هذا موضوع بالغ الأهمية بالنسبة لبلدنا و لمن يريد له النهوض من كبوته...وادي الرافدين كان جناناً خضراء قبل 5000 عام و لم تشحّ مياه إلا مؤخراً و في الأربعين عاماً الماضية بعد إنشاء عشرات السدود في تركيا و سوريا و مع ذلك فأن القسم الأعظم من مياهه غير مستغل...تحت أرض العراق يجري نهران عظيمان ذوا مياه عذبة...هما نهرا سيحون و جيحون و جزء من نهر الكارون ...و السومريون عرفوا بهما و لذا وصفوا أرضهم بأنها جنات تجري من تحتها الأنهار...و هو وصف مطابق للوصف القرآني عن جنات عدن...و هو الأسم الذي أطلقه السومريون عليها.
كان النهران الجوفيان يخرجان الى سطح الأرض من جنوب وادي الرافدين عند الكويت و النجف، يخترقان جزيرة العرب، فيتـّجه بايسون الى الجنوب الغربي بإتجاه مكة و المدينة و ينتهي قبل الوصول اليهما، فيما يتـّجه جيهون نحو الجنوب الغربي أيضاً بإتجاه مملكة كوشCUSH / KUSH القديمة.كانت مملكة كوش تشكّل الجزء الشرقي من مملكة مصر العليا، كما سأثبت لاحقاً، و ينتهي النهر شمال شرق اليمن داخل الحدود السعودية الحالية.
ثم حدث تغيـّر جيولوجي جعل النهرين يغوران من جديد تحت سطح و يغيـّران إتجاههما نحو الخليج ، تحت قاعه. كمية المياه لهذين النهرين عظيمة و تسد حاجات العراق المستقبلية من المياه العذبة و تحويل صحاريه الى مروج و غابات من جديد
الأمر يحتاج الى جهود أبناء العراق و حث السلطات على تقصّي هذين النهرين...و هناك عدة خطوات يجب إتباعها مثل...التعاقد من شركات أجنبية من خلال الوسائل الدبلوماسية في تزويد العراق بصور الأقمار الصناعية بالأشعة تحت الحمراء لكشف كميات المياه الجوفية و تحديد مسار النهرين. صور الأقمار الصناعية بالليزر تحتاج الى تقنية دول متقدمة مثل روسيا و الولايات المتحدة..
إنحدار التربة من الشمال الى الجنوب يساعد على إقامة عوائق صناعية خرسانية أمام مجرى النهرين الجوفيين لأرغام مياههما على الخروج الى السطح و بالقري من مدينة الموصل
المشروع يمكن أن يكون ضمن صفقة لزراعة أراضي العراق الأميرية مع الشركات الزراعية العملاقة وفق شروط تضمن إستفادة الأطراف المشاركة...إتحاد المزارعين في الولايات المتحدة قام بتقديم عرض لزراعة أرض العراق و إستصلاح تربته و القيام بإنشاء شبة من الطرقات و السكك الحديدية و إقامة المشاريع الصناعية الغذائية المختلفة. هذا المشروع حمله الدكتور العراقي المغترب - الأمريكي الجنسية- رياض الخضيري عام 1989 و جوبه بالرفض
مثل هذا الكم من المياه الجوفية سيعيد الحياة الى وادي الفرات من جديد بعد شحة مياهه بشكل ملحوظ و سيساعد على إقامة أحزمة من الغابات الشجرية و البساتين لضمان وجود مساحات خضراء كافية لتخير المياه في الجو لكى تعاود الأمطار سقوطها من جديد بعد أن فقد العراق غاباته و بساتينه و بنسبة عالية سببت ندرة الأمطار...كمية المياه المتبخرة من الأرض تساوي كمية الأمطار الساقطة مع أخذ عامل الرياح بعين الأعتبار
أستخراج المياه الجوفية سيساعد على عودة مياه الأهوار الى مناسيبها و هذه ستشكل ثروة عظيمة بعد إقامة مزارع الأسماك فيها و كذلك في بحيرات الثرثار، الحبانية، سد حديثة، بحيرة دوكان، بحيرة دربنديخان و الدبس. بحيرة ساوة وضعها مختلف...فهي بحيرة قديمة لتحلية المياه الجوفية عمرها أقدم من 4600 عام...وضع فيها نوع من الأسماك الدهنية (الدهن أكثر من 80% من وزنها) ...بعد موتها تتحلل الدهون و تتجمع على ذرات الملح في المياه الجوفية و تجرف الكتل بفعل حركة الرياح و الأمواج لتشكل سوراً طبيعياً متكلساً من الملح و الدهون حول البحيرة و لذا مياه البحيرة مرتفعة عن سطح ما جاورها من الأرض
بعد أستخراج المياه الجوفية ..يمكن أيضاً تغذية نهر دجلة و روافد النهرين الجنوبية و رفع مناسيبها تدريجياً...ثم يصار الى عمليات كري الأنهار من جديد لأستقبال كميات أكبر من المياه...فيتسارع تيارا دجلة و الفرات...عملية تسارع الجريات ستساعد بالنتيجة في تسهيل عمليات البزل و غسل التربة في المناطق القريبة من الغبار المشع الذي خلفته حرب الخليج عام 91 و حرب 2003 و التقليل من خطورة الأشعاعات الفتاكة...هناك العشرات من المشاريع العملاقة التي تحتاج الى الجهود المخلصة...
الكثير من العراقيين اليوم صاروا من أصحاب المليارات...فلتكن أستثماراتهم في العراق على الأقل كى يساعدوا في بنائه من جديد و خلق فرص العمل للعاطلين...
كاردينيا