ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭﺓ ﻓﺸﺎﻫﺪﺕ ﺭﻭﺣﻲ ﻗﺪ ﺗﻬﻴﺄﺕ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺮﺗﻮﻱ ﻃﻴﻨﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀﺍﻟﺰﺍﻛﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺋﺮﺍﺕ ....
ﻭﺑﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻔﺮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﺮﻓﻴﻖ
ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻥ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻓﻘﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻜﻠﻞ ﺍﻭ ﻣﻠﻞ
ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻭﻓﻴّﺔ ... ﺣﺴﻴﻨﻴﺔ ....
ﺍﺟﻞ ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻓﻴﻘﺔ .... ﺍﺳﻤﺤﻮ ﻟﻲ ﺍﻥ ﺍﻋﺮﻓﻜﻢ ﺑﻬﺎ ...
ﺍﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ ﺍﻥ ﺍﻋﺮﻓﻜﻢ ﺑﻬﺎ ... ﻫﻲ ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ .. ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ ..
ﺍﻳﻦ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺟﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﺰﻳﻦ ﻻﻃﻤﺔ ﺑﺎﻛﻴﺔ
ﻓﻤﻴﺰﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻻﺑﺪﻱ .. ﺭﻓﻴﻘﺘﻲ ﻫﻲ " ﻋﺒﺮﺗﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻴﺔ "
ﺍﺟﻞ ﻓﻬﻲ ﺗﺠﺘﺎﺡ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ
ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻓﺘﻘﻄﻌﻪ ﺃﻟﻤﺎ ﻭﺣﺮﻗﺔ ،
ﺍﻧﻬﺎ ﺟﻤﺮﺓ ﺗﻜﻮﻱ ﻓﺆﺍﺩﻱ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺜﺎﺭ
ﻟﺸﻬﻴﺪ ﻛﺮﺑﻼﺀ
ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻟﻌﻄﺮﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ... ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻﺡ ﻟﻌﻴﻨﻲ ﺭﻛﺐ ﺑﻬﻲ ... ﻧﺠﻮﻡ ﻭﻛﻮﺍﻛﺐ ﺗﺴﻴﺮ ﻭﻳﺘﻘﺪﻣﻬﻢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻟﻤﻌﺎﻥ ﻧﺠﻤﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻳﺸﻊ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺨﺪﺭ ﻭ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻴﺨﻔﻮﻧﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ؟؟ ﻭﻗﺪ ﻣﻸﺕ ﺍﻟﺠﻮ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ !!!
ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺍﻥ ﺍﺭﻯ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﻋﻦ ﻗﺮﺑﻠﻜﻦ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻭﺗﺤﻤﻴﻬﺎ ...
... ﺳﺤﺮﻧﻲ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻧﻮﺭﻩ ﻳﺤﺠﺐ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺟﻬﻪ ... ﻣﺎ ﺍﺭﻭﻋﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ... ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ؟ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ؟؟
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻧﻮﺍﺭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻉ ﻓﻬﺬﺍ ﺭﻛﺐ ﺳﺒﻂ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺘﺠﻬﺎً ﺍﻟﻰ

ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .
ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻫﻮ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻉ ﻭﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﻫﻲ ﺯﻳﻨﺐ ﻉ
ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺤﻖ ... ﺍﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻫﻢ ﺍﻭﻻﺩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺒﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻤﺮ ﻗﻠﺒﻚِ ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺑﺮﺅﻳﺘﻬﻢ .
ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ : ﺍﺟﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻓﺒﺬﻛﺮﻫﻢ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ .... ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺍﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻣﻌﺪﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻣﻦ ﻣﺸﺖ ﻳﺎ ﻧﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻫﺎﻟﻴﻬﺎ
ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩ ﻭﺍﺑﻮ ﻓﺎﺿﻞ ﻳﺒﺎﺭﻳﻬﺎ
ﺗﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺗﺸﻮﻑ ﻟﻴﻮﺙ ﺗﺤﻤﻴﻬﺎ
ﺧﻮﺗﻬﺎ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺷﺪﺍﺩ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺮﺿﻴﻬﺎ
ﻳﺎ ﻭﺳﻔﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺎﻟﻌﺰ ﺗﻤﺸﻲ ﻭﻳﺔ ﺍﻋﺎﺩﻳﻬﺎ
ﺷﻤﺮ ﺑﺎﻟﺴﻮﻁ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﻭﺭﺟﺰ ﻟﻠﻨﺎﻛَﺔ ﻳﺤﺪﻳﻬﺎ
ﺳﺮﻧﺎ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﻭ ﻣﺸﻘﺔ
ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﻧﺮﺗﺸﻒ ﺣﺐ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺛﻢ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺽ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺃﺯﻛﻰ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻭﺍﻟﻌﻨﺒﺮ
ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ : ﻣﺎﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ؟؟ ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺭﻭﺿﺔ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟؟
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﺑﻠﻰ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺿﻴﻮﻑ ﺳﻴﺪ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ .. ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ .. ﺇﻧﻬﺎ ﺍﺭﺽ ﻛﺮﺑﻼﺀ .
ﺍﻧﺤﻨﻴﺖ ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪﻱ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻭﺭﺣﺖ ﺃﺷﻤﻪ ﻭﺍﻗﺒﻠﻪ ﻭﺃﺿﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻱ
ﻭﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﺑﺤﻤﺮﺓ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺷﻬﻘﺎﺗﻲ ﻓﺄﻟﻢ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻳﻘﻄﻊ ﻗﻠﺒﻲ
ﻧﺎﺩﻳﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺨﻨﻮﻕ
" ﺳﻼﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﺳﻼﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺬﻟﻮﺍ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻓﺪﺍﺀﺍً ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ
ﺳﻼﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﺨﺎﺋﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﻓﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺒﺎﺕ "
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺧﻔﻴﻔﺔ .. ﻭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﺮﺓ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﺗﺮﺳﻞ ﺑﻠﻬﻴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﻓﺄﺣﺴﺴﺖ ﺍﻥ ﺃﻗﺪﺍﻣﻲ ﺗﺘﻠﻈﻰ
ﺑﺬﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻛﺎﻟﺠﻤﺮ
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺧﻴﺎﻡ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ
ﻭﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻘﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ : ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻄﻊ ﻧﻮﺭﻩ ﻫﻮ ﺳﻴﺪﻱ
ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ؟؟
ﻟﻘﺪ ﺷَﺤُﺒﺖ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻭﺫﺑﻠﺖ ﺷﻔﺎﻫﻪ ﻭﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ !!!
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﻧﻌﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﻣﺎﻻﻗﻰ ... ﻭﻳﻼﻗﻲ
ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﺑﺨﻄﻮﺍﺗﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻗﺪ ﻫﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻀﺮﺟﺔ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻹﺑﺎﺀ
ﺗﺠﺎﺛﻤﺖ ﺍﻟﺤﺴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻓﺆﺍﺩﻱ
ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﺭﺍﺡ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻳﺴﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ...
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻻﺡ ﻟﻌﻴﻨﻲ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ...
ﻭﻗﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﻤﺴﻮﺧﺔ ﻭﺷﻴﻄﺎﻧﻬﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺷﻤﺮ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺭﺍﻛﺒﺎ ﻓﺮﺳﻪ ...
ﻭﺑﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﺧﻮﻓﻪ ﻭﺃﺿﻄﺮﺍﺑﻪ .. ﻓﻬﻮ ﻳﺪﺭﻙ
ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺳﺒﻂ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺒﺮﺗﻲ : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﻘﺎﺗﻠﻪ؟؟
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻤﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ﻭﺍﻧﺘﻜﺲ ﻗﻠﺒﻪ ..
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﺣﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﻛﺎﻷﻧﻌﺎﻡ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺃﺿﻞ ﺳﺒﻴﻼ .
ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ : ﻳﺨﻴﻞ ﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ .
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﺍﺟﻞ ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ .
ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻳﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﺓ
ﻭﻻ ﻳﺘﻄﺎﻭﻝ ﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﻬﻢ ﻳﻔﺮﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ
ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺍﻟﻤﺬﻋﻮﺭﺓ،
ﺳﻤﻌﺘﻨﺎ ﻧﺨﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﺨﻴﻞ ﻛﺮﺑﻼﺀ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺳﺄﺭﻭﻱ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﺟﺎﺀ ﺷﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﺎﺋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
‏( ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ‏) ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻳﻦ ﺑﻨﻮ ﺃﺧﺘﻨﺎ ؟
ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻌﻔﺮ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻨﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺃﺧﺘﻲ ﺁﻣﻨﻮﻥ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ : ﻟﻌﻨﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻌﻦ ﺃﻣﺎﻧﻚ، ﺃﺗﺆﻣﻨﻨﺎ ﻭﺍﺑﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻣﺎﻥ ﻟﻪ ؟ !
ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ : ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺣﻠﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ
ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻻﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻉ ﻟﻌﻠﻲ ﺍﺳﻤﻊ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻨﻪ
ﻟﻜﻦ ﺷﻐﻠﻨﻲ ﻧﻮﺭ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻫﻴﺒﺘﻪ
ﺍﻧﻪ ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﻮﺥ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ... ﻓﺜﻴﺎﺑﻪ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻨﺴﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﺭﺩﺍﺀ ﺃﺑﻴﻪ
ﻭﺳﻴﻔﻪ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺤﻖ ﻛﺴﻴﻒ ﺫﻭ ﺍﻟﻔﻘﺎﺭ
ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺑﻴﺪﻩ ﺭﺍﻳﺔ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﻨﻜﺲ ﺃﺑﺪﺍ ...
ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺗﻼﻋﺐ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ
ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻄﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻮﺭﺍﺀ ﺯﻳﻨﺐ
ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ،
ﻓﻴﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻛﺎﻓﻠﻬﺎ ...
ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻫﻢ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻭﻳﻨﺎﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻄﺶ ... ﺍﻟﻌﻄﺶ
ﺭﺍﺡ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺘﻘﻄﻊ ﺃﻟﻤﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺳﻤﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺮﺧﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺏ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺍﺳﺘﻌﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻄﺶ
ﻭ ﻭﺩﺩﺕ ﻟﻮ ﺍﺭﻭﻳﻬﻢ ﺑﻤﺎﺀ ﻋﻴﻨﻲ
ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻷﻟﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻻﺗﻲ
ﺯﻳﻨﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻜﻢ ﺣﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﻟﻤﺢ ﻃﺮﻑ ﺭﺩﺍﺋﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻨﺸﻖ ﻋﻄﺮﻫﺎ
ﻟﻜﻨﻲ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺍﻟﻼﻣﻌﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻓﻊ
ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻭﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻣﺰﺟﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ..
ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻨﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﺪﺭﻫﺎ ﻭﺳﺘﺮﻫﺎ
ﻭﺧﻮﻑ ﻣﻤﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﻫﺬﻩ ﻣﻮﻻﺗﻲ ﺯﻳﻨﺐ ... ﺑﻌﺒﺎﺀﺓ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ...
ﺳﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻣﻬﺎ ...
ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ : ﺍﺟﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﻫﻲ ... ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭﺍ ﺍﻛﺒﺮ ﻋﻤﺮﺍً ...
ﺍﺛﺄﺭ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﺑﺄﺑﻲ ﻣﻦ ﻭﺭﺛﺖ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺃﻣﻬﺎ ... ﻓﻐﺪﺕ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺑﺼﺒﺮ ﺃﺑﻴﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻉ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺣﻴﻦ ﻭﺿﻌﺖ ﻗﻤﺮﻫﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻉ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺘﻠﻬﻔﺎ ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ
ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﺧﻴﻬﺎ
ﻟﺘﻀﻌﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻴﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﻳﻠﻘﺒﻪ ﻗﻤﺮ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﻳﺤﺘﻀﻨﻪ ﻭﻳﻀﻤﻪ
ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻛﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺎﻁ ﻓﻴﻘﺒﻠﻬﻤﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻉ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ...
ﺃﺣﺲَّ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻌﻠّﻖ ﺑﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻻﻳﻮﺻﻒ .
ﻭﻛﺄﻥ ﻗﻠﺒﻴﻬﻤﺎ ﺑﻨﺒﺾ ﻭﺍﺣﺪ .
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺧﺖ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ
ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻗﺪ ﺿﻤﺖ ﺃﺿﻼﻋﻬﺎ ﻗﻠﺒﺎ ﻧﻮﺭﺍﻧﻴﺎ ﺻﺎﻏﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻣﻦ ﺍﻃﻬﺮ ﻃﻴﻨﺔ ؟ !!
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻔﻴﻪ ﻓﺪﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ
ﻭﺗﺬﻛﺮّ ﻭﺩﺍﻉ ﺃﻣﻴﺮﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻣﺴﻚ ﻳﺪﻩ ﻭ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺑﻴﺪ ﺯﻳﻨﺐ ﻭﺃﻭﺻﺎﻩ ﺑﻬﺎ
ﻓﺄﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻱ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪﻙ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ . ﻷﺩﺍﻓﻌﻦ ﻋﻦ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﺮﻭﺣﻲ ﺩﻭﻥ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﻰ ﻭﻧﻔﺴﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻗﻰ
ﻭﺭﺍﺡ ﺻﻮﺕ ﺃﻡ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻉ ﻳﻄﺮﻕ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺻﻴﻪ ﺑﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﺘﺒﺴﻢ ﻗﺎﺋﻼ
" ﺃﻣﺎﻩ ﻗﺮﻱ ﻋﻴﻨﺎ ﻭﺍﺑﺸﺮﻱ ﺑﻮﻟﺪﻙِ ﻓﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺴﻮﻑ ﻳﺒﻴﺾ ﻭﺟﻬﻚِ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﻻﺗﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺗﻤﻸﻫﺎ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﺑﻮ
ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﺧﻴﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﺍﺣﺴﺴﺖ ﻛﺄﻥ ﺍﻻﺭﺽ ﺗﻬﺘﺰ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺘﻪ ...
ﻭﺭﺣﺖ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻛﺜﺮ ﻷﺳﻤﻌﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻧﻔﺴﻪ
" ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﺻﺒﺮﻱ ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻮﻋﺪ .. ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻈﺮﺗﻴﻪ .. ﻫﺎ ﺍﻧﺎ ﺍﻗﻒ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﺼﻘﻴﻞ ﻷﺣﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﺑﺜﺄﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺑﻼ ﺭﺟﻌﺔ ... "
ﺟﺜﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺒﺾ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﺍﻟﻴﺪ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ
ﺧﺎﻓﻀﺎً ﺭﺃﺳﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻻﺭﺽ .. ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ :
ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺑﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺭﺧﺼﺔ ؟؟؟
ﺑﻜﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﺑﺘﻠﺖ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺑﺪﻣﻮﻉ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺤﺴﺮﺓ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻀﺎﻣﻲ :
ﺃﺧﻲ ﺃﻧﺖ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻮﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻓﺈﺫﺍ ﻏﺪﻭﺕ ﻳﺆﻭﻝ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺘﺎﺕ
ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ : ﺑﺼﻮﺕ ﺧﻨﻘﺘﻪ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻓﺪﺍﻙ ﺭﻭﺣﻲ ﻟﻘﺪ ﺿﺎﻕ ﺻﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ .. "
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ : ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻓﺎﻃﻠﺐ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻣﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ؟ ﻫﻞ ﻳﺄﻣﻞ ﺍﻥ ﺗﺮﻕ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻤﻠﺆﺓ ﺑﺎﻟﺤﻘﺪ ؟
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﻛﻼ .. ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻛﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻭ ﺍﺷﺪ ﻗﺴﻮﺓ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺆﺧﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﺄﺟﻞ ﺍﺧﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ
ﻟﻴﺸﺒﻊ ﻣﻨﻪ ... ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ﻭﻟﻴﺄﻧﺲ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﺮﺟﻊ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻻﺧﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺎﻫﺎ ﻣﻌﺎً .
ﺑﺮﺯ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺳﻂ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭﻭﻗﻒ ﻭﻗﺎﻝ
ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺑﻦ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﻗﺘﻠﺘﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺧﻮﺗﻪ ﻭﺑﻨﻲ ﻋﻤﻪ ﻭﺑﻘﻲ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻓﺮﻳﺪﺍً ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﻋﻴﺎﻟﻪ ﻭﻫﻢ ﻋﻄﺎﺷﻰ ﻗﺪ ﺃﺣﺮﻕ ﺍﻟﻈﻤﺄ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﺎﺳﻘﻮﻩ ﺷﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻭﻋﻴﺎﻟﻪ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﺩﻋﻮﻧﻲ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺃﺧﻠﻲ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﺷﺮﻁ ﻟﻜﻢ ﺃﻧﻲ ﻏﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻻ ﺃﺧﺎﺻﻤﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ..
ﺑﻜﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﺭﺽ ﻛﺮﺑﻼﺀ
ﻓﺨﺎﻑ ﺍﻟﺸﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﺎﺋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻳﺮﻕ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﻭﻋﻴﺎﻟﻪ ﻓﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻗﺎﺋﻼً ﺑﻠﺌﺎﻣﺔ ﻭﺧﺒﺚ :
ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﺑﻲ ﺗﺮﺍﺏ ﻗﻞ ﻷﺧﻴﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﺎﺀﺍً ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺍﻳﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎ ﺳﻘﻴﻨﺎﻛﻢ ﻣﻨﻪ ﻗﻄﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻴﻌﺔ ﻳﺰﻳﺪ
ﺗﺒﺴﻢ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻣﺴﺘﺨﻔﺎ ﺑﻬﻢ ﻭﺑﻜﻼﻣﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺍﺧﺒﺮﻩ ﺑﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻡ ..
ﻓﺮﺍﺣﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﺧﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻻﺫﻥ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ
ﻓﺄﺣﺘﻀﻨﻪ ﻭﺿﻤﻪ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ .. ﻓﺴﻄﻊ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻰ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ..
ﺍﺟﻞ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﺍﺧﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺗﻨﺜﺮ ﺩﻣﻌﺎﺗﻬﺎ ﻛﺤﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻓﺘﺎﺓ ﻳﺒﺮﺯ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺧﻤﺎﺭﻫﺎ
ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻃﻔﻼ ﺭﺿﻴﻌﺎ ﺍﺻﻔﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺫﺑﻠﺖ ﺷﻔﺘﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ
ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺕ ﺻﺮﺧﺎﺗﻪ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮﺡ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺟﻮﻓﻪ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺐ ﻭﻛﺄﻥ ﻛﻞ ﺻﺮﺧﺔ ﻣﻦ ﺻﺮﺧﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﺩﻱ
" ﻋﻤﻲ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻟﻘﺪ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﺍﺣﺸﺎﺋﻲ .. ﻫﺎ ﻫﻮ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺠﺮﻱ ﻛﺄﻧﻪ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻋﻤﺎﻩ ﺍﺳﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﻮﺩﻙ "
ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ : ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺟﻬﺎ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻲ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺭﺿﻴﻌﺎً ﻛﺄﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻣﻪ ؟
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﻫﺬﻩ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻋﺰﻳﺰﺓ ﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﺧﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﺩﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﺗﺤﺮﻕ ﺟﻔﻮﻧﻬﺎ
ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺷﻔﺎﻫﻬﺎ ﺍﻟﺬﺍﺑﻠﺔ ﺗﺘﺒﺴﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻻﻣﺎﻥ ..
ﻗﺪﻣﺖ ﺍﺧﺎﻫﺎ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﺍﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : " ﻋﻢ ﻳﺎ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻧﻈﺮ ﻟﺤﺎﻝ ﺍﺧﻲ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ..
ﻟﻘﺪ ﺟﻒ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻣﻲ ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺬﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻴﻦ ..
ﺍﺧﺸﻰ ﺍﻥ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺍﻧﻔﺎﺳﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ .. ﻋﻤﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﺴﻘﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﺷﻰ ﻏﻴﺮﻙ ؟؟ "
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ .. ﺿﻤﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻗﺎﺋﻼ : " ﺑﻨﻴﺔ ﺍﺣﺘﻔﻈﻲ ﺑﺄﺧﻴﻚِ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﻋﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ "
ﻓﻨﺎﺩﺕ ﺍﻟﺤﻮﺭﺍﺀ ﺑﺄﻟﻤﻬﺎ : ﻭﺁ ﺍﺧﺎﻩ ﻭﺁ ﻋﺒﺎﺳﺎﻩ ﺍﺧﻲ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﻟﻨﺎ ﻏﻴﺮﻙ؟؟
ﺍﺧﻲ ﻣﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ ؟؟ ﺍﺧﻲ ﺍﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﻑ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ
ﻳﺰﻳﻨﺐ ﻻﺗﺨﺎﻓﻴﻦ ﻟﻮﻥ ﺑﻌﻴﻨﺞ ﺷﻔﺘﻲ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ
ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺗﺘﺮﺍﺟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ
ﻳﺨﻮﻳﺔ ﻭﺣﻚَ ﻋﻴﻨﺎﺝ ﻷﺧﻠﻴﻬﻢ ﻭﺻﻒ ﻣﻮﺻﻮﻑ
ﻭﻟﺮﻭﻱ ﺟﺒﺪﺝ ﺍﻟﻀﺎﻣﻲ ﻭﺍﺭﻭﻱ ﺟﺒﺪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﺻﺎﺣﺖ ﻭﺍﻟﻨﻌﻢ ﻣﻨﻚ ﺩﻭﻡ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ
ﺗﺮﺍﻙ ﻳﺎﻧﻔﻞ ﻳﺎﺧﻮﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺮﻳﻮﺩ
ﺍﻧﻪ ﺧﻮﻓﻲ ﻳﺒﻮ ﻓﺎﺿﻞ ﺗﺘﻜَﻄﻊ ﻫﺎﻱ ﺍﻟﺰﻧﻮﺩ
ﻭﻳﺼﻴﺒﻚ ﺳﻬﻢ ﺍﻻﺭﺟﺎﺱ ﻭﻳﻄﻔﻰ ﺿﻮﻩ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ
ﻳﺰﻳﻨﺐ ﻻﺗﺨﺎﻓﻴﻦ ﻟﻮﻥ ﺑﻌﻴﻨﺞ ﺷﻔﺘﻲ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ
ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺗﺘﺮﺍﺟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ
ﻳﺨﻮﻳﺔ ﻭﺣﻚَ ﻋﻴﻨﺎﺝ ﻷﺧﻠﻴﻬﻢ ﻭﺻﻒ ﻣﻮﺻﻮﻑ
ﻭﻟﺮﻭﻱ ﺟﺒﺪﺝ ﺍﻟﻀﺎﻣﻲ ﻭﺍﺭﻭﻱ ﺟﺒﺪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﺻﺎﺣﺖ ﻭﺍﻟﻨﻌﻢ ﻣﻨﻚ ﺩﻭﻡ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ
ﺗﺮﺍﻙ ﻳﺎﻧﻔﻞ ﻳﺎﺧﻮﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺮﻳﻮﺩ
ﺍﻧﻪ ﺧﻮﻓﻲ ﻳﺒﻮ ﻓﺎﺿﻞ ﺗﺘﻜَﻄﻊ ﻫﺎﻱ ﺍﻟﺰﻧﻮﺩ
ﻭﻳﺼﻴﺒﻚ ﺳﻬﻢ ﺍﻻﺭﺟﺎﺱ ﻭﻳﻄﻔﻰ ﺿﻮﻩ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ
ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ... ﻭﺍﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ .. ﻭﺗﻘﻠﺪ ﺳﻴﻔﻪ ..
ﻓﺪﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻮﺭﺍﺀ ﺯﻳﻨﺐ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﻀﻤﻪ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﺗﺸﻤﻪ ﻓﻲ ﻧﺤﺮﻩ ﻭﺗﻘﺒﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﻛﻔﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺒﻞ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭ ﻳﻜﻔﻜﻒ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ .. ﺧﺎﻃﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺩﻣﻮﻉ ﻋﻴﻨﻴﻪ ..
" ﺍﺧﻴﺔ ﺍﻧﺘﻈﺮﻳﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻋﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﺧﻴﺔ ﻗﺴﻤﺎً ﺑﻀﻠﻊ ﺍﻣﻚِ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﻭﻃﺒﺮﺓ ﺍﺑﻲ ﺍﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻷﺿﺮﺑﻨﻬﻢ ﺑﻴﻤﻴﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺣﺘﻰ ﺍﻣﻸ ﺍﻻﺭﺽ ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭﻷﻗﻠﺒﻦ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﺓ ﻭﻟﻦ ﺗﺮﻱ ﺍﻻ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﺗﺘﻄﺎﻳﺮ، "
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻮﺭﺍﺀﺑﺄﻋﻴﻨﻬﺎﺍﻟ ﻲﻗﺪ
ﺍﺣﻤﺮﺕﻣﻦﺍﻟﺒﻜﺎﺀﻭﻫﻲ ﻘﻮﻝﻟﻪ
ﺑﺼﻮﺕﺗﻘﻄﻌﻪﺍﻟﻌﺒﺮﺍﺕ


"ﺍﺧﻲﺍﺑﺎﺍﻟﻔﻀﻞﺧﺬﻗﻠﺒ ﻣﻌﻚﻓﻬﻮ
لاﻳﻘﻮﻯ على ﻓﺮﺍﻗﻚ"
ﻭﺩﻋﻬﻢﺍﻟﻌﺒﺎﺱﻭﺭﻛﺐﻓ ﺳﻪﻭﻛﺄﻧﻪ
ﺍﻣﻴﺮﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦفي ﺍﻟﺤﺮﺏثم ﺗﻘﺪﻡ
ﺧﻄﻮﺍﺕثم ﺍﻟﺘﻔﺖمن ﺟﺪﻳﺪﻟﻴﻨﻈﺮ
الى ﻭﺟﻪﺃﺧﻴﻪﺍﻟﺤﺴﻴﻦ‏(ﻋﻠ ﻪﺍﻟﺴﻼﻡ‏)
ﻭﺍﺧﺘﻪﺍﻟﺤﻮﺭﺍﺀﺯﻳﻨﺐ ﻳﺘﺰﻭﺩﻣﻨﻬﻤﺎ
ﻭﻧﺎﺩﺍﻫﺎﺑﺼﻮﺗﻪﺍﻟﺬﻱ ﻤﻸﻩﺍﻟﻐﻴﺮﺓﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋ " ﺍﺧﻴﺔ ﺯﻳﻨﺐ ﻻﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﺪﻱ "
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﻬﺎ، ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻼﻫﺒﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻄﻊ ﻛﺒﺪﻩ ﻭﺳﺤﻖ ﺍﺣﺸﺎﺋﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺍﻧﻔﺎﺳﻪ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﺟﺎﻓﺎً ﻭﺣﺎﺭﺍً
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺭﻫﻴﺒﺎ .. ﺗﺘﻔﻄﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ .. ﻛﻨﺖ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﻻﺗﻲ ﺯﻳﻨﺐ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻮﺩﻉ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﻭﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺧﻴﻤﺘﻬﺎ .. ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺎﺟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﺎﻓﻠﻬﺎ ﺳﺎﻟﻤﺎً ﺇﻟﻴﻬﺎ






























































منقول .........