تأمَّلوهـــــــــــــاااا ...
لا تتأفـَّفوا من بيوت تملَؤُها الفوضى ,
من أصوات الشِّجار بين الأخوة ,
من بحث أحدهم عن فردة حذائه ,
ومن آخر يصرخُ طالبا" مصروفه ,
من أكوام الجلي وأكواب الشَّاي على الصينيَّة ,
من مصاريف البيت التي تكسر الظَّهر ,
من فوضى كل صباحٍ والسِّباق على باب الحمام ,
من تحضير السَّاندويتشات وتمشيط الشَّعر ومسح الأحذية ,
من ترتيب البيت وشراء اﻷغراض وانتظارهم يعودون بأمانٍ وتحضير الغذاء و ,,,
من واجباتهم المدرسيَّة وتسميع الأناشيد وحلّ المسائل الحسابيَّة ,
ساعات الهدوء التي ننتظرها نهاية كل يوم حين ينام الصِّغار ,
والتقاط الألعاب المُتناثرة في أرجاء غرفة الجلوس ومسح الطاولة من آثار السَّهرة العائليَّة وفتات البسكويت.
استمتعوا بكل لحظاتكم
فغداً سيكبر الصغار , وستكبر الهموم , ستزداد الفتيات حساسية ,
وسيزداد الفتيان ضخامة , وسيتباهون بالشَّاربين واللحية ,
سيبدأ كل منهم باختيار طريقه والاستقلال بتفكيره ,
بحياة جديدة تبزغ من قلب هذا البيت , بيت العائلة الكبير
وسيغادرون البيت واحدا" تلو الآخر.
منهم من يتزوَّج .. منهم من يُسافر .. ومنهم من ينتظر أقرب فرصة ليُحَلِّقَ بعيدا" باحثا" عن حلم ,
يُصبح المقيمون في البيت .. من ولدوا وتربّوا .. ومشوا على أدراجه , وقرصتهم ناموسات الصَّيف اللئيمة ,
ارتفعت حرارتهم وسهرت العائلة للتـَّناوب على وضع الكمّادات الباردة ,
فجأة يُصبحون ضيوفًا !!
وكما بدأت العائلة بشخصين يافعين .. حملتهم السَّنوات ودارت بهم الأيام ,
تعودُ شخصين أدَّيا رسالتهما ,
يجلسان على أبواب الإنتظار .. على أمل أن يُطِلَّ عليهما وجهُ أحدٍ من الأولاد..!!
دعونا نستمتع الآن
فسيأتي الوقت الذي نتمنّاهم بجانبنا ,,
كحال آبائنا وأمَّهاتنا !!!!
استمتعوا اﻵن