الهدف من العنف الذي يرتكبه المتطرفون هو أبعد بكثير . إنه تكتيك لخدمة استراتيجية سياسية. لكن بالإضافة إلى ذلك، الضعيف هو من يلجأ إلى استخدام هذا العنف ضد القوي. عندما لا تتمكن تلك الجماعات من هزيمة الخصم بنفسها، تلجأ إلى أعمال الإرهاب بغية زرع الخوف بين السكان، والتأثير على قرارات حكومات أعدائهم.
يمكننا أن نرى أن المجموعة الإرهابية داعش تخسر على الأرض. كما أن قدرتها على السيطرة على الأرض لفترات طويلة من الزمن تتعرض لاختبار جدي الآن في كل من العراق وسوريا. إذ خسرت أكثر من 30٪ من الأراضي المأهولة بالسكان التي سيطرت عليها العام الماضي. وهذا ما يفسر الأعمال الإرهابية في الآونة الأخيرة. هذا ما يفسر استهداف المدنيين الأبرياء الذين هم ليسوا جزءا من الصراع. وهذا ما يفسر القنبلة في الطائرة الروسية، والقنبلتين في بيروت، والمجزرة في باريس، والهجمات في سيناء وبغداد. جميعها كانت هجمات ضد المدنيين ومن بينهم دون شك مسلمون.
تعتقد داعش أن الهجمات الإرهابية سوف ترعب العالم ، ولكنها في الواقع تعبئ هذا العالم وتوحده بعزيمة جماعية هي ضرورة هزم الإرهاب، وأن حشد جهد متعدد الجنسيات هو الجواب.
لقد حث الوزير جون كيري زعماء العالم على عدم تغيير مسارهم أو تغيير خططهم في مواجهة الهجمات على باريس.
وعندما تحدث امام السفارة الاميركية في باريس يوم الاثنين، كرر كيري دعم الولايات المتحدة لفرنسا وقال ان هجمات الإرهابيين الأخيرة هي بمثابة إعلان حرب "ضد جميع الحضارات".
كما ذهب إلى القول: ".. إنهم [تنظيم الدولة افسلامية في العراق والشام ] يقتلون المسيحيين لانهم مسيحيون ويقتلون الشيعة لأنهم شيعة وهلم جرا."