فيما يُعد إنجازا للبشرية كلها، تمكنت الغواصة الصينية "جياولونغ" وعلى متنها 3 بحارة صينيين، من تحقيق أول رقم قياسي عالمي في تاريخ الغوص تحت سطح البحر واستطاعت الوصول إلى عمق تجاوز 7000 متر في رابع تجربة غوص لها في منطقة قرب خندق ماريانا، أعمق خندق بحرى في العالم، والموجود بمحاذاة ميكرونيزيا في المحيط الهادئ.
وقد وصلت "جياولونغ" (الاسم يعني "التنين البحري") إلى عمق 7015 مترًا تحت سطح البحر، وبهذا الرقم تكون الغواصة قد سجلت رقمًا قياسيًّا عالميًّا في الغوص المأهول، وذلك خلال تجربتها الرابعة التى بدأتها وسط أمطار غزيرة، فيما بعث الغواصون الثلاثة على متنها بتحياتهم من قاع البحر إلى رواد الفضاء الصينيين الثلاثة الذين نجحوا بالفعل في إتمام أول التحام يدوى بين مركبة الفضاء المأهولة "شنتشو- 9" والمختبر الفضائي المداري "تيانقونغ-1" لتحقق الصين بذلك إنجازين تاريخيين في التوقيت نفسه، أحدهما في الفضاء الخارجي، والآخر في أعماق البحار.
وقال قائد الغواصة الصينية "ليو فنغ" إنه قد ثبت في المرات الأربع السابقة من الغوص أن الغواصة مستقرة من حيث التشغيل، وأن قدرات الفريق في اختبارات الغوص التجريبية ترتفع باستمرار.. مشيرًا إلى أن الغواصة كانت قد نجحت في السابق في الوصول إلى أعماق 6671، 6965 و6963 مترًا على التوالي في المرات الثلاث السابقة، بين يومى 15 و22 يونيو الجاري لتتجاوز بذلك الرقم القياسي الذي حققته في يوليو الماضي وهو 5188 مترًا.
الرقم القياسى العالمي القديم كان قد سجلته غواصة أعماق مأهولة يابانية، وهو 6500 متر تحت سطح مياه البحر، إلا أن غواصة الأعماق المأهولة الصينية "جياولونغ" حطمت ذلك برقم تاريخى بتجاوزها عمق 7000 متر، وهى المرة الأولى التي يصل فيها البشر إلى عمق يتعدى 7000 متر تحت البحر.
وأشار إلى أن الصين تقدم الغواصة "جياولونغ" الصينية كمنصة علمية مفتوحة أمام جميع العلماء في العالم للقيام بالتجارب العلمية في عمق البحار، حيث سيمكن هذا من إجراء دراسات علمية في 99.8 بالمائة من مناطق قاع البحر في العالم.
ويصف الفريق المعاون والمشرف على التجربة والمكون من 96 عالمًا ومهندسًا من العلماء الصينيين الغواصة بأنها أشبه بسمكة قرش كبيرة، يبلغ طولها 8.2 متر وعرضها 3 أمتار وارتفاعها 3.4 أمتار، ويبلغ وزنها في الهواء أقل من 22 طنًّا، وفى ذيلها 4 محركات، حيث تبلغ حمولة الغواصة 220 كيلوجرامًا إلى جانب طاقمها المكون من 3 أفراد، وتبحر في عمق البحر بسرعة ميل بحرى في الساعة، وتبلغ أقصى سرعة لها 2.5 ميل بحرى في الساعة، حيث يعمل طاقم الغواصة في البحر لمدة 12 ساعة متواصلة في الحالات العادية.