1. قل: نقد على فلان قوله، وانتقد عليه قوله؛ ولا تقل: نقد فلاناً وانتقده
لأن النقد والانتقاد ينبغي أن يوجها على شيء من أشياء فلان لا على فلان نفسه، وإذا كان النقد والانتقاد من باب المؤاخذة في الظاهر استعملنا (على)، وهي تفيد الأذى والاستعلاء والضرر. وفي العربية موضع واحد تقول فيه: نقدت فلاناً وانتقدته، وهو إذا ألفت كتاباً في نقد شخصيته من حيث الصدق والكذب في الحديث كميزان الاعتدال في نقد الرجال لشمس الدين الذهبي، أو من حيث السيرة والأخلاق.
2. قل: أعتذر من التقصير أو الذنب، ولا تقل: أعتذر عن التقصير أو الذنب
يقال (اعتذر من التقصير والذنب) لا (اعتذر عنهما)، جاء في مختار الصحاح (اعتذر من الذنب)، وجاء في لسان العرب (واعتذر من ذنبه: تنصَّل).
3. قل: الدين الإسلامي السَّمْح، والديانة الإسلامية السَّمحة، والرجل السَّمْح، والمرأة السَّمحة
لأن الصفة الواردة، من مادة السماحة جاءت على وزن (فَعْل) للمذكر، وعلى وزن (فَعْلة) للمؤنث، نحو (سهل، وسهلة)، و(ضخم، وضخمة)، و(شهم وشهمة)، ولأن فعل هذه الصفة هو من باب (فَعُلَ يَفعُلُ)، ولا تأتي الصفة من هذا الوزن على (أفعل وفعلاء) بل تأتي على (فعيل وفعيلة)، و(فعل وفعلة)، مثل: شريف وشريفة، وسمح وسمحة.
4. قل: فلان ذو كفاية في العمل، ولا تقل: فلان ذو كفاءة في العمل
فالكفاءة المساواة والمماثلة، ومنها الكفاءة في الزواج والدماء، والعمل في الوظيفة لا يحتاج إلى كفاءة أي مساواة بل يحتاج إلى كفاية أي طاقة وقدرة محسنة، ولذلك لقب القدماء القدير على العمل القيّم الناهض بعبئه (الكافي) وهو اسم فاعل من (كفى فلان في وظيفة) والتقدير (كفى الحاجة وكفى المراد في الوظيفة) فهو الكافي، ومن ذلك لقب (كافي الكفاة) الوزير الصاحب بن عباد.
5. قل: حاز فلان الشيء، ولا تقل: حاز عليه
فالفعل (حاز) يتعدى بنفسه إلى مفعول به يقع عليه الحوز، أي الحيازة.
6. قل: رد فلان القول، ولا تقل: رد فلان على القول
ويقولون: رددت على قول فلان، وذلك خطأ فإنه يقال "رد على فلان قوله" فالقول مردود وفلان مردود عليه.
7. قل: رأيته ذا مساء وذا صباح، ولا تقل: رأيته ذات مساء وذات صباح
لأن العرب لم تستعمل مع الصباح والمساء كلمة (ذات) بل استعملت مذكرها (ذا).
8. قل: أمحمد في الدار أم مستأجرها؟ وقل: أمقيم أنت أم مسافر؟ وقل: أأردت هذا أم لم ترده؟
ولا تقل: هل محمد في الدار أم مستأجرها؟ ولا تقل: هل مقيم أنت أم مسافر؟ ولا تقل: هل أردت هذا أم لم ترده؟
لأن الهمزة هي الأصل في الاستفهام، واذا استعملنا حرف العطف (أم) للتعيين بعد الاستفهام وجب أن نستعمل معها همزة الاستفهام ولا نستعمل (هل)، كقوله تعالى (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا).
9. قل: ذهبا معاً، وجاءا معاً، وذهبوا معاً، وجاؤوا معاً؛ ولا تقل: ذهبا سوية، وجاءا سوية، وذهبوا سوية، وجاؤوا سوية
لأن السوية تأتي على وجهين، أحدهما كونها مؤنث (السّوي)، وهو الخالي من العيب والميل، والآخر كونها اسم مصدر، كالبلية، والرزية، والقضية، وهي بمعنى المساواة والاستواء والتساوي.
10. قل: هؤلاء الضباط البُسلاء والباسلون، ولا تقل: هؤلاء الضباط البواسل
لأن (البُسلاء) هو جمع البسيل في الأصل وجمع الباسل في الاستعارة المعروفة باستعارة الجموع، والبسيل والباسل معناهما الشجاع والبطل الشديد، ومع العقلاء على فُعلاء أي بُسلاء، نحو كريم وكرماء (هذا لبسيل)، ويقال باسل وبُسلاء نحو شاعر وشعراء، وفاضل وفضلاء. أما (البواسل) فهو جمع لغير العقلاء وللمؤنث، تقول أسد باسل، وأسود بواسل، وفتاة باسلة، وفتيات بواسل، أي باسلات.
11. قل: لا أفعل ذلك، ولن أفعله؛ ولا تقل: سوف لا أفعل ذلك، وسوف لن أفعله
لأن (سوف) من الحروف التي تدخل على الفعل المضارع، فتجعله للاستقبال، وتصرفه عن زمان الحال، ولا تدخل إلاّ على الفعل المثبت، ولا يجوز الفصل بينها وبين الفعل، ومن المعلوم أن قولنا (لا أفعل ذلك وسوف لن أفعله) من الأفعال المنفية، وإن قولنا (سوف لا أفعل ذلك وسوف لن أفعله) فيه غلطتان، إحداهما إدخال (سوف) على الفعل المنفي، مع أنها للمستقبل المثبت، والأخرى هي الفصل بين سوف والفعل بفاصل هو (لا)، و(لن).
12. قل: كُسِرت سنٌّ من أسنانه، وإحدى أسنانه مكسورة، وسنه كبيرة، أي متقدم في العمر؛ ولا تقل: أحد أسنانه مكسورة، ولا سنه كبير
وذلك لأن (السن) مؤنثة، ولم يرد فيها جواز التذكير إلاّ في الشعر، والشعر ذو ضرائر، وتصغّر السن على سنينة، جرياً على طريقة التصغير، في الاسم المؤنث الثلاثي الخالي من علامة التأنيث.
13. قل: وزّع بينهم الجوائز، ووزعها فيهم، إذا أعطاهم إياها مفرّقة؛ ولا تقل: وزّع عليهم الجوائز، إذا أعطاهم إياها مفرّقة
لأن (وزّع) بمعنى فضّ وفرّق وقسّم، فإذا استعملنا حرف الجر (على) معه، وهي للأذى، والتسلط، والتكليف، والاستعلاء، كان معنى (وزّع عليهم) جعل عليهم ضريبة، وأتاوة وتكليفاً، ومن المعلوم أن الجائزة ليست ضريبة، بل يعطيها المجيز غيره من مستحقيها، ولا يأخذها، يضاف إلى ذلك أن مراد القائل (وزّع عليهم الجوائز) هو أنه أعطاهموها، لا أخذها منهم ولا ضربها عليهم، ثم إن المسموع من فصحاء العرب، والمذكور في كتب اللغة هو أن يقال (وزّع الأشياء بينهم أو فيهم) إذا أريد أنه فرقها فيهم، وأعطاهم إياها مفضوضة.
14. قل: هو رجلٌ أبله، وهي امرأةٌ بَلهاء، وهم رجال بُلْه، وهن نساء بُلْه؛ ولا تقل: هم رجال بُلهاء
لأن (الأبله) صفة من صفات العيوب الظاهرة، كالأخرق، والأحمق، والأثول، والألوث، والمؤنث (بَلهاء) كخرقاء، وحمقاء، وثولاء، ولوثاء، ويجمع الأبله ومؤنثه البلهاء، على بُلهٍ، أي وزن (فُعلٍ)، ولم يُسمع فيه غير ذلك.
15. قل: كان ثوبُه أدكن، وكانت جُبته دكناء؛ ولا تقل: كان ثوبه داكناً، ولا كانت جُبته داكنة
لأن الوصف في الألوان، يأتي للمذكر على وزن (أفعل) كأبيض وأحمر، وللمؤنث على وزن (فعلاء) كبيضاء وحمراء، والأدكن والدكناء لونهما الدّكنة، وهي الغُبرة والميل إلى السواد.
16. قل: أمره فأطاع أمره، وأذعن له، وائتمر بأمره؛ ولا تقل: انصاع لأمره
لأن (انصاع) بمعنى انفتل راجعاً، ومرَّ مسرعاً، ونكص نكوصاً سريعاً، وبمعنى تفرَّق، وبمعنى ذهب سريعاً، وكل هذه المعاني لا تدل على الطاعة والإذعان والائتمار، قال ابن فارس في المقاييس: الصاد والواو والعين أصلٌ صحيح، وله بابان أحدهما يدل على تفرّق وتصدّع، والآخر إناء.
17. قل: الحقوق القبيلية، والرسوم الكنيسية؛ ولا تقل: الحقوق القبلية، والرسوم الكنسية
لأن القبيلة والكنيسة اسمان من أسماء الجنس، أعني أن القبائل كثيرة والكنائس كثيرة، فلا يجوز حذف الياء منهما، عند النسبة إليهما، أما حذف الياء فيكون مقصوراً على الأعلام، كقبيلة بجيلة، وثقيف، وعتيك، وجهينة، وسليم، فيقال: بجلي، وثقفي، وعتكي، وجهني، وسلمي. ومع وجود هذه القاعدة الخاصة بالأعلام، شذّ منها (تميمي) لأنه مضعّف، فلم يقولوا (تمَمي).
18. قل: هو الأمر الرئيس، وهي القضية الرئيسة؛ ولا تقل: الأمر الرئيسي، والقضية الرئيسية
لأن الرئيس، والرئيسة، في هاتين العبارتين وأمثالهما، هما من الصفات المصوغة على وزن فَعيل، ومؤنثه فَعيلة، كالشريف والشريفة، والنجيب والنجيبة، والعظيم والعظيمة، ومن الخطأ إضافة الياء المشددة التي هي ياء النسب إلى الصفة كأن يقال رئيسي ورئيسية.
19. قل: أمر مهم، وقد أهمّه الأمر؛ ولا تقل: أمر هام، وقد همّه الأمر
لأن الهام هو المحزن، وهو من همّه، أي أحزنه حزناً يذيب الجسم، ولا محل له في هذه الجملة.
20. قل: ورق ثخين، وشيء ثخين؛ ولا تقل: ورق سميك، ولا شيء سميك
لأن السموك هو العلو، والسمو، والارتفاع، والسامك: العالي المرتفع، وسنام سامك: مرتفعٌ عالٍ.
21. قل: لن أزوره أبداً، وما زرته قط؛ ولا تقل: ما زرته أبداً
لأن (أبداً) ظرف زمان للمستقبل، ويدل على الاستمرار.
22. قل: أثَّر فلان فيه أو به تأثيراً كبيراً، ولا تقل: أثَّر فلان عليه تأثيراً كبيراً
لأن أثَّر فيه أو به تعني جعل فيه أثراً وعلامة، أما أثَّر عليه فقد نقلتها إلينا التراجم الإنكليزية والفرنسية.
23. قل: بكى من شدَّة التأثر، ولا تقل: بكى من شدَّة التأثير
لأن التأثير هو مصدر للفعل (أثَّر)، نقول أثَّر فيه تأثيراً، أي ترك فيه أثراً.
24. قل: وقع على التراب فعلِق بثوبه الغبار، ولا تقل: وقع على الثرى فعلِق بثوبه الغبار
لأن (الثرى) هو التراب الندي، وليس للتراب الندي غبار، وجاء في المصباح: الثرى: التراب الندي، فإن لم يكن ندياً فهو تراب، ولا يقال حينئذ: ثرى.
25. قل جاء تميم ثم ياسر، ولا تقل: جاء تميم ثم جاء ياسر بعد ذلك
بحذف الفعل (جاء) الثاني جوازاً، وحذف (بعد ذلك) وجوباً، لأن حرف العطف (ثم) يحمل المعنى نفسه.
26. قل: لفلان بيتان، ولا تقل: لفلان بيتان اثنان
لأن البيتين لا يمكن أن يكونا غير اثنين، ولا حاجة بنا إلى التوكيد هنا بذكر (اثنين).
27. قل: تداولوا الأمر، ولا تقل: تداولوا في الأمر
أي أخذه هذا مرة، وذاك أخرى.
28. قل: بالرِّفاء والبنين، ولا تقل: بالرَّفاه والبنين
أي: بالالتئام، والاتفاق، واستيلاد البنين، وهو دعاء للمتأهل. وهي من رَفَأَ الثوبَ، أي لأَم خَرقَه وخاطه.
29. قل: ارتاب في الأمر، ولا تقل: ارتاب من الأمر
أي شكَّ فيه. أما إذا كان المراد التهمة فنعدي الفعل بالباء، ونقول: ارتاب به، أي اتهمه، ورأى منه ما يريبه.
30. قل: سيستعيد الجيشُ الأرضَ عَنوَةً، ولا تقل: سيستعيد الجيشُ الأرضَ عُنوةً
وعَنوة تعني: قسراً.
31. قل: الرجل غير المتعلم، ولا تقل: الرجل الغير متعلم أو الغير المتعلم
لأنه لا يجوز دخول الألف واللام على (غير).