أقامت مديرية الدراسة السريانية التابعة لوزارة التربية، الخميس، أول مهرجان للخط والرسم والزخرفة والشعر والخطابة باللغة السريانية في البصرة، فيما أبدت الأسقفية الكلدانية في المحافظة ترحيبها بالمبادرة، وأعلنت تنظيم دورات لتعلم اللغة السريانية.
وقال مدير عام مديرية الدراسة السريانية في وزارة التربية عماد سالم في حديث لـ السومرية نيوز، إن "المديرية أقامت للمرة الأولى في البصرة مهرجاناً للخط والرسم والزخرفة والشعر والخطابة باللغة السريانية"، مبيناً أن "المهرجان الذي احتضنته إحدى الكنائس يهدف الى الحفاظ على اللغة السريانية وتعزيز انتشارها بين المواطنين المسيحيين في المحافظة".
ولفت سالم الى، أن "وزارة التربية بصدد تفعيل تدريس اللغة السريانية والتربية الدينية للطلبة المسيحيين في البصرة"، مضيفاً أن "الوزارة لديها قسم للدراسة السريانية ضمن مديرية التربية في المحافظة، وهذا القسم سوف يتم تنشيطه خلال الفترة المقبلة".
من جانبه، قال المعاون الاسقفي للكنيسة الكلدانية في الجنوب القس عماد عبد العزيز في حديث لـ السومرية نيوز، إن "المهرجان ينطوي على قيمة فنية وثقافية، ومن جانب آخر يعد خطوة باتجاه ترسيخ حقوق المواطنين المسيحيين من السريان والكلدان والآشوريين، إذ من أبرز حقوقهم التعبير بلغتهم الدينية التي هي جزء من هويتهم"، موضحاً أن "الكنيسة في البصرة تهتم كثيراً بتعليم اللغة السريانية، حيث تواظب على تنظيم دورات سنوية لطلبة المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، كما توجد لدينا حالياً دورة لتعليم كبار السن".
وبحسب المشرف على معرض الرسم والخط والزخرفة الذي تضمنه المهرجان منهل الياس فإن "المهرجان هو بالأساس مخصص للخطابة والشعر، ولكن تضمن أيضاً معرضاً فنياً للرسم والخط والزخرفة، وجميع المشاركات كانت باللغة السريانية الفصحى"، مضيفاً أن "الأعمال الفنية التي تضمنها المعرض تمحورت حول مواضيع التعايش السلمي وحب الوطن وعراقة اللغة السريانية التي تمتد جذورها الى آلاف السنين".
وأشار الياس، وهو أيضاً مسؤول شعبة الطباعة والتصميم في مديرية الدراسة السريانية، الى أن "المشاركين في المهرجان بعضهم من التلاميذ والطلبة المسيحيين، وبعضهم الآخر من موظفي مديرية الدراسة السريانية في وزارة التربية".
يشار الى أن اللغة السريانية هي لغة سامية مشتقة من اللغة الآرامية، وتعود نشأة اللغة الآرامية الى الألف الأول قبل الميلاد، وأصبحت من القرن السادس قبل الميلاد الى ما بعد الميلاد لغة التخاطب الوحيدة في الهلال الخصيب، ثم تغيرت تدريجياً حتى اكتسبت اسمها الجديد (اللغة السريانية) خلال القرن الرابع، وهي تعتبر اللغة الأم لطوائف السريان والآشوريين والكلدان، كما تكتسب أهمية دينية خاصة لأن يسوع المسيح قد تكلم بالآرامية التي تفرعت منها السريانية، ولذلك فإن بعض الكنائس في محافظة البصرة لم تزل تحيي معظم الطقوس الدينية باللغة السريانية.
يذكر أن آلاف الأسر المسيحية كانت تسكن في محافظة البصرة لكن أغلبها هاجرت خلال التسعينيات نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي، ومن ثم بسبب انهيار الوضع الأمني بعد عام 2003، ولا يوجد إحصاء رسمي يحدد عدد المسيحيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود ما لا يقل عن 250 أسرة من طوائف الأرمن والكلدان والسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والآشوريين والبروتستانت واللاتين، وتوجد لدى كل طائفة مسيحية في المحافظة مقبرة وكنيسة خاصة بها، فيما توجد العديد من الكنائس المغلقة جراء قدمها وهجرة مرتاديها.
المصدر
www.alsumaria.tv/news/151553