الكفيف والعصا البيضاء
(صورة العصا البيضاء)
منذ أقدم العصور إستعان الإنسان بالعصا وإتكأ عليها.
كما إستعان بها الشخص الكفيف في تجنب العقبات أثناء المشي والحركة.
تطور فكرة العصا البيضاء
في عام 1921 م طور جيمس بيجز الذي كان يسكن في مقاطعة بريستول بإنجلترا العصا ليصبح شكلها الشكل الأبيض الجديد، بعد ما فقد بصره في حادث قضى على عينيه، فكان
عليه أن يتعايش مع بيئته الجديدة، وكان يشعر بالفزع من الناقلات البخارية المارة حول مسكنه.
فطلى عصاه باللون الأبيض، فأنتبه سائقو الناقلات إليه وخاصة في الليل وحرصوا على مساعدته، وصارت العصا أكثر وضوحا لهم، وشعر بالفرق الواضح، ومن هنا بدأت فكرة
العصا البيضاء.
في عام 1930 طور جورج ليون في أمريكا شكلها حيث جعل الطرف السفلي للعصا لونه أحمر لتكون مميزة.
في عام 1931 اسنبط د. هيربيمومنت طريقة للمشي بالعصا تدرس وتعلم في فرنسا.
ثم انتشر هذا الحدث في الجرائد البريطانية مما ساعد على انتشار الفكرة.
في مايو 1931 أذاع راديو BBC أن
العصا البيضاء
رمز لكل مكفوفي العالم، ويجب على كل كفيف أن يستخدمها.
وبعد ذلك تبنت معظم مراكز تأهيل المكفوفين فكرة
العصا البيضاء
وعلمت طريقة المشي بها لكثير من المكفوفين على مستوى العالم.
أهمية
العصا البيضاء
للشخص الكفيف.
ترجع أهمية
العصا البيضاء
إلى عدة أمور:-
إشارة إلى أن حاملها كفيف:
الأمر الذي يلفت إنتباه المحيطين به إليه حيث يمكن لأي شخص مبصر مساعدته.
تجعله يشعر بالأمان:
من الأمور الصعبة التي تواجه الشخص الكفيف في المشي، هي عدم معرفته بما تخبئه له الخطوة القادمة من أخطار، فربما تقابله حفرة أو سلم أو حائط أمامه، والعصا هنا
لها دور كبير في تأمين الخطوة القادمة له.
تجعله يشعر بالاستقلالية:
الشخص الكفيف الذي يستخدم العصا بمهارة يمكنه الذهاب لأي مكان دون إنتظار شخص مرافق، مما يشعره بقدر من الاستقلالية والاعتماد على النفس.
رأي ( Jody W.) إحدى الكفيفات:
” أشعر وكأني غير مستترة إذا أخرجت من منزلي بدون عصاي البيضاء”، كان يعارضني ابني في بداية استخدامي للعصا، ولكن بعد فترة كان يشجعني على استخدامها قائلا :” أني
أراقب نظرات إعجاب الناس بك وأنت تمشين بمفردك بهذه العصا البيضاء”.
[أما أنا "حسن سعيد" فقد أصبحتُ أشعر بالارتياح والاستقلال اذا خرجتُ وحدي وبِيَدي العصا البيضاء ، في الماضي كان والداي يخشيان علَيَّ من الخروج وحدي لكن في الحاضر أصبحا "وخصوصاً والدي" يشجّعانني على الخروج وحدي واستعمال العصا البيضاء ويعتبرانه جزء من تقوية الشخصية والتزويد بالشجاعة اللازمة لمواجهة صعوبات الحياة]
مواصفات العصا البيضاء
في الغالب ما تكون
العصا البيضاء
عبارة عن أنبوب خفيف مجوف من الألومنيوم، ويحدد طولها بالنسبة للشخص الذي يستخدمها، والطول المناسب للعصا عندما يصبح أرتفاعها مساويا لمنتصف صدر مستخدمها.
توجد أشكال كثيرة للعصا البيضاء، فمنها الأنبوب الثابت، ومنها المكون من أجزاء تتداخل داخل بعضها البعض مثل التليسكوب، ومنها ما يقسم بشكل القصبات المربوطة
معا برباط مطاطي لتضم القصبات بجانب بعضها البعض.
كيفية استخدام العصا البيضاء
قبل استعمال العصا يجب على الشخص الكفيف التدرب على مهارة استخدامها بواسطة مرشد متخصص.
يضع الكفيف كفه على مقبض العصا ( في وضع المصافحة) والأصابع ممسكة بمقبض العصا، وأصبع السبابة ممتدا على المقبض والإبهام متجها نحو محور العصا.
تكون نهاية العصا عند تحريكها يمينا ويسارا ملامسة لسطح الأرض ولا ترتفع عنه لأكثر من 2 بوصة، ويكون إمتداد العصا يسبق قدم الكفيف بخطوة في عكس اتجاه القدم التي
تأخذ الخطوة.
( تنوية ) رفع العصا بعيدا عن الأرض قد يؤدي إلى عدم القدرة على كشف المعيقات الأرضية الأمر الذي قد ينتج عنه تعثر الكفيف أو وقوعه على الأرض. وفي الأرص الملساء
يمكن مسح الأرض بالعصا فقط دون الحاجة إلى رفع العصا عن الأرض.
صعود ونزول الدرج( السلم):
يكتشف الشخص الكفيف حافة الدرجة الأولى بالطرف السفلي من العصا ثم يفحص سعة الدرجة من اليمين إلى اليسار لتعديل مكانه من الصعود أو النزول.
يتعرف على أرتفاع الدرجة الأولى وعمقها لتحديد بداية الدرجة الثانية.
يرفع الكفيف العصا بشكل قائم إذا كان صاعدا وبشكل مائل إذا كان نازلا، ويبعدها عن جسمه للأمام ويدعها تلامس الدرجة التي سيصعد عليها.
على الكفيف أثناء الصعود أو النزول أن يحافظ على وضعه مستقيما وعندما يشعر أن الطرف السفلي للعصا قد لامس الأرض يستنتج أن الدرج أنتهى فيرجع إلى الاستخدام المعتاد
للعصا ويستمر في المشي.
تحديد الاتجاه:
عند السير بجوار الرصيف ( الغير الممهد للسير) يفضل أن تكون العصا ملامسة لحافة الرصيف ليتمكن مستخدمها من التعرف على تحديد اتجاه الخطوة القادمة ( تسمى خط الشاطئ
أو تتبع الحواف).
عبور الشارع:
يقف الشخص الكفيف مستعدا على حافة الرصيف وممسكا بعصاه بحيث يدرك كل من يراه بأنه يهم بعبور الشارع ( في أماكن عبور المشاة). كما يقوم بفحص عمق الشارع عن الرصيف
ويتحسس بعصاه الشارع ليتأكد من عدم وجود سيارات متوقفة أو أية معيقات أخرى. ثم ينصت ليراقب حركة المرور يمينا ويسارا، ويعبر الشارع عندما يتأكد أن العبور أصبح
آمنا. كما ينصح بتدريب الكفيف في الشوارع الشبه الخالية لحين إجادته لهذه المهارة.
يفضل عبور الشارع مع مرافق في بلادنا حتى يخلق الوعي بالعصا البيضاء.
أهم قوانين العصا البيضاء:
من أشهر القوانين العالمية التي شرعت في مجال استخدام
العصا البيضاء
والتي تطبق حاليا في كثير من الدول:-
أن يقف قائد السيارة على بعد 10 أقدام من الشخص الكفيف إذا رآه يشير بعصاه لقطع الطريق، وعليه أن يوقف محرك سيارته حتى يمر الكفيف.
لو حدث أن صدمت سيارة شخصا كفيفا لا يحمل عصاه البيضاء، تسقط العقوبة عن السائق.
يعاقب أي شخص يحمل هذه العصا البيضاء، إذا ثبت إنه غير كفيف أو ضعيف البصر,
يوم العصا البيضاء
بتاريخ 6/ 10/ 1964 أقر الكونجرس الأمريكي قانونا عاما رقم 628- 88 ينص على أن يكون يوم 15 أكتوبر من كل عام هو احتفال بيوم عصا الأمان البيضاء، كيوم يعبر فيه
المكفوفين عن أنفسهم، ومن هنا أنتقلت الفكرة لعديد من الدول العربية لتحتفل في يوم 15/ 10 من كل عام بالشخص الكفيف وبعصاه البيضاء.
[عِلماً أنَّ هذا القانون غير موجود في العراق]
كلمة ننقلها لأذن كل كفيف:
من فضلك، لا تشعر بالحرج وأنت تمسك بعصاك، ولا تلقِ باللائمة على حولك ممن لا يقدرونك أو لا يفهمونك، فأنت المسؤول أن تعرفهم بنفسك وبعصاك البيضاء.
هام جدا:
يجب تدريب الأطفال المكفوفين على استعمال
العصا البيضاء
منذ الطفولة ( 6 سنوات) حتى يتمكن من التغلب على العامل النفسي ولا يخجل من استعمالها في الكبر.
(منقول بتصرُّف منّي)