتبات المقدسة"، فيما يأتي الكثير منهم مشيا على الأقدام.
وقد استهدفت تلك المواكب وحتى المراقد بهجمات دامية خلال سنوات الماضية، وقتل خلالها مئات الأشخاص.
وتقام المناسبة في هذا العام في وقت تتصاعد أعمال العنف في العراق، خصوصا في المناطق التي يسيطر عليها داعش في غرب العراق وشماله.