لماذا لم نعد نسمع عن ضحايا جدد للعشق؟
منذ فجر التاريخ، كانت هناك قصص حب شهيرة وقوية وباهرة وناعمة وفي ذات الوقت مستحيلة استحالة المستحيل نفسه، دفع أبطالها أعمارهم الغضة ثمنًا لهذا الحب العفيف العنيف.
منذ قصة كليوبترا ومارك أنطونيو في العصر الفرعوني، وحتى قصة رميو وجوليت في القرن الخامس عشر، وربما قصة ممتاز وتاج محل وغيرهم، لم نسمع عن جديد في تاريخ العشق.
في العصور القديمة ما قبل التاريخ، كانت هناك قصصا وصلت إلينا عن طريق الرواي، راوي يحكي ومستمعون يرددون حكاويه على أولادهم وأحفادهم.
أعود للسؤال، لماذا ليس هناك عشاق مشهورين جدد في عصرنا الحالي؟
هل لم يعد الحب بذات القوة، والعشق والوله واللوعة فقدوا سحرهم ، فلم يعد الإنسان يضحي بنفسه من أجل أن يصل إلى حبيبه؟
أم أن الحب تحول إلى مشاعر ملموسة، واحاسيس لا تختلف عن احاسيس ورغبات وشهوات بقية المخلوقات؟!
----------------------------------------------------
كثيرا ما أفكر، كيف كان يحب الإنسان الأول، ماذا كان يجذبه في المرأة في زمن البدائيين،
فالمرأة لم تكن تملك أي أسلحة في ذاك العصر السحيق، حتى أنها لم تكن أدركت معنى أنها أنثى بعد.
هل كان الطعام أحد أسلحتها؟
هل كان ضعفها وخفة بنيتها؟
أم فقط كل أسلحتها أنها جنس مختلف عن الرجل؟
سؤال آخر يتعلق في ذهني، هل كان في هذا الزمن القاسي وقت للحب؟
كل ما كان يشغل الإنسان هو الطعام، تأمين القوت كي يستمر على قيد الحياة
غير تأمين الحياة نفسها بالدفاع عن نفسه ضد الطبيعة الشرسة والحيوانات المفترسة
هل في خضم كل هذا الخوف والحيرة، كان لديه من الوقت والرومنسية ما يجعله يذهب إلى حبيبة يبثها الغرام؟
أكيد كان يفعل، وإلا لما استمر النسل وتتابعت البشرية إلى أن ظهرنا نحن على الأرض
----------------------------------------------------------------------------------------