فاردي من عامل مصنع إلى سجل كبار البريميرليغ
في عصر يتم فيه التعاقد مع اليافعين قبل أن يتمكنوا حتى من إتقان "فن" ربط شريط الحذاء، نجح لاعب ليستر سيتي جايمي فاردي في فرض نفسه من كبار الدوري الإنجليزي الممتاز رغم سلوكه دربا مختلفا تماما.
فقبل خمسة أعوام، كان فاردي لاعبا هاويا يدافع عن ألوان ستوكسبريدج بارك ستيلز في الدرجة السادسة الإنجليزية (السابعة فعليا) إلى جانب عمله بدوام جزئي في مصنع للجبائر الطبية.
ومن المؤكد أن فاردي، البالغ من العمر 28 عاما، لم يكن يحلم حتى بأن يصل به الأمر لأن يدافع عن ألوان المنتخب الإنجليزي لكن هذا الأمر تحقق هذا الموسم بعدما فرض نجوميته بتسجيله 13 هدفا في 13 مباراة، بينها 10 أهداف على التوالي، ليساهم بشكل أساسي في تربع ليستر على صدارة الدوري للمرة الأولى منذ أوائل موسم 2000-2001.
ويجد فاردي نفسه على عتبة دخول تاريخ الدوري الممتاز عندما يتواجه فريقه مع ضيفه مانشستر يونايتد الثاني غدا السبت في المرحلة الرابعة عشرة، إذ سيتمكن من أن يصبح أول لاعب يجد طريقه إلى الشباك في 11 مباراة متتالية منذ انطلاق الدوري الممتاز موسم 1992-1993.
وسجل فاردي هدفه العاشر على التوالي الأسبوع الماضي في مرمى نيوكاسل يونايتد (3-صفر)، ليعادل بذلك إنجاز هداف يونايتد السابق الهولندي رود فان نيسلتروي، لكن الأخير سجل أهدافه في موسمين بين 22 مارس و23 أغسطس 2003.
ويمني فادري نفسه في موقعة السبت التي تجمع بين المتصدر ووصيفه إلى الوصول للرقم القياسي الذي يحمله الراحل جيمي دان (شيفيلد يونايتد) الذي سجل في 12 مباراة على التوالي في موسم 1931-1932 في دوري الدرجة الأولى القديم، علما بأن ستان مورتنسن سجل في 15 مباراة متتالية له مع بلاكبول في موسم 1950-1951 لكنها لم تكن متتالية لفريقه إذ غاب لفترتين ضمن سلسلته بسبب الإصابة.
واللافت أن أهداف فاردي الـ13 بعد 13 مرحلة عادلت رقم طوني كوتي لأكبر عدد من الأهداف في موسم كامل مع ليستر في البرمييرليغ (1999-2000).
وترك المستوى الذي يقدمه فاردي أثره على مدربه الإيطالي كلاوديو رانييري الذي كشف بأنه لا يتذكر شخصيا أي لاعب وجد طريقه إلى الشباك في 11 مباراة على التوالي سوى الأرجنتيني غابرييل باتيستوتا مع فيورنتينا الإيطالي.
ومن المؤكد أن فاردي الذي تخلى عنه شفيليد ونزداي حين كان في الخامسة عشرة من عمره بسبب صغر قامته حينها، لم يكن يحلم بأن يصل إلى مستوى نجم كبير مثل باتيستوتا، أفضل هداف في تاريخ الأرجنتين.
بعد أن ترك شيفيلد ونزداي، بقي فاردي بعيدا عن كرة القدم لفترة، متفرغا لدراسة علوم الرياضة في جامعة محلية قبل أن يجد نفسه مع ستوكسبريدج حيث شق طريقه في الصفوف العمرية للنادي.
ولم يكن فاردي خلال بداياته بالشخص الرصين، بل عرف بطباعه "النارية" إذ طرد في أربع مناسبات خلال موسمه الأخير مع الفريق، ما دفع بشيفيلد يونايتد إلى العدول عن فكرة الحصول عليه.
ولم تنحصر مشاكل فاردي بالمباريات وحسب، بل اضطر لوضع سوار إلكتروني بعد الساعة السادسة والنصف مساء من أجل تحديد مكان تواجده، وذلك بعد أن وجد مذنبا بالاعتداء على شخص في وقت متأخر من الليل. وحظر التجول هذا، أجبره على عدم إكمال المباريات لأنه مضطر للعودة إلى منزله قبل السادسة والنصف مساء.
ويأمل فاردي السير على خطى لاعبين آخرين من ليستر تألقا مع المنتخب الإنجليزي وهما غاري لينيكر وإيميل هيسكي، وسيكون الهدف الأساسي له التواجد في تشكيلة المدرب روي هودجسون التي ستسافر الصيف المقبل إلى فرنسا لخوض نهائيات كأس أوروبا.
المصدر http://www.skynewsarabia.com/web/art...84%D9%8A%D8%BA