النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

في ضيافۃ النسيان

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 256 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    .....
    بريـق
    تاريخ التسجيل: November-2015
    الدولة: على الضفاف
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 18,496 المواضيع: 362
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 6637
    مزاجي: جيد
    موبايلي: Galaxy
    مقالات المدونة: 21

    في ضيافۃ النسيان

    كنت أسير أتدبر أموري بين شوارع مدينتنا أبحث عن طريق العودة إلى منزلي أدخل شارع وأخرج من آخر، حتى شعرت بإرهاق شديد وتعب وملل، فقد أحسست أنني تائه لا عرف شيء عن هذا المكان وتسألت في نفسي " أين أنا؟"، حيث توقفت أتأمل من جديد وضعي ومكاني أنظر يمينا وشمالا لكنني لم أتعرف عن أي شيء كان من حولي وشعرت بإحساس الفاقد لأحد من أهله، هل حقا أنا خارج مدينتي؟ هل حقا أنا لا أعرف هذا المكان؟ فنظرت مرة أخرى إلى كامل الديار، المنازل الأبواب الجدران الأزقة، دون أن أتحرك من مكاني وانتابني شعور كبير بالإرهاق والعجز فهذه الديار كأنني أول مرة أراها، لا أعرفها لا أضنها بالمرة مرت على خاطري، وشعرت ساعتها بالوحدة والاختناق وضاقت الأرض الشاسعة من حولي، وهممت في داخلي أين طريق العودة؟ وتقدمت خطوات إلى الأمام وقطعت الشاعر الأول ثم الثاني ثم ضحكت على نفسي وجلست على أحد العتبات التي كانت قربي، فأنا لم أكن في مكان بعيد عن البيت، وهذه الشوارع التي كنت قبل قليل لا أعرفها كم لعبت فيها وكم تدحرجت على تربتها وكم كنت أنا وأصدقاء طفولتي نمر بها إلى مدرستنا.فعدت أدراجي إلى منزلي ودخلت غرفتي وبحثت عن قلمي وورقتي وكتبت فيها إن التفكير العميق والضغط الشديد والحساسية المفرطة الممزوجة بالأهداف البعيدة والقريبة تجعل الفرد يفقد من ذاكرته للحظات الكثير من الاهتمامات التي من المفروض أن لا يفقدها في مسيرة حياته الاعتيادية.فالتفكير هو أصل الاتصال بين إدراكاتنا وواقعنا لذا تجد الكثير من الناس يجهد نفسه ويعمق من حدود بحثه عن الأشياء إلى حد اللا قدرة مما يساهم في ترسيخ مبدأ الفقدان لديه، أي أنه يجعل ذاكرته تنسى أعز الأشياء التي يعرفها للحظات كموقع منزله، كقلمه الذي يكتب به وهو ماسكه، هذه الأمور طبيعية جدا لأن الميزان النفسي لدينا من أجل التخلص من الإجهاد والتوتر الشديد والضغط الممارس على العقل يجعله ينسى للحظات حتى يرتاح فيستطيع أن يعيد من جديد توازناته النفسية.وهذا ما ذكره أحد الأساتذة وهو يلقي في محاضرته لطلابه عن ضغوط الحياة حيث رفع كأساً من الماء وسألهم ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟وتراوحت الإجابات بين 50 غرام إلى 500 غرام فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس، فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكاً فيها هذا الكأس فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي، ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون سيارة إسعاف، الكأس له نفس الوزن تماماً، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه.فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء سيتزايد ثقلها، فما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى، فيجب علينا أن نضع أعباءنا بين الحين والآخر لنتمكن من إعادة النشاط ومواصلة حملها مرة أخرى.فلماذا إذن نحطم تركيبة ذاتنا الأساسية؟ ونفقدها توازنها فتصاب حياتنا باللا توازن النفسي حتى نضطر في الكثير من الأحيان إلى تكريس يوميات الانهيار والكآبة والقلق الشديد والانفعال والتوتر الحاد فيكون مزاجنا متكدرا دون أن نظيف لتلك اليوميات شيء جميل يعيد لها توازنها الذي يجب أن يكون عليه.في الحقيقة أننا فقدنا الأمل في الحياة ولم يعد لنا القدرة على تحقيق المزيد وأصبحت مشوشة بداخلنا المناعة التي كانت دفاعا فعالا نواجه به مطبات مسيرتنا اليومية، فتجدنا فقدنا الحماس، نفقد روح المبادرة نفقد البحث عن بديل، نفقد الإقدام، السعي، القوة فيصيبنا الانهيار الذي يتغلغل إلى ذاتنا فلا تستطيع بعدها النهوض من أجل تحقيق رغبتنا وآمالنا فنكون عندها أناس يكرسون السلبية ولا يعرفون أي نتائج ايجابية تذكر لهم في حياتهم، لذا فإما أن تكون نهرا صافيا يتحدث عنه الجميع بخير أو أن تكون بركة راكدة يعافها أهل الأرض جميعاً..

    منقول

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكرا للنشر اختي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال