تعيش اوروبا خلال هذه الايام على وقع التفجيرات الارهابية الاخيرة التي هزّت فرنسا والعالم اجمع، واسفرت عن وقوع مئات الضحايا بين قتيل وجريح فضلا عن الاضرار المادية الناجمة عن هذه الاعمال الارهابية، إلا أن السؤال الاهم والذي يتبادر إلى اذهان الكثيرين .. هل سيتأجل الكلاسيكو؟.
الاجابة بنعم أو لا تبدو غير منطقية ابدا في هذه الايام، رغم تأكيدات ميجيل كاردينال رئيس مجلس الرياضة الإسباني بأن الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة سيقام في موعده المحدد مسبقا يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي على ملعب (سانتياغو بيرنابيو) في العاصمة الاسبانية مدريد.
وبعد أن كانت اغلب الدول الاوروبية ملاذا للأمن والترفيه بفعل المعالم السياحية الجذابة والطبيعة الخلابة، غيرت التفجيرات الارهابية الاخيرة من طبيعة المشهد واصبحت مصدر قلق وخوف للكثيرين من ان تطالهم هذه الاعمال التي لا تمت للدين بصلة، خاصة وانها استهدفت الكثيرون من الابرياء في شوارع العاصمة الفرنسية باريس.
اعلان تأجيل المباراة الودية بين بلجيكا واسبانيا جاء بعد تلقي حكومة الاول رسالة تهديد مجهولة المصدر تتضمن القيام بعمليات تفجير غير مسبوقة في بروكسل وفي مدرجات الملعب حال اقامة المباراة ليتم الغاء المباراة على الفور ورفع درجة التأهب القصوى، خاصة وأن العقل المدبر للتفجيرات الاخيرة يحمل الجنسية البلجيكية.
كما أن الفوضى العارمة التي احدثتها هذه التفجيرات وصل صداها إلى المانيا ايضا وبالتحديد إلى مدينة هانوفر، حيث وجدت سيارة اسعاف مفخخة بالقرب من الملعب تحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات، ليتم على الفور الغاء المباراة الودية بين الماكينات الالمانية ومنتخب هولندا واخلاء الملعب من الجماهير.
وتبدو الصورة مغايرة بعض الشيء في اسبانيا، حيث سبق وأن شهدت محطة قطارات (أتوشا رينفي) في مدريد، سلسلة من التفجيرات الإرهابية المتناسقة في 11 آذار/ مارس 2004، واسفرت عن مقتل 191 شخصا وجرح 1755 آخرين، إلا أن مسابقة الدوري الاسباني لكرة القدم لم تتوقف آنذاك، وسارت بشكل طبيعي مع تشديد الاجراءات الامنية وفرض الحواجز ونقاط التفتيش على بعد مسافات قريبة من ملاعب المباريات.
الرياضة تصلح ما افسدته السياسة بين الدول وحتى بين افراد الشعب الواحد، بيد ان بعض الجماعات الارهابية المتطرفة انصهرت في بوتقة الاجرام وترويع المواطنين الآمنين.. وخير مثال هو ما حدث بين امريكا والصين في بكين عام 1971 بلعبة كرة الطاولة بعدما خاطب الرئيس الصيني الفريقين قائلاً: "أنتم تفتحون بابا جديدا للعلاقات بين شعبي الدولتين"، مما أدى إلى قيام الرئيس الأمريكي بتخفيف الحظر المفروض على الصين بعد 22 عاما من الجفاء، لتسمى هذه الدبلوماسية بـ (البينغ بانغ).
التفجيرات الارهابية قد تهدد بحرمان العالم اجمع من مشاهدة الكلاسيكو، فهل تتعامل الحكومة الاسبانية مع هذه التهديدات بحرفية رغم انها لم تطالها بعد وتسيّر الكلاسيكو كما خطط له، أم ان هذه العصابات الارهابية ستستهدف التجمع الاضخم في مدريد وتسهب بتأجيل "كلاسيكو الموسم" حتى اشعار آخر؟.
المصدر
kooora.com