أأنت عربية..؟!
كفني أحلامك .. لا مكان لها على خارطة الوطن .. لا وجود للونها الوردي على أعلامه وراياته..
“
ما كان لكِ أيها الثكلى أن تحلمي بأكثر مما رسمه لكِ منتخب رواد العالم المتحضر.
”
فقد صارت خارطتنا ترسم بالدماء .. أعلامنا تعلو وتعلو ترفرف في الآفاق .. لا لإعلان أمجاد .. تلوح للأعداء قائلة ها أذا .. شعوبي مستباحة وأرضي لكم راحة .. أعلام بلا أوطان..
أنتِ عربية..!
إياك أن تحلمي….فحلمك موءودة في المهد مقتولة بلا هوادة .. أحلامك مشروعة لكنها في بلادك ممنوعة..
ممنوعة أنتِ يا عربية من ان تزفي ولدك إلا إلى الحور العين..
هو دائما ما كان يقولها مازحا .. سأتزوج يا أمي من الحور .. فتهمسين ضاحكة .. لن أزوجك إلا لأجمل وأرق بنات الدنيا .. كن بعد أن تنهي دراستك في الطب وتحقق حلمي القديم..
قتلوك يا بني .. قتلوا حلمي..
سامحني لن أستطيع خلع السواد كما طلبت مني آخر رؤيا..!
ما كان لكِ أيها الثكلى أن تحلمي بأكثر مما رسمه لكِ منتخب رواد العالم المتحضر..!
عربية أنتِ كّفني أحلامك وضعيها مع قسمات وجهك الذي هرم قبل مشيبك .. وادفنيهم معه .. مع زوجك وحبيبك .. نعم أنتِ أيتها الأرملة العربية الصغيرة .. يا من تجلسين هناك على جثمان ذلك الشاب - زوجك - تخضبين يديك بتلك الدماء التي تسيل من قلبه..
حيث استقرت الرصاصة المحرمة دوليا .. بعد ان قطعت طريقها من يد الوطن إلى صدر الوطن..!
أتذكرين..؟
أتذكرين أحلامكما معا..؟ ان تنجو بكما السفينة على بر الأمان.. لقد كنتِ مساعدا جيدا للقبطان .. لم تكوني تحلمين يوما ما أن تكوني أنتِ الربان..
اجمعي أحلامك يا عربية وألقيها في عرض البحر..! لملمي ما تبقى ممن هم على السفينة وقاومي .. نعم قاومي العواصف الشديدة والأعاصير..
مات الربان .. لابد أن تصمدي .. تدور وتدور بك السفينة .. تفلت من يديك الدفة أحيانا .. اصمدي واصبري لا تنكسري كما انكسر ظهرك .. تمردي على أحزانك وتذكري أيتامك..
كم أنتِ جريئة يا عربية .. أتبحثين وتبحثين عن الحرية كم انتِ عنيدة..! أترفضين أن تكفني أحلامك..؟!
قاومتِ وقاومتِ .. لتهربي بها وتخرجيها من نحت أنقاض بيتك المتهدم بالبراميل المتفجرة .. لتهربي بها في ذلك القارب الصغير المثقوب..
أتطلبين الحياة لكي ولها..؟!
ستنتظرك تلك الأكفان على شواطئ البلاد المجاورة .. وليجمعك بأحلامك كفن واحد .. وليتخذ جسدك من صخور الشواطئ المهجورة نعشا..
ما هذا..؟ أترابطين في ساحات المسجد الأقصى..؟!
أتظنين أن لكي قوة خفية تتحدين بها فوهات البنادق الأميركية والآليات العبرية..؟! أتظنين أن ذلك المستوطن بضفيرته المتطرفة .. سيتركك تدافعين عن قبلتك الأولى..؟!
واهمة أنتِ حالمة ثمنك رصاصة في رأسك العنيد .. من سلاح أقذر جندي يهودي في أي معبر أمني..
دمروا أحلامك رفيقتي ليدمروكِ .. قتلوا آمالك ليقتلوكِ .. وأنتِ إن دمرتِ وقتلتِ .. ضاع جيل هو براعم أمة .. لا يريدون أن تقوم لها قائمة .. ولا أن يرفع لها ذكر.
فاصمدي .. وامضِ في طريق تحقيق أحلامك .. وإياك أن تكفنيها .. فالأحلام لا تموت.
..
دعاء حامد
أرملة أحد شهداء فض رابعة