كيمياء الحب: قليل من المشاعر وكثير من الهرمونات
يمر قطار الحب عبر أربع مراحل من حيث الكيماويات الحيوية للجسم. وهي: الانجذاب، الهوى الرومانسي، التعلق والارتباط، والحب العميق.
مشاعر الحب والرومانسية هذه التي تسيطر علينا عندما نقع في حب شخص ما، هي في الحقيقة تفاعلات كيمائية يتسبب بها هورمون الـ "دوبامين"، وهو هرمون في الدماغ يخلق فيضاً من المشاعر القوية عندما نقع في شباك الحب. وقد تكون هذه الأحاسيس القوية عكسية وتوّلد الشعور بالكراهية عندما لا تسير الأمور على ما يرام في العلاقة.
على صعيد تركيبة الكيمياء الحيوية للجسم، يمكن تقسيم كل قصة حب إلى أربع مراحل وفقاً لخبير الصحة الجنسية الدكتور الكولومبي خوان فرناندو اوريبيه، والذي حدّث موقع "الحب ثقافة" حول أسرار الغرام وكيماوياته.
يقول الدكتور خوان هناك نواقل كيماوية في الجسم مثل الدوبامين هي التي تؤثر على اندلاع أو خمود بركان الحب. وأن نوعية وكمية جزيئات النواقل العصبية هذه تجعل مشاعر الحب رائعة بهذا القدر.
من اللحظات الأولى التي تتسارع فيها دقات القلب عند لمح حبيب القلب، وعبر الشهور والسنوات التي تتطور فيها العلاقة، يمر قطار الحب عبر أربعة مراحل من حيث الكيماويات الحيوية للجسم. وهي: الانجذاب، الهوى الرومانسي، التعلق والارتباط، والحب العميق.
المرحلة الأولى: الانجذاب
هل سبق وشعرت بمشاعر خفاقة في أعماقك وبقلبك ينبض بالغرام؟ إذا سألنا أي شخص مرّ بتجربة الحب، سيفهم تماماً ما نعنيه.
في هذه المرحلة من الحب، ينشط الناقل العصبي المسمى بـ فينيثيلامين،ليترك بصماته على مزاجك. في بدايات الحب قد يغمرنا شعور بالانجذاب. وقد تشعر بفيض من المشاعر في منطقة البطن، وبشيء من الوهن في الركبتين.
هرمون التستوستيرون المثير للرغبات والشهوة هو أيضاً من النواقل العصبية ذات التأثير في هذه المرحلة. إنه يعمل على اندلاع مشاعر الرغبة الجنسية عند الذكور والإناث استجابة للانجذاب الجسدي لذلك الشخص.
الانجذاب هو غريزة طبيعية تحدث بشكل تلقائي وبشكل خارج عن سيطرتنا. يعود ذلك إلى كونه ينشط في مناطق أساسية جداً من الدماغ بشكل يؤثر على انفعالاتنا. كذلك تؤثر الحواس على الانجذاب: النظر، السمع، الشم فالتذوق، وغالباً وفقاً لهذا التدرج.
في هذه المرحلة تتسارع دقات القلب، يتوسع بؤبؤ العين، يسيل اللعاب في الفم، كذلك ينتصب القضيب عند الرجل ويصبح المهبل مبللاً عند المرأة. هذه المشاعر تتملك الإنسان والحيوان على حد سواء، لنشعر أن ما في اليد حيلة. يعود ذلك إلى كون بعض الكيماويات تحفز الكائنات البشرية على عملية التناسل. إنها من أسرار وغرائز الطبيعة. وما يطفو على السطح هي مشاعر الانجذاب، وتكون في هذه المرحلة انفعالية وجامحة إلى حد ما، وغالبا ما تكون خالية من المشاعر العميقة والتي ستتطور في مراحل لاحقة من الحب.
المرحلة الثانية: الهوى الرومانسي
يقول الدكتور خوان أوريبيه أن المرحلة الثانية من الحب تأتي عندما نشعر بالشغف والتتيم بالشخص الآخر وعندما تقوم مناطق أخرى من الدماغ بأداء دورها. وهنا ينشط جزء من الدماغ يدعى "الجهاز الحوفي" المسؤول عن عواطفنا وسلوكنا، وكذلك تقوم كيماويات الدماغ الأكثر تعقيداً بالتأثير على انفعالاتنا.
في هذه المرحلة نتوق لرؤية من نحب لأن جسمنا يوجهنا إلى الرغبة بالتناسل. ونتيجة لمفعول الدوبامين، يبدو ذلك الشاب أو الفتاة بشكل ساحر في نظرنا، ودون أية عيوب، أو كما يقول المثل، يصبح "الحب أعمى".
يدفعنا الحب في هذه المرحلة إلى عدم التفكير بشكل واقعي، وإنما نزيد عشقاً وولعاً ونشعر بالذوبان. تغلب علينا مشاعر قوية وحساسة في الوقت نفسه. وفي حال لم ينجح الحب الرومانسي، فإن الدوبامين يقوم بمفعول عكسي: يدفعنا إلى كراهية من كنا نحب بنفس الشدة التي كنا نحبه فيها، وقد نجد أننا نقول: "أنا بكرهك!".
يفرز جسد المرأة هرمون الأوكسيتوسين، ويوازيه هرمون الفازوبريسين عند الرجل، لتفعيل وتوثيق رباط الحب بين الطرفين
المرحلة الثالثة: التعلق والارتباط
عندما تتطور مرحلة الحب الرومانسي بأفراحها وأتراحها إلى علاقة أكثر استقراراً، نكون قد انتقلنا إلى مرحلة التعلق أو الارتباط.
تتمثل هذه المرحلة بنوع من الاستقرار، والقدرة على اتخاذ بعض القرارات نتيجة لنشاط جزء من الدماغ، الذي يعرف بـمنطقة القشرة الجديدة Neocortex ، والذي يعد مسؤولاً عن التفكير العقلاني.
تزداد نسبة هرمونات المتعة مثل الاندروفين خلال الرعشة الجنسية في هذه المرحلة، وأيضا مع تطور الأُلفة والمودة بين الطرفين. وتقوم بتوثيق العلاقة بين الجنس والحب، وتساعد على ضمان بقاء الحبيبين معاً بسعادة.
تتأثر رعشة وانفعالات الحب والرغبة أيضاً بهرمونات الأوكسيتوسين والفازوبريسين. عند ممارسة الجنس واللحظات الحميمة، يفرز جسد المرأة هرمون الأوكسيتوسين، ويوازيه هرمون الفازوبريسين عند الرجل، لتفعيل وتوثيق رباط الحب بين الطرفين.
المرحلة الرابعة: الحب العميق والحقيقي
يتخطى الحب حدود الجمال أو المثاليات في هذه المرحلة. إننا في المرحلة التي يسميها د. أوريبيه بـ "الحب الحقيقي". لا نهتم كثيراً إن كان الطرف الآخر جميلاً وجذاباُ، حيث يكون الحب أعمق من ذلك، ويتحدى المظاهر والانطباعات الأولية.
يستمر الأوكسيتوسين بتوثيق مرحلة الحب الأخيرة هذه، والتي تمر باختبارات الزمن، وقد تصبح علاقة وثيقة تجمع الطرفين مدى الحياة.
وهنا تلخيص لكيماويات الحب، تفاعلاتها وتأثيرها على المشاعر والسلوك
فينيثيلامين
- مشاعر تغمرك في الأعماق، سببها انخفاض كمية تدفق الدم للبطن بعد تسارع دقات القلب وضغط الدم.
- شعور بالوهن في الركبتين
الدوبامين
- الشعور بالثمالة.
- شعور يغمرك بالولع والذوبان.
- عدم رؤية عيوب الطرف الآخر.
التستسرون
- الرغبة الجنسية
الاندورفينات
- المتعة الجنسية
- توثيق العلاقة بين الحب والجنس
الأوكسيتوسين
- التعلق والارتباط
فازوبريسين
- التعلق والارتباط (عند الرجال)