في السنوات الاخيرة اصبحت معدلات الطلبة خريجوا الدراسة الاعدادية فلكية. بحيث اصبح معدل القبول في الكلية التقنية الهندسية البصرة مثلا حوالي 90%. وهو معدل ماكان يحلم به الطالب الناجح الاول على العراق في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
واصبح القبول شامل لكل الخريجين مهما قل معدلهم.
السبب من وجهة نظري هو ليس الغش المتفشي او سرقة الأسئلة الامتحانية. فالطلبة اللذين يغشون في الامتحانات الوزارية او اللذين يسرقون الأسئلة لا يمكن ان تكون اعدادهم كبيرة جدا الى الحد الذي تجعل المعدلات تقفز الى هذا الحد.
اعتقد انهم بالاعم الاغلب سيشكلون الطلبة الحاصلين على معدلات متوسطة تتراوح بين ال50- 70.
المشكلة براي ان الأسئلة سهلة ونمطية ومن الكتاب. بحيث اصبح اي طالب حريص وحال مسائل الكتاب يمكن ان يحصل على درجة كاملة في اي مادة.
واي طالب ضعيف وغير متابع يمكن ان يحصل على 60 او 70 او حتى 80. وبالتالي فان عدد الطلبة الراسبون في الصف السادس الاعدادي سيكون قليل جدا وهذا يقلل الضغط الاجتماعي على الوزارة ويدفع بطلبة غير مؤهلين للقبول في الكليات الحكومية او الاهلية.
وبراي ان الوزارة ان جعلت الأسئلة الوزارية فكرية وقادرة على التمييز بين الطلبة بصدق. فان المعدلات ستنخفض وسيصبح معدل القبول في كليات الطب او الهندسة لا يتجاوز ال85.
لكني اعتقد ان وزارة التربية تتخوف من فعل ذلك لان عدد الطلبة الذين لن يستطيعوا النجاح سيصبح كبيرا. وهذا سيشكل ضغطا اجتماعيا كبيرا عليها.
ان توفير فرص عمل لخريجي االسادس العلمي من اللذين لم يحصلوا على فرصة للقبول في احدى الكليات ووجود دورات لتاهيل الطلبة اللذين يعجزون عن النجاح في الاعدادية. سيكون هو الحل حيث ان الشاب لا يضيع في الشارع ويمكن له ان يشق طريقه في الحيات العملية من خلال العمل بشهادة الاعدادية او الدورة التاهيلية . وسيتوازن المجتمع من حيث عدد الحاصلين على شهادة البكالوريوس او الدبلوم الفني.
ان تخرج الطالب من كلية باختصاص لا تتوفر له فرص سيجبر الخريج على العمل بوظيفة هي اصلا مخصصة لخريج السادس الاعدادي او لخريج الدورات التاهيلية. وستضيع سنوات من عمر الطالب قضاها للحصول على شهادة لا طلب لها في سوق العمل.