في ليلة التاسع من المحرّم في مجلس عزاء الإمام الحسين(ع) بحضور ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي(دام ظله)
بناهيان: لنعرف الشخصيات السهلة الاختراق/ أول مرّة زعل فيها النبيّ(ص) بحيث امتنع عن الكلام مع أحد كانت بسبب ما قام به عبدالله بن أبي من تحزيب الأمة الإسلامية إلى فئتين/ رسالة معاوية إلى الأشعث: لا نعترف بأحد من أصحاب علي(ع) سواك!/ تتصف الشخصيّات السهلة الاختراق بشيء من عدم الولاء/ آية الله الشيخ بهجت(ره) في أواخر أيام حياته: كلّما تلقيناه من صدمات كان بسبب الاختراق.
إليكم النصّ الكامل لكلمة سماحة الشيخ بناهيان في مجلس عزاء الإمام الحسين(ع) في حسينية الإمام الخميني(ره) بحضور سماحة وليّ أمر المسلمين الإمام الخامنئي(دام ظله):
الجواسيس والشخصيات السهلة الاختراق في تاريخ الإسلام/ 1. لقد حرق النبيّ المسجد الذي أريد له أن يكون مقرّا للاختراق وحوّله إلى مزبلة
أحد معاصري زمن النبي(ص) كان رجلا باسم «أبي عامر» وكان له روّاد في يثرب قبل هجرة النبي(ص) إليها. كان راهبا وزاهدا وأحد وجهاء المدينة يومذاك. ولكن بعد هجرة الرسول(ص) وإشراق نوره في المدينة المنوّرة، فَقَد مكانته وتفرّق الناس من حوله. فلم يؤمن بالنبيّ والتحق بالمشركين، حتى أنه طالبهم بشنّ حملة على النبي(ص) والمسلمين في المدينة. وقيل أنه ساهم في رسم جزء من خريطة الحرب في معركة أحد. [تفسير الميزان والأمثل/ في ذيل الآية 107 من سورة التوبة]
بعد ذلك قرّر أبوعامر أن يلتحق بالروم. لا أدري هل استطاع أن يتّصل بالروم ويتفاوض معهم أم لا، ولكنّه «أرسل إلى المنافقين أن استعدوا وابنوا مسجدا فإني أذهب إلى قيصر و آتي من عنده بجنود و أخرج محمدا من المدينة»أراد أصحابه أن يؤسسوا مقرّا للتجسس والاختراق ولكنهم لم يتمكّنوا من تأسيس معبد أو مقرّ خاصّ بهم. ولذلك بنوا مسجدا، وفي سبيل إعطاء سمعة جيّدة للمسجد دعوا رسول الله(ص) لمباركة المسجد. فاستجاب النبيّ(ص) طلبهم وواعدهم بزيارة المسجد بعد رجوعه من غزوته.
بعد ما رجع النبي(ص) إلى المدينة، نزلت الآية تقول: (و الَّذينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَ كُفْراً وَ تَفْريقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنينَ وَ إِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُون) [التوبة/107] فأمر رسول الله(ص) عمار بن ياسر وآخرين من الأصحاب أن احرقوا واهدموا هذا المسجد الذي أسس وكرا لاختراق الأعداء. فحرقوا المسجد وهدموه وحوّلوا المنطقة إلى مزبلة. [تفسير الميزان والأمثل/ في ذيل الآية 107 من سورة التوبة.]
بهذه القوّة أفشل رسول الله(ص) أول عمليّة للاختراق. إنهم كانوا بصدد الاختراق تحت غطاء المسجد والنشاطات المعنوية، فوقف رسول الله(ص) في وجههم.
الموضوع الأهمّ من الاختراق هو ظاهرة الشخصيات السهلة الاختراق
إن قضية الاختراق في تاريخ الإسلام لقضية ذو شجون. لا يكفينا الاهتمام بموضوع الاختراق، بل هناك موضوع أهم وهو ظاهرة «الشخصيات السهلة الاختراق» ولابدّ أن يأخذ حيّزا كبيرا من اهتمامنا. وهم أولئك الأشخاص الذين تؤثّر فيهم عمليّات الاختراق ويُستَغلّون كأدوات وقنوات للاختراق. في تاريخ النبي الأكرم(ص) عُرِف أحد الشخصيات كعنصر «سهل الاختراق» وهو «عبد الله بن أبي» وهناك من يقول بأنه كان جاسوسا من الأساس. وعلى أيّ حال كان أحد المنافقين.
2. كان عبد الله بن أبي بصدد تحزيب الأمة الإسلامية إلى فئتي المهاجرين والأنصار
متى ظهر نفاق عبد الله بن أبيّ جليّا؟ في معركة أحد، وبعد ما اشتدّ الأمر على جيش الإسلام، قام هذا الرجل بسحب 300 نفر من القوّات الذين كانوا يدافعون عن النبي(ص). هذه كانت إحدى خياناته.
ولكن الموقف الذي أدى إلى نزول سورة المنافقون في حقّه، هو أنه عندما سعى لتحزيب المسلمين إلى فئتي المهاجرين والأنصار في أثناء طريقهم إلى إحدى الغزوات (غزوة بني المصطلق). إنه كان قد عزم على إخراج المهاجرين من المدينة بعد رجوع المسلمين من غزوتهم؛ (لَئنِ رَّجَعْنَا إِلىَ الْمَدِينَةِ لَيخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنهَا الْأَذَلّ) [المنافقون/8]
تعبير القرآن الدقيق عن الشخصيّات السهلة الاختراق: «سمّاعون لهم»
إحدى الآيات القرآنية التي قد سلطّت الضوء على هذا النمط من الناس، قد عبّرت عنهم بمصطلح لا بأس أن نعتبره «كلمة مفتاح» لهذا الموضوع. فقد قال الله سبحانه: (وَ فيکُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التبوبة/47] وفي هذه الآية نفسها يعتبرهم القرآن بأنهم يثيرون الفتنة؛ (وَ لَأَوْضَعُوا خِلالَکُمْ يبْغُونَکُمُ الْفِتْنَة). وكان أحد بغاة الفتنة، عبد الله بن أبي.
يتبع إن شاء الله...