أصل مراسيم ولباس التخرج وتاريخها
انحدرت ملابس التخرج المكونة من غطاء وقلنسوة مربعة الأطراف والتي تلبس في مناسبة التخرج في يومنا هذا من اللباس الديني الذي كان يلبس في الكنائس والمعابد والذي كان سائدا في الجامعات الأوروبية في القرن الثاني والثالث عشر الميلادي. يرجع ذلك لحقيقة كون جامعات القرون الوسطى في أوروبا أسست بأوامر وأذون رسمية من الكنائس حيث كان العلم والتعليم آنذاك محتكرا على الكنيسة وتابعيها. وكان الملتحقين بهذه الجامعات يُحملون ألقاب دينية ويأخذون عهود بالولاء للعقيدة... ودين الملك بالإضافة إلى الأمر بحلق رؤوسهم ليصبح الفرد راهبا أو عضوا في تنظيم ديري.
وتعتبر جامعة بولونيا وسلمنكا وكامبريدج وبادوا وباريس من أقدم الجامعات الأوروبية والتي أسست بقرارات تشريعية من أُسقف روما (الفاتيكان) رئيس الكنيسة الكاثولية في القرن ن الثاني عشر، تلتها أخرى مثل جامعات سنت أندرو وجلاسجاو وأباردين وإيدنبرج في القرن الرابع عشر. وكانت في تلك الجامعات أن أسست الدرجات أكاديمية أمثال درجات الماستر (الماجستير، ولغويا تعني السيد) ليرمز إلى قبول الطالب ورقيه إلى مستوى أسياده المختارين. وكان الطلبة يلبسون في كل من جامعات باريس وبولونيا رداءا طويلا مسدلا ويحلقون رؤسهم للرمز إلى كونهم تحت حماية الكنيسة. ومن المعروف أن الاسم المستخدم لكلمة جامعة ( university الكونية) في اللغة الإنجليزية مرادفة لكلمة الكاثوليكية والتي تعني بالاتينية أيضا الكونية.
كما أنه من مراسم احتفالات التخرج أن يقف المدرسين والخريجين في صف متتابعين -كما يعمل في يومنا هذا- كلهم يلبسون الرداء الرسمي رمزا إلى ارتقائهم إلى درجة مدرسيهم وكان يتم إلقاء صلاة أو خطبة التخرج في تلك المراسم باللغة اللاتينية. ولاتزال بعض الجامعات العتيقة إلى يومنا هذا تلقي خطبة التخرج باللاتينية – وهي تمثل اللغة الرسمية للديانة النصرانية- بنصوصها القديمة. وأثناء القراءة يركع الخريج ويلمس أو يلبس قلنسوة التخرج التي ترمز لتأهيله.
لباس التخرج الرسمي
وهو يلبس في يومنا هذا فقط في مراسم التخرج مع أنه يلتزم به في بعض الجامعات القديمة كزي رسمي يومي. ويتكون من رداء له غطاء للرأس ملصق بالإضافة إلى قلنسوة أو قبعة مربعة الأطراف والتي انحدرت من اللباس الديني الذي كان يلبسه العباد في الكنائس. ويسمى هذا اللبس في ألمانيا بالتالار وهو نفس الاسم الذي يطلق على رداء القساوسة البروتستانت والقضاة ولباس الكهنة من اليهود. ويعتقد أن القلنسوة المربعة أو المثلثة الأطراف منحدرة من قلنسوة البريتا والتي كانت تلبس من قبل القساوسة الكاثوليك بالإضافة إلى بعض الطوائف الدينية الأخرى، وكانت استبدلت التيجان التي كانت تعطى في الفاتيكان لأصحاب الوجاهة ويحملون بها لقب "أمير الكنيسة“ . وتصنع القلنسوة التي يلبسها الأسقف في الكنيسة من القطيفة الأرجوانية بينما يلبسها من هو دونه من الكهنة والقساوسة باللون الأسود. وكان قديما لا يلبس الطالب هذه القلنسوة حتى يبلغ درجة الماجستير (السيد) أو الدكتوراة (عالم لاهوتي). وتعتبر القلنسوة المربعة الشكل علامة شرف عند العالم اللاهوتي.
منقول
مونى كليوباترا