Sunday the 24th June 2012
حشود متقابلة في ميدان التحرير وقرب نصب الجندي المجهول
إنقسام في مصر قبل ساعات من إعلان النتائج الرئاسية
وكالات

يسود الترقب والإنقسام في مصر قبيل ساعات من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، لمعرفة أي من المرشحين المتنافسين: أحمد شفيق، ومحمد مرسي، سيتولى قيادة البلاد في المرحلة المقبلة.

انقسم الشارع المصري قبل ساعات من صدور النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية بين ساحتين، إذ تجمع أنصار المرشح محمد مرسي في ميدان التحرير، بينما احتشد الآلاف أمام نصب "الجندي المجهول" دعماً للمجلس العسكري، بحضور أنصار المرشح أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء بعهد الرئيس السابق، حسني مبارك.
وأظهرت الصور التي نقلها التلفزيون المصري الرسمي وجود حشود كبيرة قرب نصب "الجندي المجهول" وقدر التلفزيون أعداد المتجمعين بنحو مليون شخص. وبالمقابل، استمر الاعتصام في ميدان التحرير بوسط القاهرة، ورفع المتظاهرون لافتات مؤيدة لمرسي، مع غلبة شعارات ذات طابع ديني، وفقا لموقع التلفزيون.
وردد المتظاهرون في الميدان- والذين ينتمون بمعظمهم لجماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي، هتافات تطالب المجلس العسكري بسرعة تسليم السلطة، كما شددوا على رفضهم للإعلان الدستوري المكمل ومطالبتهم باستمرار عمل اللجنة التأسيسية المكلفة بصياغة الدستور. وكانت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قد أعلنت أن نتائج الانتخابات ستصدر في الساعة 13:00 ت. غ ( الثالثة بتوقيت القاهرة) عصر الأحد.من جانبه اكد رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري في مؤتمر صحافي أمس السبت ان "الوضع في الايام القليلة الماضية شهد صراعا كبيرا من أجل انتخابات الرئاسة واختلافا اكبر .. مما اثر سلبا على مصر فيما انخفضت مؤشرات البورصة المصرية".
ودعا الشعب والتيارات السياسية المختلفة الى "أن يتصالحوا ولو لفترة" مشيرا الى ان "مصر في حاجة إلى ائتلاف وتكاتف .. ومن لم يأخذ شيئا على المستوى السياسي اليوم من الممكن أن يأخذه غدا" متسائلا "اذا ما ضاع كل شيء فماذا سيأخذ؟" الفائز.
وتصاعدت حدة التوتر في البلاد خصوصا منذ تاجيل اعلان النتائج من الخميس الى الاحد لتتاح للجنة الانمتخابية دراسة الطعون ما غذى التكهنات والاحتقان على خلفية اعلان كل طرف انه الفائز.
وعنونت صحيفة الشروق (مستقلة) "اعلان مرسي رئيسا للجمهورية اليوم الا اذا". في المقابل عنونت صحيفة حزب الوفد (ليبرالي) "شفيق يقترب من القصر الجمهوري".
ووسط هذه الاجواء، احتدم التوتر بين الاخوان المسلمين، اكبر القوى السياسية في البلاد، وبين قيادة الجيش خصمهم التاريخي منذ الغاء النظام الملكي في مصر عام 1952. لكن مصادر سياسية قالت لوكالة فرانس برس انه بالتزامن مع هذا التصعيد، هناك مباحثات تجري بين الطرفين لحل الازمة القائمة. غير ان اي جهة رسمية لم تؤكد وجود مثل هذه المفاوضات.
وحذر المجلس الاعلى الجمعة من انه ستتم مواجهة اي خروج عن النظام "بمنتهى الحزم والقوة"، وفي المقابل حذر الاخوان الذين حشدوا "مليونية" في التحرير من "العبث" بنتيجة الانتخابات بيد انهم حرصوا على تاكيد انه لا نية لديهم باللجوء الى العنف.
ودعا المجلس في بيان الجمعة جميع القوى السياسية الى الابتعاد عن كل ما من شانه ان يعرض امن البلاد للخطر منتقدا الاعلان المسبق من قبل المرشحين للنتائج قبل الاعلان الرسمي والذي اعتبره "احد الاسباب الرئيسية للانقسام في الساحة السياسية".
ورد الاخوان بانهم لا يسعون الى "مواجهة او عنف" لكنهم سيعملون سلميا على التصدي لاي تزوير للنتائج.
وقال مرسي الجمعة انه لا توجد "مشاكل مع اخواننا في القوات المسلحة" رغم انهم "ارتكبوا اخطاء في الايام الاخيرة".
وانتقد مجددا قرارات المجلس العسكري وخصوصا الاعلان الدستوري المكمل الصادر في 17 حزيران/يونيو والذي منح سلطة التشريع للمجلس الاعلى العسكري اضافة الى صلاحيات واسعة الامر الذي انتقص كثيرا من المكاسب التي حققها الاسلاميون منذ الاطاحة بمبارك في بداية 2011.
وكان المجلس العسكري حل في 15 حزيران/يونيو مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الاخوان والسلفيون بناء على قرار من المحكمة الدستورية العليا في 14 حزيران/يونيو. وجاء القرار بعد ايام قليلة من منح وزارة العدل ضباط المخابرات والشرطة العسكرية حق الضبطية القضائية لتوقيف المدنيين.
ومن نتيجة ذلك انه حتى في حالة فوز مرسي بالرئاسة فان الاخوان فقدوا سلطة التشريع بحل مجلس الشعب كما فقدوا القدرة على الهيمنة على صياغة الدستور ولن يحصلوا الا على رئيس بصلاحيات ضعيفة.
وقال احد مسؤولي الاخوان "هذه هي المشكلة التي نحاول حلها". وقسم التنافس الانتخابي سعيا لكرسي السلطة المصريين الى قسم خائف من عودة النظام السابق من خلال شفيق وقسم خائف من تاثير فوز مرسي على الحريات الشخصية ويريد ابقاء الدين بمنأى عن السياسة.

عقب أيام من التضارب والتسريبات المتضادة
أخيراً.. الكشف عن رئيس مصر اليوم
عقب جدل وتضارب، حسمت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر موعد إعلان اسم الرئيس الفائز في جولة الإعادة، مشيرة إلى أنها ستكشف اليوم (الأحد) ظهرا عن اسم الرئيس الخامس الذي ينحصر بين المرشّحيْن محمد مرسي والفريق أحمد شفيق.
وعقب فصل من التضارب بشأن موعد إعلان النتائج اعلن امين عام اللجنة الانتخابية المستشار حاتم بجاتو ان نتائج الجولة الثانية من الانتخابية الرئاسية ستعلن اليوم ظهرا من قبل رئيس اللجنة.
واوضح بجاتو في بيان ان رئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان سيعلن نتيجة جولة الاعادة لمعرفة الفائز فيها من المرشحين محمد مرسي واحمد شفيق.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلت عن سلطان قوله في وقت سابق إن كافة ما نشر حول تحديد موعد إعلان النتائج «غير صحيح جملة وتفصيلا»، مشيرا إلى أن اللجنة منعقدة بكامل تشكيلها ولا تزال تستكمل فحص الطعون المقدمة من المرشحين المتنافسين محمد مرسي وأحمد شفيق على نتائج بعض اللجان.
ونفى سلطان صحة ما تناقلته بعض الصحف ووسائل الإعلام بشأن تحديد موعد محدد لإعلان النتيجة. وأضاف رئيس اللجنة العليا أن اللجنة إذا ما انتهت من استكمال فحص الطعون ستقوم بتحديد موعد إعلان النتائج النهائية، وما تم في الطعون التي قدمت من مرشحي الرئاسة، مؤكدا أن تحديد موعد إعلان النتائج «لن يتم قبل الانتهاء تماما من فحص كافة الطعون والفصل فيها».
لا مفاجآت
ومن جانبه، أكد عضو الأمانة العامة للجنة العليا للانتخابات المستشار طارق شبل أن النتائج «لا تحمل مفاجآت». وقال شبل إن التحقيقات ستحسم قضية تسويد البطاقات من المطابع الأميرية.
كما أوضح أن جماعة الإخوان المسلمين يستندون إلى تصريحات من داخل اللجنة العليا تؤكد عدم وصول أي بطاقات مزورة للصناديق، وأنه يتم استبعاد هذه الاتهامات حال عدم وجود أدلة على هذه الوقائع «ما لم تكشف التحقيقات عن أدلة دامغة عليها». لكن شبل أكد أن النقطة الأخرى في الطعون تتعلق «باتهامات غير موثقة» بوجود «تهديدات بمنع قرى قبطية بأكملها من التصويت» وهي اتهامات لا دليل على صحتها، بحسب تأكيده.
وكانت تقارير اعلامية أفادت نقلاً عن مصادر في اللجنة العليا بفوز مرسي في الجولة الثانية. وذكرت المصادر أن فوز مرسي جاء بعد الانتهاء من البت في الطعون المقدمة الى اللجنة مرجحةً الاعلان الرسمي عن النتائج خلال ساعات. يأتي ذلك، فيما أعلن عضو مجلس الشعب السابق جمال حشمت أن اللجنة العُليا للانتخابات «حرَّرت محضراً رسمياً بفوز مرسي بمنصب الرئيس». وذكر حشمت على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» فجر أمس أن اللجنة «انتهت من عملها وحرَّرت محضراً بفوز مرسي برئاسة الجمهورية».
شكوى
في هذه الأجواء، أعلن الناطق الرسمي باسم حملة شفيق أحمد سرحان أنهم تقدموا بشكوى ضد حركة «قضاة من أجل مصر» إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للقضاء ونادي القضاة واللجنة العليا للانتخابات، لأنهم «ليسوا جهة رقابة انتخابات ولا إعلان نتيجة»، مؤكدًا أن إذاعتهم لنتائج مطابقة لما أعلنته جماعة الإخوان المسلمين يهدف إلى «إثارة البلبلة».
وكتب سرحان في تدوينة له على «تويتر» إن الحملة تقدمت بشكوى ضد حركة «قضاة من أجل الفتنة أو قضاة من أجل مصر»، حسب تدوينته، إلى المجلس الأعلى للقضاء والمجلس العسكري واللجنة العليا ونادي القضاة.
وشدد سرحان على أن اللجنة العليا للانتخابات ستعلن فوز شفيق بالرئاسة.

نتائج الطعون
في موازاة ذلك، ومن جانبه، قال عبدالمنعم عبدالمقصود محامي جماعة الإخوان المسلمين المستشار القانوني لحملة مرسي إن نتائج فرز اللجان المطعون عليها من شفيق «جاءت مطابقة تماما لمحاضر الفرز الرسمية التي سلمها قضاة اللجان العامة والفرعية»، وهي ذات المحاضر التي قامت حملة مرسي بإصدارها في كتاب منذ أيام.
وذكر المستشار في تصريحات صحافية أن اللجنة العليا للانتخابات دعتهم لحضور فرز أربعة صناديق من أربع لجان بقسم أول أسيوط مطعون عليها من قبل شفيق، وأن اللجنة وجدت تطابقا في نتائج الفرز مع النتائج التي تضمنتها المحاضر، موضحا أن الفريق شفيق تنازل عن فرز اللجنة الرابعة «دون مبرر».

تواصل الاعتصام

في هذه الأجواء، يواصل آلاف المصريين الاعتصام في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة وبعض الميادين الرئيسية في بعض المحافظات، للاحتجاج على الإعلان الدستوري المكمل، وللمطالبة بإلغاء الضبطية القضائية، مطالبين بتسليم السلطة من المجلس العسكري للرئيس الجديد، بكامل الصلاحيات. إلى ذلك، يطالب المعتصمون بضرورة حسم نتيجة جولة الإعادة والإعلان عن الفائز فيها، محذرين مما سموه «أي تلاعب في النتائج». يشار إلى أن العديد من المحافظات تشهد تدابير أمنية واسعة تحسبا لإعلان النتائج وردود الفعل التي تتعلق بها.

تأكيد
أكد وزير الخارجية المصري محمد عمرو التزام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب بحلول 30 يونيو الجاري، مشيرا إلى أن لجنة الانتخابات هي الجهة المعنية بالإعلان عن النتيجة وأن قراراتها «واجبة الاحترام» أيا كان الفائز.
وأشار عمرو خلال اتصال أجراه مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى ضرورة احترام أحكام القضاء باعتبار أن الشرعية الدستورية هي السبيل الأمثل للوصول إلى دولة ديمقراطية حقيقية. وأوضح عمرو أن أي تصريحات تصدر من جهات خارجية تتناول الشأن الداخلي فى هذا التوقيت الحساس هي تصريحات «غير مفيدة وتؤثر سلبا على سير هذه العملية، بل ويمكن تفسيرها باعتبارها تمثل تدخلا غير مرغوب فيه في الشأن الداخلي».






المصريون يتأهبون لاستقبال رئيسهم بعد ولادة متعسرة
تحركات الساعات الأخيرة.. وحرس جمهوري يحيط بمنزلي مرسي وشفيق

العربية.نت
يتأهب الشعب المصري في الثالثة عصرا بتوقيت القاهرة اليوم الأحد لاستقبال الرئيس رقم 5 بعد ولادة متعسرة زادت عن الوقت المحدد لإعلان النتيجة الذي كان مقررا يوم الخميس الماضي بحسب قانون الانتخابات الرئاسية.
صعوبات بالغة اكتنفت الولادة جعلت اللجنة العليا تلجأ إلى انهائها بعملية قيصرية عبر إعادة فرز الصناديق المطعون عليها من حملتي المرشحين محمد مرسي وأحمد شفيق.
وطبيعي أن يكون الحديث الطاغي على المصريين في الساعات الأخيرة توقعاتهم للحل المرتقب لفزورة "حادي بادي.. شفيق ولا مرسي" مع تسريبات وإشاعات لا يستطيع أحد التيقن من صحتها.
وطرحت برامج (التوك شو) المصرية سؤالا عن الطريقة التي سيعلن بها رئيس لجنة الانتخابات المستشار فاروق سلطان النتيجة، حيث نصح عدد من الخبراء السياسيين بأن لا يذهب إلى النتيجة مباشرة وإنما أن يستعرض الأرقام بالمستندات، وكذلك الطعون ونتيجة فصحها بالمستندات أيضا حتى لا يثير حفيظة الطرف المنهزم وليقتنع الرأي العام بشفافية النتيجة.
وتحدثت الأنباء عن إحاطة قوات من الحرس الجمهوري لمنزلي مرسي وشفيق، على اعتبار أن أحدهما سيصبح رئيسا بعد الثالثة عصرا.
حراسة مشددة على سلطان وبجاتو

محمد البرادعي

وبدا الهدوء مخيما على مقر الهيئة العامة للاستعلامات بمدينة نصر والتي سيعلن منها فاروق سلطان اسم الرئيس الفائز. وقامت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة بتعيين حراسة مشددة على سلطان تلازمه في حركته، مع تأمين سيارته، وكذلك على بقية أعضاء اللجنة.
ومن المقرر أن تستمر الحراسة على المستشارين سلطان وحاتم بجاتو بعد إعلان النتيجة حتى زوال الخطر على حياتهما.
وكشف مصدر تحدث لموقع "اليوم السابع" أن خبراء مفرقعات وقوات خاصة قاموا بتأمين مقر هيئة الاستعلامات ومقر اللجنة العليا للانتخابات. ونقل الموقع عن مصدر قريب من بجاتو شعوره بأنه مراقب ومستهدف من بعض الأشخاص المجهولين، وأنه أكثر المستهدفين.
وحفلت الساعات التي تسبق إعلان النتيجة بتحركات سياسية واسعة وجهود وساطة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان للحؤول دون تفجر صراع بين الطرفين.
ومن أبرز هذه التحركات اللقاء الذي تم بين المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والدكتور محمد البرادعي وكيل مؤسسي حزب الدستور – تحت التأسيس - بطلب من الأول، ولم ترشح أي أنباء عن فحوى ما دار بينهما.
وقفز اسم البرادعي كمرشح لرئاسة حكومة ائتلافية، غير أن المقربين منه أكدوا أنه لم يتلق عرضا من المشير بذلك، لكن على الجانب الآخر هناك تسريبات عن مفاوضات بينه وبين مرسي لهذا الغرض.
وكشف الدكتور وحيد عبدالمجيد مستشار مركز الأهرامات للدراسات السياسية لصحيفة "الوطن" المصرية سيسعى خلال الساعات القليلة المقبلة، لإيجاد مخرج توافقي للأزمة "الخانقة" التي تعيشها مصر الآن، موضحاً أن تفاهمات رسمية بدأت بين المرشح الرئاسي الدكتور محمد مرسى، والبرداعي، بشأن إمكانية قبول رئاسة الحكومة الائتلافية، مؤكداً أن هناك تصوراً خاص بوكيل مؤسسي حزب الدستور حول صلاحيات الحكومة تنتظر رداً من مرسى.

المصريون يترقبون الإعلان عن اسم رئيسهم المقبل

أنصار شفيق والمجلس العسكري احتشدوا في مدينة نصر، وأنصار مرسي في ميدان التحرير

يسود الترقب الأجواء في مصر قبيل ساعات من إعلان نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية في مصر، لمعرفة أي من المرشحين المتنافسين: أحمد شفيق، ومحمد مرسي، سيتولى قيادة البلاد في المرحلة المقبلة.
وكانت الليلة الماضية قد شهدت حشودا مؤيدة لكلا المرشحين اللذين استبقا الإعلان الرسمي عن النتائج وأعلنا انتصارهما وفوزهما بالرئاسة مما رفع من حدة التوتر في الأجواء المشحونة أصلا بين تيارين مختلفين يرى كل منهما المستقبل بعيون مختلفة.
ففي حي مدينة نصر شرقي القاهرة، احتشد الآلاف مساء السبت من أنصار المرشح شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، بالقرب من النصب التذكاري، وهو الموقع الذي شهد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981.
وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لشفيق وللمجلس العسكري وحملوا صورا للمرشح شفيق والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم.
كما ردد المتظاهرون هتافات ساخطة ومناهضة لجماعة الإخوان المسلمين ومرشحهم محمد مرسي.

التحرير
وفي المقابل، يواصل المئات من أنصار مرسي والاخوان توافدهم لليوم السادس على التوالي إلى ميدان التحرير بدعوة من قادتهم للضغط على المجلس العسكري لإلغاء إجراءات يقولون إنها اتخذت لتقييد سلطات مرشح الجماعة الذي يعتقدون أنه فاز في الانتخابات التي جرت في مطلع الأسبوع الماضي.
وامتلأ الميدان بالمتظاهرين الذين رددوا هتافات مؤيدة لمرسي ومناهضة في الوقت ذاته للمجلس العسكري والمرشح المنافس أحمد شفيق.

إعلان

ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة جون لين إنه لا توجد أي مؤشرات تحدد بشكل مؤكد هوية الفائز، وأضاف أن أوضاع البلاد غير مستقرة وقد تصل إلى حالة شلل كبير في عدة قطاعات.
وتصاعدت المخاوف من أن يؤدي إعلان النتيجة إلى مزيد من تدهور الأوضاع.

اللجنة نظرت طعونا في النتائج

وكان المستشار حاتم بجاتو أمين عام اللجنة قد أوضح في وقت سابق أن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة سيعلن النتيجة في مؤتمر صحفي بمقر الهيئة العامة للاستعلامات بمدينة نصر بالقاهرة عصر الأحد.
وكان من المقرر أن تعلن اللجنة الانتخابية الخميس الماضي نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي نظمت يومي 16 و17 حزيران/يونيو.
غير أنها أعلنت الأربعاء الماضي تأجيلها لحين استكمال نظر طعون المرشحين في نتائج عمليات الفرز باللجان الفرعية والعامة.
ويعني تحديد موعد إعلان النتيجة انتهاء اللجنة من نظر الطعون وأنها اتخذت قرارات بشأنها.
استعدادات أمنية
وكشف مصدر أمني مصري أن وزارة الداخلية اتخذت "إجراءات أمنية مشددة لتأمين وتحقيق الأمن والاستقرار فى الشارع المصري في مرحلة ما بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية".
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المصدر قوله إن الإجراءات تشمل تكثيف الوجود الأمني في الشارع وعلى الطرق السريعة التى تربط بين المحافظات بالتنسيق مع القوات المسلحة وتكثيف الدوريات والإجراءات الأمنية بشكل خاص على المنشآت والأهداف الحيوية فى البلاد.
وأكد رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري في مؤتمر صحفي السبت أن "الوضع في الأيام القليلة الماضية شهد صراعا كبيرا من أجل انتخابات الرئاسة واختلافا أكبر مما أثر سلبا في مصر، بينما انخفضت مؤشرات البورصة المصرية".
ودعا الجنزوري الشعب والتيارات السياسية المختلفة إلى "أن يتصالحوا ولو لفترة" مشيرا إلى أن "مصر في حاجة إلى ائتلاف وتكاتف ومن لم يأخذ شيئا على المستوى السياسي اليوم من الممكن أن يأخذه غدا".

أحمد شفيق يقول لأنصاره "سنصنع المعجزات"

شفيق يدعو أنصاره المحتشدين في مدينة نصر إلى السلمية

يواصل مؤيدو المجلس العسكرى اعتصامهم أمام النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر في القاهرة لليوم الثانى، لإعلان تأييدهم للمجلس الحاكم للبلاد، الذى تنتهى فترة حكمه فى نهاية هذا الشهر.
وأكد الفريق أحمد شفيق على أنه سيقود الشعب المصري في الفترة المقبلة إلى "صنع المعجزات" التي من أجلّها العمل علي تحقيق مطالبهم وتطلعاتهم، قائلا:"سوف نصنع المعجزات مع الشعب المصري القادر علي صنع المعجزات".

وأضاف شفيق -في اتصال هاتفي لأنصاره "إخواني وأبنائي وبناتي الأحباء، أبناء الشعب المصري القوي القادر علي صنع المعجزات، سننمو ونتطور ونعمل علي إعادة تاريخ مصر المجيد".
وأعرب شفيق عن سعادته "بمشاركة الشعب في دعمه في ساحة الجندي المجهول،" وأنه كان يود أن يشاركهم ويكون في وسطهم ولكن ظروفه منعته عن ذلك.

الحفاظ على السلمية

وطالب الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية المتظاهرين أمام النصب التذكارى بالحفاظ على سلمية التظاهرات وعدم الانجراف إلى دعاوى إسقاط البلاد.
وواصل الآلاف من أنصار شفيق تجمهرهم أمام النصب التذكارى بطريق النصر، وقام المتجمهرون بإطلاق الألعاب النارية.
وقد تزايدت أعداد المتظاهرين المحتشدين فى طريق النصر على يمين ويسار النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر حيث باتت أعدادهم تقدر بعشرات الآلاف.
ويرفع المتظاهرون أعلام مصر ويرددون شعارات تؤكد على وحدة الشعب والجيش وتقدير الدور الوطنى للجيش، ورفض هيمنة أى تيار بعينه على المشهد السياسى فى مصر وضرورة الالتزام بحكم القانون وبنتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية المقرر إعلانها عصر اليوم الأحد.
وكان لافتا كذلك مشاركة أعداد من رجال الدين المسلمين والمسيحيي وهم يقفون جنبا إلى جنب "مؤكدين على وحدة الهدف والمصير."
ورغم أن بعض المتظاهرين يرددون عبارات التأييد لمرشح الرئاسة الفريق شفيق فإن الجانب الأكبر من المتظاهرين يرفعون لافتات ويرددون شعارات تؤكد ضرورة احترام سيادة القانون، وتأييد القوات المسلحة "لدورها التاريخى الذى قام بحماية ثورة 25 يناير."
وجابت بعض السيارات حاملة أعلام مصر أمام النصب، وهتف المتجمهرون "يسقط يسقط حكم المرشد".
BBC