رَحلَ الأحبةُ والمحبينـــــــــــــا **وَرَمى الزّمــانُ سهامَهُ فينــــا
لم يبقَ مــــــــن عشقٍ لنا إلا ** وَجعٌ وذكرى مـــن ليالينــــــــا
مرّت سنونُ العشق مسرعــةً ** وكأنها لمّــــــا تكنْ حينـــــــــا
يا ليت شعري والهــــوى طَرَبٌ ** أيَعودُ لـــي نغمٌ ونسرينــــــــا
ذَهَب الشبابُ وبات فــــي خَبَرٍ **والشّيبُ يعلو في نواصينــــــا
حتـــــــى فوأدي والجوى لَهَبٌ ** يجتاحني، والنارُ تكوينــــــــــا
أيـــــــــــــــــن الذي كنّا نناغيه ** وَلَطالما بالوصلِ يُحينــــــــــــا
وَجَعــــــــي نزيفُ دمٍ يداهمني ** بالله كيف ومن سَيشفينــــــا
ليـــــلُ العناق يجولُ في فكري ** في مسمعي طرباً أغانينــــــا
حتى كأنـــــــــــي عاشقٌ وَلِهٌ ** وأسيرُ فاتنـــــــةٍ تُناغينــــــــا
عمَّن أنادي والأحبــــــــــــة قد ** رَحَلوا، ألا هل عادَ حادينــــــــا
يـــــــــــا سارياً بالرّكبِ نوّخْ في ** دارِ التي كانت أمانينــــــــــــا
حتى إذا نوَّخَتْ فــــــــــي ربعٍ ** بِربوعهـــــا، بلّـغ مآسينـــــــا
واذكرْ لهم ماحلَّ مــــــــــن ألَمٍ ** ودمــــوعِ عينٍ من مآقينـــــــا
وأنشدْ لهم ما قد جــــــرى وأروِ ** حالاً لنا، فالدمــــعُ يجرينـــــا
منقووول