نجح المدرب الاسباني رافا بينيتيز في تدمير كل شيء حققه مع ريال مدريد "بالصدفة" منذ بداية الموسم في مباراة واحدة عندما سقط 2-3 أمام اشبيلية.
نال بينيتيز العدد الأكبر من الأهداف في شباكه منذ انطلاق الليغا وخسر الصدارة التي احتلها لاسابيع قليلة على سلم ترتيب الدوري الاسباني لكرة القدم، ونجح أيضا في تدمير معنويات لاعبيه في الوقت المناسب قبل مواجهة برشلونة في قمة الليغا بعد اسبوعين.
نجاح كبير حققه المدرب الاسباني الذي جهز لاعبه المصاب الكولومبي خيمس رودريغيز لمنتخب بلاده وذلك بعد ان راهن عن الجياد الخاطئة طوال الفترة الماضية رافضا الزج باللاعب العائد من الإصابة حتى تأخر في النتيجة أمام اشبيلية في ليلة الاذلال الاندلسي.
بينيتيز الذي صمم على ابقاء ايسكو ومودريتش السيئيين جدا في آخر مباريات الدوري المحلي ودوري الابطال، وشاهد جاريث بيل تائها يتخبط بلا رؤية تكتيكية واضحة، وتجاهل هداف فريقه كريستيانو رونالدو معزولا طوال الوقت دون أن يحرك ساكنا يستحق ما حصل عليه إهانة وتوبيخ على يد المدرب الشاب اميري.
الإدارة التي توافق على انطلاق موسم كامل بدون مهاجم بديل تستحق أن تنال التوبيخ في ملعب نادي لا يصرف ربع الميزانية التي يصرفها النادي الملكي.
للأمانة ما حصل مع ريال مدريد أمام اشبيلية الاحد كان يجب أن يحصل الثلاثاء الماضي امام باريس سان جيرمان في ملعب السنتياغو بيرنابيو غير أن الفريق الفرنسي لم يحسن استغلال الفرص الغريبة التي سنحت له طوال المباراة، وتلقى هدفا يلخص مسيرة بينيتيز مع ريال مدريد بـ"الصدفة".
نتذكر جيدا تصريحات المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عندما وبخ بينيتيز وزوجته مستذكرا ما فعله صاحب المعدة الممتلئة (كما وصفه حينها) بفريق انتر ميلان الايطالي عندما استلمه بطلا للثلاثية التاريخية ولم ينجح معه إلا بلقب بطولة العالم للأندية.
يعيش بينيتيز على انجازاته المحلية مع فالنسيا عندما فاز بالدوري المحلي وبلغ نهائي دوري الابطال موسمين متتاليين، ثم يستذكر ليلة اسطنبول الغريبة العجيبة أمام ميلان عندما كان يدرب ليفربول، وأخيرا فوزه مع تشيلسي بالدوري الاوروبي، بيد أن التدقيق جيدا في هذه الإنجازات قد لا يكون في صالحه بالكامل.
حتى أن بقاء الفريق الملكي بدون خسارة منذ بداية الموسم ودون ان يتلقى العدد الكبير من الأهداف، قد انكشف بمجرد غياب الحارس نافاس وخروج راموس للإصابة.
كثر من عشاق الفريق الملكي تخوفوا عندما أعلن ناديهم عن التعاقد مع بينيتيز الذي قضى سنواته الأخيرة في الظل مع نابولي، غير أن هالة الشباك النظيفة وعدم تعرض الفريق لأي هزيمة منذ بداية الموسم شكل ملهاة عن رؤية المشهد الكامل.
المشهد الحقيقي الذي يؤكد أن ريال مدريد لم يقدم اي مباراة جميلة حقا منذ انطلاق الموسم، والحقيقة ان ريال مدريد لا يقدم تكتيك هجومي كما كان في العادة، وأنه لا يمتلك مهاجم بعد إصابة كريم بنزيمة وتورطه في المشاكل القانونية في بلاده.
كما أن ريال مدريد يعاني من إجهاد لاعبيه الذي سقطوا بسهولة شديدة في فخ الاصابات الغريبة العجيبة، وكأنها تبحث عنهم دون غيرهم.
ولمن يفكر في النتائج الوقتية ولا يهمه الحال التكتيكي للفريق، عليه تذكر ان ريال مدريد فاز العام الماضي بـ22 مباراة متتالية ومع ذلك لم يفز بأي لقب.
وعلى النقيض تماما فإن برشلونة الذي خسر مباراتين في الدوري حتى الآن، ويلعب بدون نجمه الأول ليونيل ميسي لا يعاني من أزمة حقيقية كما هو حال ريال مدريد الذي يغيب عنه ثلة من اللاعبين أيضا، وذلك بسبب أن برشلونة يلعب بتكتيك هجومي واضح ويسخر الأدوات الصحيحة ولا يركز على تشكيلة كلاسيكية واحدة، فضلا عن تحلي مدربه بالواقعية طبقا لكل مباراة، ولا يتعامل مع كل المباريات على أنها نسخة كربونية واحدة.
ربما يتعين على ريال مدريد وبينيتيز رؤية المشهد بشكل واضح، حيث سيلاقي برشلونة بعد ايام، كما أن الغريم الأزلي سيكون أكثر قوة بعد ميركاتو الشتاء لأنه سيتخلص من عقوبه التعاقدات.. فما هي الحلول على الأرض يا إدارة الميرينغي؟.
كووورة