أسطورة لون الأرجوان
تروى إحدى الأساطير يونانية قصة إكتشاف لون الأرجوان
فتقول: إن ابتكار ،واكتشاف لون الأرجوان يعود إلى حورية سورية تدعى ( تيروس ) وقع في حبها هرقل ،وذات يوم بينما كانت تتجول على الشاطئ ،ومعها كلبها ،فإذا بها ترى لوناً أحمراً غريبا هو لون الأرجوان على فم كلبها بعد أن تناول الأرجوان من صدفة كانت على الشاطئ فأعجبت باللون ،وطلبت من هرقل أن يحضر لها ثوباً بلون الأرجوان الذي شاهدته ،وإلا فإنها ستصده عن حبها ،فجمع هرقل لون الأرجوان من الأصداف ،وصنع ،وصبغ ثوباً جميلا...ً وقدمه لحبيبته الحورية السورية ( تيروس ) ،وكان ذلك بداية اكتشاف لون أرجوان ،وانتشاره في العالم.
وتقول بعض المصادر التاريخية أن إكتشاف الأرجوان يعود إلى الكنعانين العرب وهم أول من استوطن فلسطين حفظها الله.
الأرجوان الملكي ،أو الأرجوان الإمبراطوري ،أو الصباغ الإمبراطوري. وهو صباغ أحمر أرجواني. كان يصنعه الفينيقيون في مدينة صور اللبنانية. وقد كان غالياً جداً. وقد ذكر المؤرخ ثيوبومبوس في القرن الرابع قبل الميلاد بأن ( وزنه يعادل الفضة ) في آسيا الصغرى.
ارتداء الأقمشة الأرجوانية خلال الفترة الفارسية (٥٥٠-٣٣٠ ق.م.)، كان مخصص للملوك، ولم يكن لغيرهم الاستحقاق في هذا التميز. بعد غزو مصر من قبل الفرس، أعد قمبيز ملكهم في العام ٥٢٥، رحلة استكشافية ضد أثيوبيا. يتكلم هيرودوت المؤرخ الإغريقي في بكتاباته التاريخية عن هذه التحضيرات وبأن ملك الفرس ارسل جواسيس "أكلة الأسماك، بما في ذلك بعض الهدايا مع معطف بنفسجي، وقلادة وأساور الذهب ومضفر مربع من المرمر تحتوي على البخور مع جرة من الفخار مملؤة بنبيذ النخيل. لكن ملك إثيوبيا كان حذرا من قمبيز، فأستولى على اللباس الأرجواني، ومع ذلك، سأل ما كان عليه وكيف تم تصنيعه. وعندما علم الحقيقة عن الصباغ الأرجواني، قال أن هؤلاء الرجال، وكذلك ملابسهم، كانوا مملوئين بالمكر
في بداية العصر الروماني، تم تمديد صلاحيات ارتداء الملابس الأرجوانية لأعضاء مجلس الشيوخ والكهنة، ليصبح رمزا للقوة أو الكرامة العالية. يتحدث المؤرخ اليوناني بلوتارخ في حياة أراتوس السياسي اليوناني عن ذلك "الكاهن الذي كان (في مراسم التضحية) يرتدي قبعة، التي ليست من اللون الأبيض الطاهر ولكن من الأرجواني". وذكر أيضا في حياة رومولوس، مؤسس روما مع أخيه رموس، "وكان العديد من الناس الذين وصلوا معا، في حين أنه (رومولوس) جلس في أعلى منصب، محاطا بكبار رجاله، مرتديا الأرجواني." أو الانتقادات الموجهة إليه، عن وجود "نبذ عوائده الشعبية واعتماد سبل الملوك (مع) سترة من اللون القرمزي تحت رداء أرجواني".
يصف بليني الأكبر، في كتابه التاسع من التاريخ الطبيعي، الروعة والفخامة التي يمثلها هذا اللون "الأرجواني الأكثر تقديرا في آسيا، هو ذلك الذي من مدينة صور، [...] حزم العصي والفؤوس تفتح له طريق روما؛ وهو جلالة الطفولة، وإنه يميز مجلس الكبار من الفروسية، نرتديه لاسترضاء الآلهة، ويعزز تألق جميع الملابس، وإنه يختلط مع الذهب في زي النصر"(3).
على عهد الإمبراطور نيرون، فرضت عقوبة الإعدام، مع مصادرة الممتلكات، على أي شخص يرتدي أو يحاول شراء المصنوعات الأرجوانية. في القسطنطينية، طليت غرفة الإمبراطور البيزنطي باللون الأرجواني، وابنه الذي يلد في هذه الغرفة من القصر الإمبراطوري، يتمتع بالهيبة والعظمة ويحمل اللقب بورفروجنيتثس، أي "ولد في الأرجواني".
منقول من السيدة مونى كليوباترا