كاتبة وشاعرة، طرقت أبواب الكتابة بموهبة غضة نشأت لديها منذ الطفولة، لتصل عبر نوافذ مواقع التواصل الإجتماعي إلى أوساط واسعة من القراء بلغة تلونت بين الشعرية الكتابية والأفكار الإبداعية لتطرح مشكلات وهموم المرأة العربية وتجد لها إجابات. وهذا ما بلورته في كتابها الأول “هاشتاك زهري”. عن هذا الكتاب الذي توقّعه في ”معرض الشارقة الدولي للكتاب”، كان لنا حوار مع الكاتبة والشاعرة شمم بيرم.
كيف تصفين محتوى كتابكِ، هل هو رسائل أم بداية حوار مع حواء؟
هو مجموعة من الرسائل القابلة للإجابة، وهذه هي الفكرة الرئيسية منه. لهذا الكتاب نوافذ إلكترونية في المواقع الاجتماعية تشارك فيها النساء اللواتي يملكن قلماً معبّراً، وسيتم اختيار أجمل هذه النصوص ونشرها في ملحق خاص بالكتاب في طبعته الثانية. لقد اخترت هذه الفكرة لسببين: الأول لحثّ المرأة على التعبير وإخراج ما بداخلها، وأيضاً حث الموهوبة على إبراز موهبتها وتسهيل الطريق أمامها للوصول إلى القرّاء.
لماذا اخترتِ هذا العنوان #هاشتاك زهري؟
ليكون نافذة أنثوية إلى عالم ذكوري. أوردتُ في بداية الكتاب أنّ الذكورية تحاصرنا في كل مكان، فحتى مواقع التواصل مطلية باللون الأزرق. لذا اخترت أن تكون نافذتنا زهرية لنطلّ بها على العالم بأفكارنا وطرقنا الخاصة.
حدثينا عن تجاربك الأولى في الكتابة، وما هي الشرارة الأولى التي حفزتكِ على هذا الأمر؟
بدأت الكتابة في سنّ صغيرة جداً. يومها، كنت أساعد معلمتي في مدرستي الابتدائية في جرد مكتبة المدرسة. جمعت أسماء العناوين وحوّلتها إلى قصيدة، ومن هناك لفتُ انتباه والدتي لموهبتي وبدأت بحثي ودعمي. ولكن بدايتي الحقيقية بدأت قبل ثلاث سنوات تقريباً حين بدأت نشر رواياتي بطريقة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هل تعدّين قُراءكِ من الفتيات، أم من الجنسين؟
بل من الرجال أكثر، على الأقل هذا ما قالته إحصائيات الفيسبوك حول أكثرية منتظري الكتاب. عموماً ما يهمني فعلاً هو الأثر الذي تتركه الكلمة لا جنس العين التي تقرأه.
كيف خدمت وسائل التواصل الإجتماعي الكاتب في التواصل مع القراء؟
بشكل كبير ومكثف جداً، هذا التواصل يخلق حميمية بين الكاتب والقارئ يحتاجها الكاتب كثيراً، فهي مجال لفتح النقاشات ومصدر إلهام مكثف. مع ذلك، فهي تضرّ أيضاً في بعض الأحيان، لأنّ هذا التواصل قد يكون مشتِتاً ويسرق الكثير من الوقت.
ما هي أدواتكِ للوصول إلى شريحة واسعة من الشباب في الأدب الحديث؟
اللغة والموضوع. أحاول دوماً أن أكتب بلغة السهل الممتنع التي تفهم بسهولة من دون أن تفقد جماليتها الأدبية. كثير من الشباب لا يقرأ بدعوى أنّ اللغة المستخدمة معقدة بالنسبة إليه، والمضمون لا يتناسب مع ما يتعامل معه يومياً، من هنا بدأت باختيار طريقتي في الكتابة.
من يلهمك في الكتابة؟ ولمن تقرئين من الكتّاب الشباب؟
أرفض أن يكون كاتب أو كتاب معين ملهمي، فبهذا أكون نسخة عن غيري، وهذا آخر طموحي. أحاول أن يكون لي دوماً لوني الخاص. لهذا ينبع إلهامي من تفاصيل صغيرة قد لا تلفت انتباه غيري، وتعدّ منى المرشود وبثينة العيسى بالنسبة لي من أقوى الأقلام الشابة على الساحة حالياً، وبصراحة أنا أركّز على قراءة الكلاسيكيات أكثر.
غلاف كتابك يحمل رسالة، كيف تصفينها؟
الغلاف من إبداع الرسامة العراقية سرى غزوان التي لا يحلو لقلمي مرافقة ريشة غيرها. رسالة الكتاب واضحة، وما أتمنّاه أن يأتي يوم تنتفي فيه فكرة الذكورية في مجتمعاتنا.
كيف تستفيدين من حضوركِ في “معرض الشارقة الدولي للكتاب” لإطلاق كتابكِ الوليد؟
معرض الشارقة محفل كبير، احتفل فيه كبار الكتاب بإطلاق أعمالهم. كما احتضن الندوات والقراءات حول نتاجهم الفكري. وسيكون لي شرف المشاركة في إحدى مناصاته عبر قراءة وحوار حول الكتاب، كما سيكون لي في ختامه حفل توقيع إن شاء الله.
تعيشين لتكتبي… هل هذه رسالة لبنات جيلكِ لتحفيزهن على إثبات حضورهن في المجتمع؟
هذا واقعي الشخصي، فلا يمكنني العيش من دون كتابة، فهي الأوكسجين بالنسبة إليّ. لكن فكرة الكتاب هي حثهن على إسماع صوتهن في المجتمع وعدم ترك أهدافهن وأحلامهن مهما كان السبب.
* هل تحثين المرأة العربية على تدوين أفكارها ونشرها على وسائل التواصل الإجتماعي، أم أنّ الأمر صعب في مجتمعاتنا؟
بالعكس لا صعوبة اطلاقاً، بل إنّها أكثر الطرق أماناً وأسهلها في إيصال الفكرة وانتشارها. بالنسبة إليّ، أزالت هذه المواقع الكثير من العقبات أمامي، وربما من دونها، لما كنت لأتحدّث معك الآن.
أخيراً، كلمة زهرية من كتابكِ تطلق طاقة إيجابية لقارئات “أنا زهرة”.
على العكس مما يجب.. فأنا أعشق النهايات، ليقيني أنّها نافذة تطلّ على غد مهما حمل من صفات لكنه يبقى جديداً.