نهاية الشهر، الناس على اختلاف، منهم نال نصيبه ومنهم نال نصف نصيبه، بعضهم ثائر وفائر لأنه يستحق أكثر من فلان، فهو ذو الشهادة المرموقة ولا ينال ربع زميل له ليس له شهادة. يا أخي لا تغضب؟! فأنت في هذا المكان و العمل لا يتحكم بك أحد، وهذه نعمة لو فقدتها لعرفة قيمتها. ليست السعادة بكثر المال وإنما بعدد النعم حولك، أن كنت فقيراً ففي الناس أفقر منك، وإن كنت مريضاً ففيهم من هو أشد منك مرضاً، إن كنت تعرف من نال من المال مالم تنله أنت وهو دونك ذكاءً ومعرفةً وخُلقاً، فلمَ لا تذكر من انت وهو لم ينل بعض ما نلت. أنظر الى الغواص جعل الله رزقه و قوت عياله في ثنايا و أعماق البحار،والطيارين جعل الله رزقهم لا ينالونه الا بصعودهم فوق الغيوم، ومنهم في قمامة الزبالة ومنهم على الطرقات. فاحمد الله ان جعل رزقك نهاية الشهر تقبضه وانت مستريح على مكتبك. وهل السعادة في المال؟انت تستطيع بمرتبك الصغير ان تكون اسعد من الذين يفوقونك أضعاف إن أحسنت التصرف. هذا الإيمان بالقدر و توزيع الأرزاق قال تعالى(نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) هو الذي قسم المعاش و قدر الارزاق. تذكر جيداً ليس معنى الإيمان بالقدرات أن تستلقي كسولاً وتنتظر الرزق،فإن السماء لا تمطر ذهباً كما قال الفاروق. قل؛ لقد عملت ما عليّ ولكن الله لم يكتب لي النجاح، ةهذا معنى الايمان بقدر توزيع الارزاق، وانت تعرف قصة الرجل الذي ترك ناقته على باب المسجد و دخل على رسوال الله(صلى الله عليه واله وسلم)، فلما خرج لم يجدها فرجع فقال: يارسول الله، ناقتي!؟ تركتها وتوكلت على الله فضلّت، فقال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)((قيدها وتوكل على الله)) فهل يبقى لك المال إن ذهبت حياتك؟ الموت يجمعهم في سوح مختلفة فترى القبور تتفاوت في المظاهر ولكن اتحدت بالبواطن فلا فرق بين ملك وخادم، طالب و معلم، ما يبقى لك إلا ذكرك في الدنيا و العمل الصالح.
منقول