غريبٌ ماقيلَ عنه ..
هذا الرجل لم يَمسسهُ بَردْ
فمِن أينَ أصابتهُ سِهامُ الحُمى ؟!!
يُدعى "شيعيَّ المذهبِ" تارةً
و "رافضياً" تارةً أخرى ..
روى قصتهُ التي إستصعبتْ على ذويّ العقول الصغيرة
فـ راحوا يُعادونَه !
كتبَ في أولِ فَصلٍ من فُصولِ روايةِ عشقهِ العجيبة :
_ في طُفُولتي إصطحَبَني أبي لبقعةٍ مباركة ،،
لِقبرٍ ذهبيّ يحتضِنُ بداخلهِ "جوهـرة"
أنزَلـَها الـربُ العظيم من الفردوسِ الأعلى
وأرقدَها هنا بسلام ..
جوهرةٌ يُطلقُ عليها "حُــســيــن"
تمزَقتْ طبولُ أذُني وأنا أسمعُ أصواتَ الشجبِ والنحيبْ ،،
وأطربتني آياتُ عشقٍ رُتِــلَتْ بأعذبِ ألحان ..
لم يُخبرني أبي ماالقصة ..؟
بلى ، فقد كانَ هو الآخر مشغولاً بترتيلِ قرآنِ العشقِ الحسيني !
كنتُ محتاراً فيما رأيت
وحُشريةُ نفسي الطفولية ,, حتَّمتْ عليَّ أن أنادي :
أبـي أبـي ،، فـَلتُفــلِتْ يدي
أريدُ أن أذهبَ هناك ..
أترى ذلكَ الضريحَ العجيب
الذي يشــعُ نوراً وقداسةً ,,
دعني أُقبّلهُ كما يفعلُ الآخرون ..
تَــنــهدَ أبي تنهيدةً خفيفه ،، خرجتْ معها زَفرَهْ
ثمَ تَــبِــعتها ..دمعهْ !
"إذهبْ بُنيّ" ..نطقَ أبي
أفلتتْ يدي يد والدي
ودخلتُ انا في دوّامةٍ رهيبة!!
أبحرتُ مع تلكَ الأمواج المتدافقة بقوة علّها ترتَطمُ بالضريحْ
وتُهـــدىءُ روعَ حنينها وحبها الهائج ..
وصلتُ إليه ،، وصرختُ بكل ماأوتيتُ من صوت "إنهُ الضريح"!!!
أمسكتهُ بكلتا يديّ ..
وقبّلتهُ كما وددتُ أن أفعلْ
وهنا ..شعرتُ بحرارةٍ تــَدُّبُ في جسدي الخائر الصغير ,,
بعدها أُصِبتُ بـ "حُمى عشقِ أبي عبدالله"
ولكم عشِقتُ هذهِ الحمى!!
لم تبرحْ جسدي حتى الساعة ..
وماأجملها من حمى سكنتني ياأبتي ,, ما أجملها!
إبتسامة فاترة