في كل عام بشهر رمضان، يطل علينا احمد الشقيري ببرنامجه ذو الشعبية الواسعة ( خواطر) ليتناول الامم المتطورة كقدوة في التعامل و الانسانية و التقدم امام الشعوب العربية المتخلفة، فيستعرض في دول شرق اسيا اخر صيحات التطور وفي امم اوربا و غيرها احدث التكنولوجيا و اساليب التعامل، وذلك مؤشر ايجابي جدا على محاولة عربية للتقدم .نفس القناة وهي ( مجموعة ام بي سي ) اكبر المؤسسات الاعلامية العربية على الاطلاق تستعرض لاحقا برامج اخذت بطريقة الـ(كوبي بيست ) من برامج اجنبية اخرى لا تقدم ولا تؤخر، مثل برامج الغناء ( عرب ايدول ، ذه فويس ، اكس فاكتور )
ضاربة دعوات الشقيري بعرض الحائط ومتناقضة مع ما عرضته في ( خواطر ) الشقيري الذي اطل من نفس الشاشة !!
ومن بديهيات الافلاس الفني العربي انها تستنسخ البرامج الاجنبية بكل حذافيرها عن طريق شراء حقوق البرامج من الشركات الاصلية المصممه لها، فترى الستوديوهات متطابقة و طريقة التحكيم ذاتها .. كل شئ متطابق عن البرامج بنسخها الاصلية .
ليست المشكلة هنا، فكثير من الدول تستنسخ البرامج الاصلية، لكن المصيبة هي ان الشاشات العربية لا تستنسخ البرامج ذات التاثير العلمي و الثقافي وتحصر افكارها باستنساخ برامج الاغاني، وكأن العرب لا يمكنهم فعل شئ عدا الغناء .
انا اعطي الحق لتلك الشاشات العربية المفلسة، بسبب ان الذائقة العربية و المشاهد العربي عموما يتمتع بافلاس عقلي ادى به الى الالتفاف على هذه البرامج الساذجة و اصبح يدفع اموال نقاله من اجل التصويت لانجاح فلان و علان لاجل ايصاله الى الجائزة الكبرى !!
من زاوية اخرى، برز برنامج نجوم العلوم، و قلت حينها انه فاتحة خير في مجموعة برامج شاشات العرب ، و عندما شاهدت احدى الحلقات، وجدت ان الاختراعات المقدمة من المتسابقين العرب كالتالي :
حذاء خاص بالبعير ليعبر به الصحراء ( !! ) .
مخدة تحتوي على منبه (!!!) .
كاميرا لمراقبة عارضة الهدف اثناء المباريات (!!).
كما اندثرت برامج من سيربح المليون و وزنك ذهب لتعطي ساعات الذروة التلفزيونية لشيرين و هي تضرب زر الموافقة بحذائها في برنامج ذه فويس !
ليست هناك برامج ثقافية مهمة ابدا، فـ(ستار اكادمي) و سفالة مراهقيه اصبح الشغل الشاغل للشباب المفلس عقليا، وذه فويس اصبح يحتل صفحات التواصل الاجتماعي منذ بدءه الى انتهاءه، كذلك اكس فاكتر البرنامج الذي خلق لتتبجح به احلام بمجوهراتها!
هكذا نفقد الذائقة، وهكذا نفقد الثقافة، وعندما نصل الى الحضيض، نرمي بسهام السنتنا على الماسونية العالمية و الصهيونية و الامبريالية و ابو طبر وحسنة ملص !!
الشباب الاعزاء،
لن يتغير شئ في حياتك ان استدار كرسي كاظم الساهر او لم يستدر، ولن تستفد شيئا من ارباح رولا سعد، ولا من ملايين احلام ، اعكف لتطوير نفسك، او انجرف مع تخلفستان الى الهاوية .
و رحم الله بنك المعلومات .. و صاحبه عمر الخطيب ..