على الرغم من أنه من الصعب عليكِ التأقلم مع تعنّت طفلكِ وتشبّثه برأيه (كالألوان في هذه الحالة) ، إلا أنّ مثل هذه التصرفات هو مرحلة طبيعية جداً من مراحل نموّه، لا بل وطريقته الوحيدة لاكتساب بعض القدرة على التحكّم وبسط السيطرة، في عالمٍ كبيرٍ ومثيرٍ للاضطراب.
في العادة، يبدأ الأهل بملاحظة هذا النوع من السلوكيات عند أطفالهم ما بين العام ونصف والعامين، على أن تتفاقم حدّته ما بين العامين والثلاثة أعوام وربما أكثر بالنسبة إلى بعض الأطفال. وقد ينشأ عن هذا التصرّف قواعد صارمة يبتكرها الأطفال ويحاولون إيجاد تفسيرات منطقية لها لكن دون جدوى. وفي كثيرٍ من الأحيان، لا تكون هذه القواعد عملية أبداً
. وفيما قد تبدو لكِ الرغبة بالتلوين باللون الأحمر أمراً عادياً جداً، إلا أنّ نظام الأكل القائم على تناول الأطعمة ذات اللون الأحمر وحسب هو أمر غير عادي ولا يوفّر لطفلكِ حاجته من المغذيات. فما الذي يمكنكِ فعله في هذه الحالة لاسيما أنّ معاندة الأطفال في هذه المرحلة العمرية لا يجلب سوى المتاعب؟
فيالبداية، أظهري لطفلكِ مدى تفهّمكِ لموقفه واحترامكِ له من خلال التعاطي معه بهدوء وبلغةٍ بسيطة وبلهجةٍ تملؤها الحنيّة. وما إن يشعر طفلكِ بأنّ أحداً يفهمه، سيسترخي ويهدأ ويصبح أكثر انفتاحاً للشرح والتفسير والاقتراحات. عندئذٍ، اقترحي عليه تناول وجبته في صحنٍ أحمر اللون مثلاً أو مع قطعٍ صغيرة ٍمن الفراولة الحمراء. ومع هذا كلّه، إن استمرّ طفلك بالمقاومة، سيكون عليكِ أن تقرري إما الرضوخ له أو التصرف بصرامة. ولا تقلقي فهذا التشبث في الرأي لن يدوم إلى الأبد. ومع الوقت، سينضج دماغ طفلكِ وسيصبح أكثر مرونةً وأكثر قابليةً لاختبار أشياء جديدة.
منقول