Tuesday 26 June 2012
مؤكدة أنها ستسلك كل الطرق لاستعادته
أرشيف يهود العراق يجمّد تعامل بغداد مع واشنطن في مجال الآثار

48 الف حاوية تحتوي على ملايين الوثائق والارشيف اليهودي نقلت الى الولايات المتحدة

أكد وزير السياحة العراقي لواء سميسم الاثنين أن العراق أوقف التعامل مع الولايات المتحدة في مجال التنقيب عن الآثار على خلفية رفضها إعادة الأرشيف اليهودي إليه.

شدد وزير السياحة العراقي لواء سميسم (56 عامًا) في مقابلة حصرية لوكالة فرانس برس على ان العراق سيسلك "كل الطرق" لاستعادة هذا الارشيف، ولاستعادة ايضًا "عشرات آلاف" القطع الاثرية التي ذكر انها موجودة حاليا في الولايات المتحدة.
وقال سميسم في مكتبه في مبنى الوزارة وسط بغداد ان "احدى وسائل الضغط التي استخدمتها على الجانب الاميركي انني اوقفت التعامل مع بعثات التنقيب الاميركية بسبب قضية الارشيف اليهودي والاثار الموجودة في الولايات المتحدة".
واضاف ان "الجانب الاميركي قام بكثير من التحركات والضغط بهدف ارجاع العمل مع الجانب العراقي، لكن هذا القرار نهائي".
وكانت السلطات العراقية دعت الولايات المتحدة في تشرين الاول/اكتوبر إلى إعادة ارشيف اليهود العراقيين وملايين الوثائق الاخرى التي نقلها الجيش الاميركي من بغداد بعيد اجتياح البلاد عام 2003.
وتقول وزارة الثقافة ان 48 الف حاوية تحتوي على ملايين الوثائق والارشيف اليهودي نقلت الى الولايات المتحدة، موضحة ان 70 بالمئة من الارشيف مؤلف من وثائق باللغة العبرية و25 بالمئة بالعربية و5 بالمئة بلغات اخرى.

وفي ايار/مايو 2010، اعلنت ادارة دائرة المتاحف العراقية انه في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر 2003 تم اكتشاف 27 صندوقا معدنيا وخمس حاويات كارتونية داخل سرداب تابع لجهاز مخابرات النظام السابق، تضم كتبا بالعبرية، ووثائق تمثل ارشيف يهود العراق الذين كان يبلغ عددهم نحو 120 الفا، وغادر معظمهم العراق بعد قيام الدولة العبرية عام 1948.
واكدت دائرة المتاحف حينها ان العراق رفض اخراجها لصيانتها في الولايات المتحدة، وفضل ان تتم صيانتها في العراق، لكن الارشيف اخرج رغم ذلك ولم تعرف الطريقة التي نقل بها.
وذكر سميسم، المنتمي الى تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، انه فاتح "الجانب الاميركي حول الارشيف اليهودي، وليست هناك اجابة واضحة وشافية. هم نقلوا الارشيف في عام 2003 والاتفاقية المبرمة مع العراق انذاك، تفيد بانه سيرجع سنة 2005 بعد ترميمه، ولكننا اليوم في 2012، والارشيف لم يعد بعد".
وقال الوزير العراقي، الذي كان يعمل طبيبًا للاسنان قبيل تسلمه مهام الوزارة عام 2006، ان "مسالة الارشيف العراقي "جزء من مشكلة اكبر" مع الولايات المتحدة التي "تحتضن عشرات آلاف القطع الاثرية العراقية".
واوضح سميسم "هناك نحو 72 الف قطعة اثرية عراقية نفيسة، ولا شبيه لها في الولايات المتحدة (...)، ونحن سبق وان سالناهم حول مشروعية وجودها هناك: فهل هي إعارة؟ هل هي سرقة؟ هل اخذت ضمن اتفاق مع الحكومة العراقية ؟ لكننا لم نحصل على اي جواب".
وتابع "طلبنا من الجانب الاميركي ايضًا جرد هذه الآثار، وجرد الارشيف اليهودي والممتلكات العراقية، وارسالها الى الجانب العراقي لتكون ملزمة لنا ولهم، ولكنهم لم يستجيبوا ايضًا، وكل هذا ادى الى ايقاف التعامل معهم منذ بداية العام". وشدد على ان العراق "سيسلك كل الطرق لاستعادة تلك القطع الاثرية والارشيف اليهودي"، الذي لم يستبعد ان يكون قد نقل الى اسرائيل، حيث انه قرأ عن ذلك "في مواقع اسرائيلية عدة".
واشار سميسم الى ان العراق "سيشرك منظمة اليونيسكو (...) واذا ووجّهنا ايضًا بالرفض، سستتحول المسالة الى مشكلة عالمية، لان لا قوانين الامم المتحدة ولا قوانين اليونيسكو تجيز ذلك (...) هذه سرقة اثار عالمية".
وتعليقا على تصريحات سميسم، قال المتحدث باسم السفارة الاميركية مايكل ماكليلان لفرانس برس ان الارشيف اليهودي "موجود حاليا في حيازة الارشيف الوطني وادارة السجلات في الولايات المتحدة لفترة مؤقتة، وذلك بهدف حفظه ووقايته وخزنه بصورة الكترونية". واضاف ان "وزارة الخارجية الاميركية تموّل المرحلة الاخيرة من المشروع، الذي يشمل معرضًا انكليزيا عربيا تثقيفيا في الولايات المتحدة والعراق"، مشيرا الى ان "كل المواد ستعاد الى العراق ما ان ينتهي المشروع".
وتعرّض العراق، الغني من شماله الى جنوبه بالآثار التي تعود الى حضارات قديمة عدة، الى عملية نهب كبيرة لاثاره، خصوصا في المتحف الوطني، الذي فقدت منه آلاف القطع الاثرية، وجرى استعادة بعضها لاحقا. ويقول سميسم ان "هناك قطعا اثرية سرقت بعد نبش عشوائي ونحن لا ندرك عددها، لكن القطع المعروفة التي سرقت تبلغ نحو 10 آلاف، وقد استعدنا منها 4764 قطعة"، مشيرا الى "مفاوضات مع دول مثل اسبانيا والمانيا وفرنسا" لاستعادة قطع.
واوضح الوزير، الذي كان ممنوعا من السفر ابان عهد صدام حسين، انه "في حالات نادرة وبصورة قانونية ندفع تعويضات (...) لاسترجاع هذه القطع".
تأسست وزارة السياحة والاثار بصورة فعلية في اذار/مارس الماضي عندما اقر القانون المتعلق بها ونشر في الجريدة الرسمية، بعدما ظلت لسنوات وزارة دولة تحظى بدور استشاري فقط.
ويقول سميسم انه في موازاة العمل على استعادة القطع الاثرية المسروقة، تسعى الوزارة الى تنشيط عمليات التنقيب عن الاثار، وكذلك القطاع السياحي في بلاد لا تزال تشهد اعمال عنف يومية منذ 2003 وازمات سياسية متلاحقة.
وفيما اعلن عن تنقيبات جديدة تبدا خلال ايام في اربعة مواقع جنوب البلاد، قال ان وزارته ابرمت "اتفاقية مع وزارة السياحة العالمية تبدا من 2012 وتمتد الى 2020 وتهدف الى النهوض بقطاع السياحة".
ويؤكد سميسم ان "العمود الفقري للسياحة في العراق حاليًا هي السياحة الدينية"، التي تستقطب مئات الآلاف سنويًا، لكن هناك ايضا "السياحة الاثرية، التي تمثل مستقبلاً واعدًا لقطاع السياحة العراقي"، رغم انها لا تستقطب حاليا سوى المئات سنويا.
ويقول "هناك حاجة إلى بنى تحتية، تشمل الفنادق والمواصلات والطرق والخدمات، وقد بدانا نعمل عليها"، مضيفًا "العراق بدا يدرك ان قطاع السياحة اهم قطاع من بعد قطاع النفط".

العراق يوقف التعاون مع أميركا في التنقيب عن الآثار بسبب أرشيفه اليهودي


سميسم: الامريكيون مارسوا ضغوطا كثيرة لإعادة التعاون لكن القرار نهائي

أكد وزير السياحة العراقي لواء سميسم أن العراق أوقف التعامل مع الولايات المتحدة في مجال التنقيب عن الآثار بسبب" رفضها إعادة الارشيف اليهودي اليه."، وشدد على أن القرار نهائي ولاعودة عنه.

وقال سميسم في مقابلة مع وكالة أنباء فرانس إن العراق "سيسلك جميع الطرق لاستعادة هذا الارشيف، وأيضا لاستعادة "عشرات آلاف" القطع الاثرية التي قال إنها انها موجودة حاليا في الولايات المتحدة.
وأشار سميسم ، في المقابلة التي أجريت معه في بغداد ،إلى أن" إحدى وسائل الضغط التي استخدمتها على الجانب الاميركي انني اوقفت التعامل مع بعثات التنقيب الاميركية بسبب قضية الارشيف اليهودي والاثار الموجودة في الولايات المتحدة".
وأضاف "الجانب الاميركي قام بكثير من التحركات والضغط بهدف ارجاع العمل مع الجانب العراقي". غير أن الوزير العراقي قال إن قرار وقف التعامل الأثري مع واشنطن "نهائي".
وكانت بغداد قد دعت واشنطن في شهر أكتوبر/ تشرين الاول الماضي إلى إعادة ارشيف اليهود العراقيين وملايين الوثائق الاخرى التي نقلها الجيش الاميركي من بغداد عقب غزو واحتلال العراق عام 2003.

"لا إجابة شافية"

وتقول وزارة الثقافة إن تم نقل 48 الف حاوية تحتوي على ملايين الوثائق والارشيف اليهودي إلى الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن 70 بالمئة من الارشيف مؤلف من وثائق باللغة العبرية و25 بالمئة بالعربية و5 بالمئة بلغات اخرى.
وكانت إدارة دائرة المتاحف العراقية قد أعلنت في شهر مايو/ آيار عام 2010 أنه في الثامن من اكتوبر عام 2003 تم اكتشاف 27 صندوقا معدنيا وخمس حاويات كارتونية داخل سرداب تابع لجهاز مخابرات النظام السابق تضم كتبا بالعبرية ووثائق تمثل ارشيف يهود العراق الذين كان يبلغ عددهم نحو 120 الفا وغادر معظمهم العراق بعد قيام إسرائيل عام 1948.
وأكدت دائرة المتاحف حينها ان العراق رفض اخراجها لصيانتها في الولايات المتحدة وفضل ان تجرى الصيانة في العراق، لكن الارشيف اخرج رغم ذلك ولم تعرف الطريقة التي نقل بها.
وذكر سميسم إنه تحدث مع الامريكيين في شأن الارشيف اليهودي، وأكد انه لم يتلق "اجابة واضحة وشافية."
وأشار إلى أن الأمريكيين" نقلوا الارشيف في عام 2003 والاتفاقية المبرمة مع العراق آنذاك تفيد بأنه سيرجع سنة 2005 بعد ترميمه، ولكننا اليوم في 2012 والارشيف لم يعد بعد".
وقال الوزير العراقي الذي تولى منصبه عام 2006 إن "مسالة الارشيف العراقي "جزء من مشكلة أكبر" مع الولايات المتحدة التي "تحتضن عشرات آلاف القطع الاثرية العراقية".
وأوضح أن "هناك نحو 72 الف قطعة اثرية عراقية نفيسة ولا شبيه لها في الولايات المتحدة."

BBC