قائمة الكلاب الـ"بطلة".. ضحت لإنقاذ البشر
كلب من فصيلة هاسكي
ليس الكلب "ديزل" الذي لقي مصرعه أثناء مشاركته القوات الخاصة الفرنسية في اقتحام مبنى كان يتحصن فيه الإرهابيون، ليس المثال الوحيد على بطولة الكلاب.
بعد أن فقد القوات الخاصة الفرنسية كلبها "ديزل"، أهدتهم وزارة الداخلية الروسية الكلب الحارس "دوبرينيا" للقوات الفرنسية الخاصة.
تكررت الحوادث التي كانت فيها للكلاب بطولات كلفتها الموت. لعل أهمها قصة الكلب "باري"، الذي أنقذ حياة أكثر من 40 شخصا بفضل حسه المرهف، وقد ساعد في انتشال الناس من تحت الثلوج أثناء انهيار ثلجي كما ساعد المسافرين الذين تاهو عن طريقهم. وقد كان موضوع أعمال سنيمائية.
وفي عام 1925 في قرية "نوم" في الألسكا تفشى مرض الخناق وادى إلى موت الكثير من الناس، ولم تسمح العواصف الثلجية للطائرات بإيصال الدواء، فكانت الكلاب البديل الوحيد إذ جرت على الزلاجات التي جرتها أكثر من ألف كيلومتر. وكان قائد هذه المجموعة الكلب السبيري السود "هاسكي" الملقب بـ"بالتو".
وقد قطع "بالتو" المسافة في درجة حرارة أكثر من 50 تحت الصفر، دون أن يتوه عن الطريق وكادت حياته أن تنتهي أثناء عبوره نهرا.
وتمكن من أيصال الدواء وإنقاذ حياة مئات البشر.
وتكريما للكلب "بالتو" أقامت له السلطات في الولايات المتحدة تمثالا برونزيا، كما قام المخرج ستيفن سبيلبرغ بتصوير فلم صور متحركة تروي بطولة هذا الكلب السطور.
وبقيت قصة الكلب الياباني الملقب بـ"هاتيكو" والذي ولد في عام 1923 وكان مالكه مدرسا في كلية الطب بقيت قصته رمزا للوفاء.
تعود الكلب "اتشيكو"، تتبع سيده إلى العمل كل مرة، وفي 1925 توفي سيده بسكتة قلبية ويستقبله بفرح الأطفال مع عودة آبائهم بقطع الحلوى، الفرق الوحيد هو أن هاتشيكو لم يكن يبحث عن حلوى أو أي مقابل.
ما كان يبحث عنه ويحتفل به على طريقته هي عودة صديقه من الجامعة. لم يعد هاتشيكو يقاوم البقاء في البيت، ولم يكتف بمجرد النظر إلى صديقه وهو يغادر، بل أصبح يرافقه ويمشي معه إلى المحطة، وبعد أن يودعه، يعود إلى البيت، وينتظر وقت قدوم القطار ليذهب مجددا في انتظاره. لم يكن ذلك مجرد عادة أو روتين يومي، ولم يلمس الأمر مجرد حياتيهما، بل تعدّى ذلك ليصل إلى أفراد الحيّ جميعًا.
وفي يوم حزين من أيّام مايو من عام 1925 طال انتظار "اتشيكو" أمام المحطة، الكل خرج من ذلك الباب، جميع الوجوه المألوفة التي اعتاد على تجاهلها كل يوم، ولم يعد صديقه، انتظره طيلة الليل ولم يعد. ما لم يعلمه هاتشيكو هو أن صديقه البروفسور قد أصيب بجلطة ذلك اليوم وتوفي البروفسور هتسابورو أوينو، ولم يعد أبدا إلى محطة القطار حيث ينتظره هاتشيكو.
"اتشيكو" لم يعلم ما الذي حصل لصديقه، ولم يتمكن أحد من أفراد الحيّ من إخباره بما حصل. فهام على وجهه في أزقة المدينة ولم يستطع البقاء في البيت أبدًا بعد ذلك. ورغم الحزن الذي خلفه غياب صديقه، إلاّ أنه استمرّ في ممارسة الحياة والمرور كلّ صباح أمام منزل البروفسور، ومع الوقت أيقن أنه لن يعود إلى المنزل. فتوقف عن الذهاب إلى هناك، وأصبح يكتفي بالانتظار أمام باب محطة القطار حيث كان يودعه ويستقبله. وهذا ما استمر هاتشيكو بفعله، فقد كان يتواجد أمام الباب كلّ مساء في موعد قدوم القطار، وكل يوم لا يرى صديقه بين الركاب الخارجين من المحطة، فيجمع خيبته وينسحب إلى ظلام أزقة المدينة، لينام في الشارع ويعود إلى أملٍ آخر في اليوم التالي.
انتشرت قصة الكلب اتشيكو وباتت رمزا للوفاء والإخلاص. وفي 1987 تم تصوير فيلما يروي قصة اتشيكو بعنوان "اتشيكو: أوفى صديقا".
اما الكلب الذي كان يحمل لقب "سلطان"، والذي اشتغل مع رجال الشرطة 10 سنوات وشارك في 5 ألاف عملية وقبض على أكثر من ألف مجرم، وبات ملهما لكاتب رواية حظيت بشعبية كبيرة في الاتحاد السوفييتي السابق وتم موضع فليما سنيمائيا. وبعد موته تم تحنيط جثته ووضعها بمتحف التحقيق الجنائي بلينينغراد.
https://arabic.rt.com/news/801280-%D...8%D8%B4%D8%B1/