Sunday the 24th June 2012
رمز الديمقراطية الغربية بدأ مسيرته بجملة عابرة خلال حفلة عشاء
صور تنشر للمرة الأولى عن تشييد تمثال الحرية في باريس!
تمثال الحرية في نيويورك أحد أشهر المعالم التي أنجزها الإنسان في الدنيا بأسرها. شُيد بكامله في فرنسا التي قدمته هدية للولايات المتحدة بعد استقلالها ونصر الاتحاديين في الحرب الأهلية، وأن مشوار إنجازه بدأ بجملة عابرة.
الزمان 1865، والمكان حفلة عشاء في باريس.
هنا التقت نخبة من علية القوم، من بينها سياسي، قال في جملة عابرة، إن إعلان استقلال الولايات المتحدة وانتصار الاتحاديين «جديران بنصب مشترك بين بلدينا يصبح رمزًا لأواصر الصداقة بيننا».
تمثال الحرية أثناء تشييده في فرنسا قبل أن يستقر في أميركا السياسي هو إدوار رينيه دو لابولاييه، الذي أقام حفلة العشاء تلك في داره، والذي كان من أنصار الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأميركية. وكان من بين المهللين بانتصار الاتحاديين - الذي أنهي العبودية أيضًا - في ذلك العام. لكنه، عندما ألقى باقتراحه على ضيوفه في ذلك العشاء، لم يخطر بباله أنه بداية الطريق إلى تشييد تمثال الحرية، الذي صار منذ ذلك الوقت رمزًا للقيم الديمقراطية الغربية كلها.
فقد التقطت كلماته أذن النحات فريديريك بارتولدي، الذي سارع إلى الاتفاق مع دو لابولاييه وإلى التشديد على أهمية نصب أميركي - فرنسي يصبح رمزًا لتطلعات الشعبين إلى مستقبل زاهر. وأتبع القول العمل، فبدأ صبيحة اليوم التالي تصميمه على الطراز النيوكلاسيكي لتمثال لإلهة الحرية عند الرومان، وهي تحمل مشعل الحرية بيد، ولوحاً يرمز لسيادة القانون باليد الأخرى.
على أن اضطراب الوضع السياسي في فرنسا نفسها حال دون رؤية المشروع النور حتى بعد منتصف سبعينات ذلك القرن. وعندما وقّع الرئيس الأميركي الثامن عشر، يوليسيس غرانت، على المرسوم الرسمي الذي يخوّل له قبول التمثال نيابة عن يلاده من الشعب الفرنسي، كان بارتولدي قد أكمل إنجاز الرأس واليد التي تحمل مشعل الحرية.
كان الاتفاق بين البلدين يقضي بأن تنجز فرنسا التمثال نفسه، بينما تتولى الولايات المتحدة بناء قاعدته. وتقرر أن يكون مكانه «بيدلوز آيلاند» (التي أعيدت تسميتها لاحقًا «ليبيرتي آيلاند») علي مرمى حجر من مانهاتن.[
وبحلول العام 1885 كان بارتولدي وفريق عماله قد أكملوا سائر قطع التمثال وأعدوها للشحن إلى نيويورك.
وبعيد وصولها سالمة جُمّعت ونصبت في مكانها الحالي خلال احتفال صاخب شهده مئات آلاف الأميركيين - إلى جانب بارتولدي نفسه والوفد الفرنسي - ظهيرة 28 أكتوبر/تشرين الأول 1986.
ومنذ يومها صار التمثال رمزًا للعديد من الأشياء، ولكن لما يعتبره الغربيون «تحالف الحرية» الأميركي - الأوروبي الغربي بشكل خاص.هذه الصور التي عرضتها الصحافة الغربية للمرة الأولى الآن تتابع مسيرة التمثال منذ بدء العمل فيه وإكماله على مدى ثماني سنوات من 1877 حتى 1885.