فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ
قد يسكتُ الجرحُ لكن˚ يَنطقُ الألــمُ
ومعقلُ الظلمِ أيّاً كــان صاحبـُـهُ
لابدﱠ يومــاً على أهليــِه ينهــدمُ
لم تمر مظالم وقهر وقتل وتشريد وتفخيخ وتفجير على شعب في العالم مثل ما مر على العراقيين من جميع مكوناتهم واديانهم ومشاربهم ، وشمل الآذى الجميع حتى اصبحنا جميعنا ضحايا منتكسين نأمل بالخلاص الذي لا ياتي حتى ونحن نعيش في دول اجنبية حيث الآمان والسلام وعدم الحاجة والرعاية الصحية ،إلا اننا نشعر بأن لدينا حقوقاً مغتصبة واهلنا هناك يعيشون ليومهم ولا يعرفون متى يفجرونهم ومتى يقتلونهم ومتى يطردونهم من منازلهم ، وكل يوم هناك أزمة سياسية يتبعها تفجير ثم فضيحة سياسية ، بحيث أن كل عراقي يشعر بأن حياته مهددة وان مستقبله وأطفاله واهله على المحك ،ومع ذلك يصبر العراقيون على الآذى والحرمان وهم يتأملون مستقبلا افضل ، فلا يمكن أن يهاجر 30 مليون عراقي الى الخارج أو الى اقليم كوردستان الذي يتمتع بالسلام والهدوء والإزدهار ، وحين يهاجرون جميعا ماذا يفعل السياسيون الذين يحكمون العراق ، وهذه نكته قديمة ظهرت في ايام صدام حسين ، حيث قال الديكتاتور في احدى المرات ( الحاكم الذي لايحبه شعبه عليه أن يجمع اغراضه ويرحل ) فعكسها العراقيون ( الشعب الذي لايحب حاكمه عليه ان يرحل دون ان يجمع أغراضه ) ، يهج من أرضه وتاريخه ومصيره وانهاره وسهوله ، هذه المرة يتركها الى نوري المالكي وحزبه واعوانه من الإنتهازيين الذين لاعمل ولا شغل لهم سوى سرقة المال العام واثارة الأزمات السياسية وتعقيد الحياة العراقية وتسميمها بالطائفية والقومية والعشائرية ، وهكذا تضيع حقوق العراقيين ، حين يتحولون الى طائفيين يكرهون بعضهم بعضا ليس بسبب المظالم التي تقع على رؤوسهم بل من أجل بقاء الفاسدين من الطائفتين في كراسيهم ومناصبهم ، وانتخابات مجالس المحافظات سوف تشهد على ذلك ، فقد ماطلت الحكومة العراقية في حل مشكلة متظاهري الأنبار والموصل من أجل الشحن الطائفي حتى تنتهي الإنتخابات ويفوز الطائفيون بها مرة اخرى لأربعة اعوام قادمة ، كي نرى فسادا اعظم وتخلفا اكبر بحجة الأخلاق والفضيلة ،لقد استكثروا البطاقة التمونية بموادها البسيطة على الشعب وارادوا الغاءها بحجة انها تثقل الموازنة بينما الرواتب والمخصصات الخيالية للرئاسات الثلاث ومجلس الوزراء واعضاء البرلمان لاتثقلها ، يحرمون العاطلين عن العمل والمتقاعدين والأرامل والأيتام من المساعدات الإنسانية ومن حقوقهم الوطنية ويستثمرون الأموال في دبي وبيروت ولندن ، يذهبون الى الحج سنوياً ولا يعطفون على ايتام يفترشون الأوساخ والقمامة بعيدا عن المدارس والتعليم والصحة ..هؤلاء هم حكامنا الأن ..!!
فقُلْ لكلﱢ عُتاةِ الأرضِ .. مَن غَشَموا
ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ.. أينَ هم ؟