.
انا قد وجدت حجر الحكمة وسالقيه في وجوههكم فأحذروه فهو حجر!!!
سيدي المحترم اولا،
سأبدء بك، على غير عادتي في مخاطبة ضيوفي، لكنك معني بالحجر اكثر!
سيدتي المحترمة،
بدايةً، تقبلوا مني ما اعنيه من كل كلمة و رجائي من كل من سيقرء حرفي الفقير، تأمل رغبتي العميقة بالتوضيح لا التجريح ...
وهو امر اصابني بالارق فلم انم ليلتي بعد ان قرئتُ في هذا الموضوع الذي منه اقتبستُ التالي وبسببه قررت و كتبتُ ما كتبت، وتستطيعون الضغط على الجملة ادناه للانتقال اليه:
كيف ستصف الحياة لإنسان أعمى؟
وها انتم تقتربون من حجر الحكمة، فأحذروه فهو حجر:
ان يختلف البشري عن الاخر، كفقدان احدهم القدرة على الرؤية او اي خاصية اخرى، بل القدرات المكتسبةِ كالنباهة او التعمق في مفهوم ما او علم من العلوم مثلا، لا تعني ان البشري الاخر، كائنُ من الفضاء الخارجي او من عالم الخيال ولا علم له بما يدور حوله ... وبالتأكيد لا يعني بأنه متخلفٌ عقليا او غبي ... ففاقد قدرة الابصار منذ الولادةِ او بعدها بحين ... وان لم يكن يستطيع رؤية لون حرفي هذا ... لكنه بالتأكيد له القدرة على تمييز ما تحمله من معاني ... وهذا شأنه مع الحياة كلها ... فهو يدركُ معانيها مثلي ومثلك وربما بشكل اعمق صدقني ...
وحجر الحكمةِ مؤذي لمن تسقط على رأسه بل ومميتةُ لمن يدخلها في رأسه فهو حجر:
فالكفيف ... ليس غبيا ولا كائنُ غريب عن محيطه والكوكب ... وليس صاحبُ العينُ والاثنين التان تبصران ... بشريُ خارق الذكاء، ادرك حقيقة الوجود ... وحمل حجر الحكمةِ و معرفتها بدلا عن الدماغ في رأسه!
انها دعوة في هذا الموضوع ... الى احترام اصحاب القدرات المختلفة عن عموم البشر، وعموم البشر لا فضل لهم في عيونهم التي تبصر او اطرافهم التي تتحرك، فهم لم يتعبوا بالحصول عليها ولم يجهدوا بها اساسا ولهذا فهم ليسوا بأفضل، من اولئك الذين حرموا منها!
فالعجز يكون داعيا للشفقة !!! وانا اصر على قولي هذا ... حينما يتحول الى عجز للمجتمعاتٍ بأكملها ... عجزُ متكرر درجة الرسوخ والاصرار في العجز عن الشعور بأحاسيس (الاخر ــ المختلف) عنهم في قدراتهم الجسدية او غيرها ... او في الوان بشرتهم ... او في تخصصهم التناسلي ... وفي معتقداتهم واعمارهم، او حتى شعورهم بالامل والوهم والخوف والسعادة والحزن ...
هذا عجزُ يصل الى درجة مخجلة، اذا ما واضب حامله فردا او مجتمعا، في تصور بأن قدراته البسيطة، ميزةٌ خارقة ومقدرةُ نادرة له فيها الفخر عن من اختلفوا عنه، فتراه يصارع مجادلا ولا ينتظر لحظة ليسمع الاخر، او حتى ليراجع نفسه التي تكون واهمة ومخطئة في فهم الامور اغلب الاحيان ... فمن يتبختر بجهله غافلا، فانه بجهلهِ يؤذي الابرياء والمجتمع ونفسهِ، بل و الجهل الاليف يثير الضحك والضوضاء و الجدال ويشتت التركيز عن المفيد، فيعرقل بذلك سير الحياة والتعلم والعمل بل يعكر ايضا صفو الاخرين ونفسه ...
انه حجر الحكمة، اذا تعثرت به وحسب، سيصيبك الاذى فلا تحمله فهو شبهة ولا تأكله او تضعه في جمجمتك فهو مميت:
والنبيه وصاحب التجربة والباحثُ عن العلم يدركُ جيدا ربما، ضئالة ما قد تعلمه او سيتعلمه الى اخر لحظة من حياته هذه، فلا الاستاذ ولا العالم ذو الشهرة و بشهادة الجامعات و البشرية، لن يتوهم بانه توصل الى سر الحكمة وفهم كل قوانين واسرار الحياة، لا هو فحسب بل جميع البشر من قبله وبعده ... ولذلك تراه بسيطا ومتواضعا وحساسا ويخشى على شعور الاخرين ولا يمن عليهم من برجه العاجي وكأنه بما حقق صاحبِ فضل عظيم على غيره ...
ومنهم من يفقد بساطته فيصابُ بالغرور، ويتسلق برجا من الوهم، ويعيير الغير بجهلهم، ويذلهم اذا علمهم حرفا، فيكرههم ويكرهونه، ويكره ما هو عليه!
وها انا اصل الى، اقصى ما اود قوله:
مذ بدأت المؤوسسات الرصينة والتي تتقبل من يحاسبها على ابحاثها واكتشافاتها ونظرياتها، وتقبل بما يثبتُ الاخرين بصحته وما يكتشفونه، فتراهم يطرحون كل ذلك اينما كان ذلك ضروريا في خدمة العلم والمعرفة وحياة البشرية:
منذ ذلك الحين، بدأت تكتشف الكثير من ما دفنته الارضُ تحتها من حضارات لم تتناقلها الالسن والكتبُ الاولى، بل كهوفا واجناسا منقرضة من البشر، بل والمحاولات الاولى في استخدام الادوات، والحجر والنار، والسير!
انا اذكر كل ذلك لاقول، ان كل محاولةِ بسيطة تراكمت على سابقاتها، لتؤدي الى ما وصلت البشريةُ عليه، فلا فضل لفرعوني على سومري، فهاتين الحضارتين اعتمدتا على ملائيين السنين من محاولات الكائن البشري، نجاحاته واخفاقاته، تجاربه وفشله وهما بدورهما نقلتا ذلك واضافتا عليه لمن جاء من بعدهم ... والبعض اكتشف وهما واصابه الغرور به، فقتل ومات!
ان الحجر في محاولات الكائن البشري الاول لاستخدامه كأداه في عصوره الحجرية التي طالت ملائينا من السنين! صارت تشبيها لي لمفوهم الحكمة، وكما يستطيع الحجر ان يكون نافعا وضارا، فالحكمة تنفع لمن يرجو منها الفائدة لنفسه وللغير، وضارة لمن يسيء فهمها او استخدامها، وكذلك لنفسه وللغير!
فهذا الذي وضع حجر الحكمة في جمجمته فصدق مؤمنا بأنه الوحيد الاحقُ به وهو وريثه وصاحبه، تأكد ان لم يكن سيموتُ بنكده الشخصي فأنه سيقتل علي يد من تنكدت ايامه بسببه!
هل ترانا سنفتحُ اعييننا على الواقع، هل ترانا سننقذُ انفسنا واحبتنا والاخرين؟؟؟ من شر حجر الحكمة!
هذا الكلام مكتوب في كل الكوكب وبكل اللغات، اذا اردتم قرائته، محاولة فهم لغته المشبوبة وجعا وغضبا، فهو سيسرني حتى لو انتقدتموني على اسلوبه وثغراته،
ولو تجاهلتموه، فأعلموا بأن اغلب من صنعوا لكم اجهزتكم هذه بل اغلب ما تأكلون وتتداوون به بل حياتكم بفضل القاحات التي انجت المليارات من موت محتم ما قبل الولادة وما بعدها، يعتمدون الاكثر منها مباشرة واكثر منها صراحة في جامعاتهم ومؤوسساتهم تلك التي اهدتنا خلاصة ملائيين السنين من رحلة البشري، هذه التقنيات التي تيسر حياتنا!
تجاهلنا للحقائق لن تجعلها تختفي!
وها انا اقحمتها نفسي الفقيرة بالخبرة في سجالٍ ربما يقول الغير بانه الجهل بعينه و بغير جدوى ... لكن الصمت عن ايلام مشاعر الكفيفِ ... يؤلمني وكثيرا ...
الستُ اكرر قول: احذروه فحجر الحكمة، حجر!
فمن منا ليست بعض مشاعره عمياء ... من منا ليس بجاهل ... من منا لا يحمل عجزا ... من منا لا يخاف ... لا يتألم ... لا يفهم خطئا؟؟؟
ان كان بينكم من هو كذلك؟؟؟
فليرجمني بحجري!
وها هو الفقير موهاتما يصفها الحياةُ من تجربته كما خبرها ... فأفعلوا بها ما تشاؤون ... واني قصدتُ فيها خيرا ... ولعلكم وغيركم من الذين اتوجس فيهم الامل والفهم، ستدركُون قولي ... وان لم تفعلوا فلكم ان تصفوه قدحا فأنا ساكون حينها قد فشلت في اقناعكم بالخير الذي قصدته ...
وسأحاول ان اتعلم كيف اتجاوز فشلي!
وان لم يقتلني الحجر ... فأستجنبه بما اوتيتُ من رغبة في الفهم والخير!
اقولها بصدقٍ ممزوج بمرارة لا انكرها
محبةٌ وسلام
محمد بياتي / فجر الـ ٢٧ من تشرين الثاني ٢٠١٥
انا اقوم بنشر هذا الكلام وانا اعلم بأني كتبتها بعد ارق وفيها الكثير من الخطا وخصوصا بعد قرائتي لمداخلة الاستاذ المتحري حسن الفاضل
ولهذا بالتحديد