Wednesday 27 June 2012
دول خليجية سعت إلى تزوير الانتخابات المصرية
الدبابة الاميركية توصل قوى الاسلام السياسي الى سدة الحكم
صحف _ ايلاف
كل تلك الممارسات الشيطانية تمارس باسم الدين الذي ظلّ في العصر الحديث اداة ميسورة للسياسة، تستغله القوى الرجعية لتشريع وجودها غير الشرعي مرة، أو لتبرير ابتزازاتها مرة أخرى، وباسم الدين يريدون هدم اسس الدولة وقيمها الجمهورية الديمقراطية العادلة.
يشير الكاتب المصري عبدالعظيم محمود حنفي الى ظاهرة وصول قوى (الاسلام السياسي) إلى سدة الحكم على ظهور الدبابات، كما حصل في العراق، أو كما يحصل في مصر حيث يسير الاخوان باتجاه اتفاق مع الاميركيين نحو (اسلام اميركاني) يستهدف الدولة الامة وهو نسخة جديدة من (الاسلام السياسي) تستقوي بهاواشنطن على العرب والمسلمين بحسب الكاتب.
ويؤكد الكاتب أن الإخوان انخرطوا في حلف غير مقدس مع الإدارة الأميركية على أن يخلي لهم الأميركيون طريق الحكم مقابل التزامهم وضبط إيقاعهم في المنطقة وفق الأجندة الأميركية وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
ويتهم حنفي اخوان مصر بالسعي الى نظام حكم نموذجه كحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك بل وابشع منه ايضًا، عبر ارتدائه عباءة اسلامية بغية سلب اهداف الثورة ومراميها وضرب كل ما ارسته الجمهورية المصرية عقب ثورة 23 يوليو، والانقضاض على الثورة التي أنجبها جيل المعاناة من الشباب وجيل الرفض للظلم والاستبداد.
ويؤكد حنفي في مقاله الذي نشرته جريدة السياسة الكويتية في عددها الصادر اليوم، "أن الاخوان المسلمين يريدون الانفراد بالحكم لكن ليس عن طريق احترام الاسس والقواعد القانونية المرعية أو عن طريق عملية انتخابية حرة ونزيهة، بل عبر رفع راية العصيان والتمرد والخروج على الشرعية ورفض حكم دولة القانون".
ويزيد حنفي القول: " يريد الاخوان اعادة انتاج صورة المجتمع القديم وانتاج مجتمع استبدادي تسلبه كل مقومات الحياة ويسلبون حق الشعب المصري في التغيير الشامل والثوري في جميع مجالات العمل الوطني نحو الحياة الفضلى الحياة الطليقة من كل قيود الاستغلال والظلم الاجتماعي للتقدم على طريق الآمال الواسعة لشعب مصر".
ويتهم حنفي الاخوان ايضًا بأنهم يهددون بعودة سيرتهم الاولى، في العنف والاغتيالات باستخدام الاعتصامات والمظاهرات.
ويشير حنفي الى أن " تلك الممارسات الاخوانية والاتجاه نحو محاولة الانقلاب الدموي مثيرة للقلق والخوف، قلق على مستقبل مصر الديمقراطي وخوف على الحريات وحقوق المرأة، وتساؤل حول علاقات ينسجونها مع الغرب".
ويتهم حنفي الاخوان ايضًا بأن " كل تلك الممارسات الشيطانية تمارس باسم الدين الذي ظل في العصر الحديث اداة ميسورة للسياسة، تستغله القوى الرجعية لتشريع وجودها غير الشرعي مرة، أو لتبرير ابتزازاتها مرة أخرى، وباسم الدين يريدون هدم أسس الدولة وقيمها الجمهورية الديمقراطية العادلة".
ويعتقد حنفي أن تلك الحركات المستخدمة للدين "لم تنجح الا في زيادة مشكلات الوطن وتمزيقه اربًا اربًا وقهر المواطن في كل تجاربها".
دول خليجية سعت إلى تزوير الانتخابات المصرية
وعلى الصعيد المصري، قال رئيس مجلس الامة الكويتي المنحل أحمد السعدون إن " دول خليجية سعت إلى تزوير الانتخابات المصرية" واضاف أن " كل المحاولات التي قامت بها الانظمة العربية والخليجية باءت بالفشل في التأثير السلبي على نتائج الانتخابات المصرية".
وقال السعدون في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بحسب صحيفة النهار الكويتية، " وهكذا باءت بالفشل كل المحاولات التي قامت بها والضغوط التي مارستها بعض الانظمة العربية بما في ذلك بعض الانظمة في الخليج للتأثير بأي وسيلة ممكنة على انتخابات الرئاسة في مصر حتى تأتي على هوى هذه الانظمة، وعلى غير ما انتهت اليه لعلها بذلك توقف استمرار الربيع العربي وانتشاره وحتى تواصل هذه الانظمة نهجها الديكتاتوري والاستبدادي وتستمر في قمع شعوبها وسلب حرياتها ومنعها من المشاركة في صنع قراراتها التي ترسم مستقبلها ومصيرها وحتى يستمر الفساد الذي ترعاه هذه الانظمة لتنفرد بعد ذلك وحلفاؤها في الاستمرار بالاستيلاء على ثروات وخيرات هذه الشعوب ونهبها".
مصر برأسين
ويتبنى الكاتب إدريس الدريس في مقاله الذي نشرته صحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر اليوم، فكرة "أن مصر مع محمد مرسي ستحكم برأسين مصيرهما الحتمي هو التوافق بما لا يخلق حالاً من الصراع، أو الصداع لرأس مصر، بل إن الأمل ينعقد على أن يتحقق الانسجام بين الرأسين لينصهرا في رأس واحد وجهه ملتحٍ ورأسه حليق.
ويتابع" مصر رغم كل الشك ورغم كل التحفظات ورغم كل الضغوطات تعبر مرحلة جديدة، وهي في كل حال قنطرة تمر من خلالها إلى غد مشرق يحتكم للإرادة الشعبية الناخبة ولو تحت مظلة الانضباط العسكري".
لكن الكاتب يرى أن المرشحَين ليسا الخيار الأمثل للمزاج المصري، ولحالة التحول التي يفترض أن تدخلها مصر بعد عقود طويلة من الحكم العسكري، لكن مرسي يظل أهون الشرين في نظر الكثير من قوى الثورة وفصائل الشباب التي لا تريد إعادة استنساخ الحكم السابق. ويطرح الكاتب اسئلة حول مستقبل مصر وفيما اذا باتت التحولات المصرية في الجسم الرئاسي تشبه النموذج الباكستاني، أو ربما ستكون مشابهة للنموذج التركي الذي يتوفر بلا شك على صلاحيات وقدرات أكبر وأفضل منها في النموذج الباكستاني.
وعودة الى ما كتبه حنفي، فهو يرى أن مصر تعيش " مؤامرة سياسية صرف لسلب المجتمع المصري حريته واستقلاله وقيمه الديمقراطية وعدالته الاجتماعية، مؤامرة على الدولة المصرية المتسامحة وعنوانها الازهر وتستهدف الحركة الابقاء على كيانها ووجودها في وجه مصيرها المحتوم، ووسيلتها الى ذلك تخريب الدولة و تفجيرها من الداخل، ولكن قناعها الذي تتسلل خلفه هو الاسلام".