وقبرت حلمي
الحلقه الخامسه
-ترى ما السر الذي تخفيه مريم، فهي لم تتجاوب مع طلبي لا بالرفض ولا بالإيجاب، وواضح جداً أنها كانت تبكي،
-في هذه الأثناء يتقدم المضيف نحوهما ويحيهما ومن ثم يبدي تعاونه في أنه بالإمكان نقل مريم للدرجة الأولى إن رغبت في ذلك، فيصعق هادي لذلك الخبر ويتمنى أن لم يكن، حينها ترد مريم على المضيف بكل امتنان :
-نعم أخي أفضل الإنتقال إلى هناك إن لم يكن في ذلك أي إزعاج لكم، فيرد المضيف : لا أبداً، تفضلي أختي على الرحب والسعة.
-تبدأ مريم في لملمة أغراضها، وهادي يراقبها في صمت، حتى تكسر مريم حاجز الصمت بصوتها الحنون: شكراً لك أخي على كل ما قدمته لي، وعلى لطفك معي، وأعتذر إن بدا مني ما يسيء إليك، فنظر إليها هادي بحزن: لا أبداً، أنا من عليه الإعتذار لك، بالتوفيق.
-مريم: في أمان الله، فيرد هادي: في أمان الله.
-تنصرف مريم بهدوء ووقار كما كانت دائماً وتعبر ممر الطائرة كأميرة باتجاه الدرجة الأولى، لتترك هادي سارح في عالم من الإستفهامات والخيال ،
-انتقل هادي بعد قرابة نصف ساعة وبعد أن بدأ يستوعب كل ما حدث إلى كرسي مريم بالقرب من النافذة، وبدأ يراقب الظلام الحالك بعدما حل الليل عليهم،
-وراح المسافرين في سبات عميق، عداه هو، حاول أن يشغل نفسه بالقراءة، ولكن مريم شغلت كل تفكيره،
-وراح يخاطب الله: إلهي ما أريد إلا رضاك، وراض بكل ما تريد، وأنت تعلم أني أرغب في هذه الفتاة بالحلال وبما يرضيك،
-وقد دخلت قلبي حين استشعرت قربها منك، فاجعل لي من أمري فرجاً ومخرجا.
-فتح هادي في هاتفه الذكي مناجاة المحبين لسيد الساجدين وشرع في القراءة بتأمل وخشوع،
-حتى ترقرقت عيناه بالدموع حين وصل إلى ((أَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الارْتِياحُ إلَيْكَ وَالْحَنِينُ، وَدَهْرُهُمُ الزَّفْرَةُ وَالأَنِينُ، جِباهُهُمْ سَاجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ، وَعُيُونُهُمْ ساهِرَةٌ فِي خِدْمَتِكَ، وَدُمُوُعُهُمْ سآئِلَةٌ مِنْ خَشْيَتِكَ، وَقُلُوبُهُمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِكَ ..
-انتهى هادي من قراءة المناجاة وشعر بالنعاس يدب إليه فاستسلم لجفونه التي كانت تذبل شيئاً فشيئا،
-وما إن أغمض عينيه، إلا ويسمع صوت صراخ وعراك وفوضى، وكأنه صوت مريم تبكي،
-استيقظ هادي فزعاً وانتفض من كرسيه وتوجه مسرعاً ناحية الصوت الذي كان يأتي من ناحية الدرجة الأولى.. ترى ما الذي حدث؟؟!!!
●○•°●○•°●○•°●○•°●○ •°●○•°
قبرت حلمي
الحلقه السادسه
-استيقظ هادي فزعاً وانتفض من كرسيه
وتوجه مسرعاً ناحية الصوت الذي كان يأتي من ناحية الدرجة الأولى ,, كان يمشي بخطوات واسعة ومسرعة ولكن يشعر بأنّ الطريق صار طويلاً ،
-وصل أخيراً وإذا به يرى المضيفه وقد احتضنت مريم، وفي الجانب الآخر مضيفان يمسكان برجل مخمور وهو يزبد ويرعد،
-أعاد النظر إلى مريم فرآها ترتجف وقد اصفر لونها، وما إن رأت هادي حتى سقطت وقد غابت عن الوعي،
-بدأت المضيفة تصرخ تستنجد بأحد ليسعف مريم، بينما فهم هادي بشكل سريع أن هذا المسافر المعتوه قد سكر وحاول التحرش بمريم،
-فانقضّ هادي عليه لكماً وضرباً حتى أدماه، وباءت كل المحاولات في إيقافه بالفشل،
-تدخل كابتن الطائرة وتجمع المسافرين من الدرجة السياحية لإيقاف هادي الذي كاد أن يقتل الرجل المخمور،
-حاول مجموعة من الرجال أخذ هادي إلى كرسيه وهو منهار، إلا أنه كان مصرّاً أن يطمأن على مريم وأحوالها.
-تم أُخذ الرجل المخمور إلى آخر الطائرة لعلاجه وقد سالت الدماء من كل أنحاء وجهه، وهو يكاد لا يقوى على المشي، بينما توجه هادي بصحبة المضيفه إلى مقدمة الطائرة للإطمئنان على وضع مريم،
-وصل هادي الى الكرسي الذي تستلقي عليه مريم، وقد كانت في وضع صعب جداً، مصفرة وشاحبة، فبدا هادي خائفاً جداً عليها،
-ورفع رأسه إلى المضيفه سائلاً: ألا يوجد طبيبه هنا؟ فردت المضيفه: بلى وهي التي عاينتها، ويبدو أن لديها هبوطاً في الضغط نتيجة الصدمة، و قد طلبت منا إعطائها كمية كبيرة من السوائل وماء مع ملح،
-و حالما تهدأ سأجلب إليها كوباً من القهوة الساخنة، إطمأن ستكون بخير.
-انصرفت المضيفه وتركت هادي والدماء تغلي في عروقه، حينها فتحت مريم عينيها،
-فكان هادي واقفا قبالة كرسيها فبادر ليطمأن عليها: هل أنتِ بخير؟ فترد مريم وهي تشعر بانكسار اختلط بخجل وتأسف: الحمد لله،
-تشيح بوجهها وقد نزلت دمعة على صفحة خدها: ليتني لم أغادر مكاني... ينتفض هادي بغضب: سأقتله،إن مسّ منكِ شعرة، هل اقترب منكِ،
-يسرع المضيف إليه مجدداً بعدما سمع صوته وقد ارتفع قليلاً، محاولاً تهدأته : أخ هادي أرجوك، نحن نحاول تهدأة الوضع،
-فيصرخ هادي: أي وضع ذلك الذي تهدأه، ألا تسري فيكم دماء الرجولة؟ ألا تشعرون معنى أن يقترب خسيس من إمرأة عفيفة..
-هنا تحاول مريم أن تقف على رجليها مستجمعة كل قواها مخاطبة هادي: أرجوك أخ هادي من أجل خاطري، كفى فضائح أرجوك،
-وتبكي بحرقة، فيتمالك هادي نفسه ويطلب من مريم أن تهدأ وتجلس في كرسيها، في هذه اللحظة يصل كوب القهوة الساخن فيأخذه هادي من المضيفة ويقدمه لمريم ويقول لها بهدوء:
ليتكِ لم تغادري مكانكِ،
●○•°●○•°●○•°●○•°●○ •°●○•°
أتمنى أن تنال اعجابكم
انتظرونا مع حلقات قادمه
تحياتي لكم
لمتابعه الحلقه الثالثه والرابعه هنا