بعد سقوط النظام الصدامي في العراق، للأسف تعرضت البلاد لهجمة ثقافية كاسحة، وتحولت البلاد من الضغط الامني والنفسي الشديد الى جو من الانفتاح الذي نتمنى لو أنه لم يحصل..
تغيرت المضامين والاخلاق، فالشعب قد انتقل من الدكتاتورية الباغية الى عهد غياب السلطة، كنا في احدى أرقى مدارس بغداد وكانت معروفة بانضباطها وسطوة معلميها ومعاونها **** البعثي، الذي كان يهدد الطلاب بالحزب ايام صدام، بعد سقوط الطاغية اصبح هذا المعاون يهدد بالأمريكان (هههه) والجميع يعلمون ان لا سلطة له او لهم في المدرسة فشاع التسيب في المدرسة.. احدى الظواهر السلبية التي انتشرت كانت التدخين.. أنا كنت من عشاق كرة القدم وكنت ارفض فكرة التدخين لأنه سيؤثر على صحتي وادائي في كرة القدم..
في يوم من الأيام أغرني الشيطان وقلت لأجرب ما هي السيجارة وكيف طعمها.. ذهبت الى احد المتاجر واشتريت "علبة" سجائر.. عدت الى المنزل وقلت لنفسي يا مجنون ستجرب بعلبة؟ كان يجب أن تشتري سيجارة واحدة.. على العموم.. في سن ال16 قررت أن ادخن اول سيجارة انتظرت الفرصة المناسبة.. كنت وحيدا في المنزل، ذهبت الى السطح الأول (الناصي) وأوقدتها وبعد نفسين، ضحكت من كل المدخنين بسبب طعمها اللاذاع.. اطفئتهما وتخلصت من جميع آثار الجريمة..
بعد ساعة، قررت أن اجربها مرة أخرى.. وتكرر نفس الامر، على مدى اسبوع دخنت 10 أنصاف سجائر.. ثم انتبهت الى الموضوع! ما الذي يحصل؟ لمَ أفعل ذلك؟ قد تصبح عادة؟ صعدت الى السطح ورميت علبة السجائر في قطعة أرض قريبة.. ولم أدخن بعدها..
الحمد لله لم أعد ادمن إلا الشاي.. ولكن أتقطع ألما عندما أرى شبابا او مراهقين يدخنون.. يقضون على مستقبلهم كما كنت سأقضي عليه..
قبل يومين طلب أحدهم مني ولاعة في الشارع فقلت له ما تزال "بطول السيجارة!" فلماذا تدخن؟ ولكنني لم أسمع جوابا..