الساحرة :
ربما كان للصدفة الشيئ الكثير في هذا الشرف الجمبل
سعيدة أنا أن اجد فرصة لتقاسم أشواقي و حيرتي
و كل ما دار بيننا من حوار ايها العراف
يقودني الى بر الأمان
اعلم ان غيابي يترك فيك فجوة كبيرة
و لكنني ساحرة مصاغة من الحياة قريبة منكم
في كل الأحوال
لا يمكن للكتابة ان تكون من الخيال
إنها واقعنا يا أبى ت ق ى
و المسألة ليست بسيطة و لكنها كذالك ليست معقدة
هناك أشياء أخرى لم أحكها
و لم تدرج ضمن حوارنا ايها العراف
و لهذا ابذل كل ما بوسعي كي أخفيه
مثل جميع البشر
العراف :
ربما نكتب لأننا نرفض أن نشفى من الآخر و نرفض كذالك ان ننسى
نكتب لأننا نشعر أننا لم نقل شيئ
نكتب لا نعرف كيف نكره الآخرين
و ربما لا نعرف ان نقول شيئ آخر
نكتب لأننا نرفض ان نشفى من الأخر
هكذا هو عنادي
الفسحة التي اعطيت لنا للنسيان زادت من إنشغالاتنا
على القل لك الحرف و الجمال و اتقاسمها أنا و حزنك
و اجني الصمت
و التفكير بكل دائم
و المشكلة أن الصمت صديق وفي و لكنه
يسمع و لا يجيب
الساحرة
انا ضائعة و في حاجة للصمت
و لصراخي ايضا
المكتومة في اعماق روحي
اصرخ لكن شيئا ما لا يسعفني
هل تعلم أن في أعماقي براكين خامدة
اتساءل و الإجابات تظل كالعادة
معلقة في الفراغات
و اخلد الى الصمت و الوحدة هي ملاذي الوحيد
و النوم له طعما آخر عندي
ماذا تعمل الآن في خلوتك
من يأتيك بكاس القهوة
العراف
هل يمكن للعواطف أن تؤجج كل هذه الحرائق
و كأنك تتأملين مكاني و فوضة من حولي
بكل ألأوان فناجيني فأنا لم أعد قادرا على إجاد الأسماء
في هذا المساء انت من قررت و انا و افقت
و هاجس يرغمني على البقاء
و آخر يسحبني الى الماضي
تمنيت ان اكتب لك شيئ آخر من الكلمات
قد يكون وهما و لكن أعيش به
و تبقى تسائلات معلقة في دفة القدر
قلت يوما أكتب لي كي اسمعك من داخلي
و انا في كامل جنوني
حفاظا على سعادتك
و ها أنا أكتب
لأن اليوم الذاهب لن يعود أبدا
ما كتبته في المرة الماضية إنه يملأني
نفس الفكرة راودتني و انا اكتب
لماذا لا أكتب و أذكر إسمه
الساحرة
إذا شعرت بالتعب فلتقرأ ما هو مني
فأنا من ملأت كل فراغك
أنا من ذكرياتي انت ممرها
و بداية رحلتها
أنا من اقتسمت سمائي معك
تعبت من وجودي هنا
ما أزال في مخاوفي و أحزاني تسكنني منذ الطفولة
و إذا كان عليك أن تغادر
أتمنا لو غادرت فحسب
لأن وجودك مازال باقي هنا
بقائك لن يتركني و حيدة هنا
هذا الألم حقيقي حقا
هناك الكثير من الوقت الذي لا استطيع أن أمحيه
عندما بكيت أخذت كل مخاوفك عني
عندما صرخت بأعلى صوتي
و انا في خلوتي مع صمتي
قد حاربت كل مخاوفك ايضا
و أحتفظت بداخلي على كل تفاضيلك و صمتك
و لكنك ما زلت هنا
و الآن أنا مقيدة بالحياة التي تركتها خلفك
و خيالك يطارد أحلامي اللطيفة
كلماتك طردت كل التفاصيل التي أعيشها
يبدو ان هذه الأحزان لم تشفى بعد
إذن هذا الألم حقيقي حقا
و لكن مازلت هنا حقا
تكلمني بصمت مهيب
حاولت أن اقول لنفسي أنك ليس هنا و لم أفلح
لكن بارغم من دالك مازلت هنا و معي
حتى في صمتك انت تكلمني
لقد كنت وحيدة طول الوقت
بالصدفة ضننت انك توقفت عن الكتابة
و لكنك دائما تفتح للذاكرة شهية التذكر
لا شيئ يقف عندي و في عالمي
و ماذا يستطيع الحزن فعله أمام اليأس
ينتابني انني مررت بجانب الحياة
و لم أعيشها كما عاشوها الآخرين
و دون ان اتمكن من لمسها كلل الخاسرين
القدر كان متضامننا مع كل تجربة في الحياة
الحلم الذي رأيته لم يسهل مهمتي
ماذا على فعله
كان رأسي فارغا من كل شيئ
حتى الحلم نسيته
و هذا هو حظي عالعادة
العراف
انت على حق جزئيا الحلم هو ان تتأكدي على وجودي
و رؤية خاطفة أطفأت على الأقل
بعض ما نعانيه في واقعنا
و ما يزال في القلب متسع للفرح
غاب صوتك و سط ضجيج الكلمات
و هكذا اريد أن اراك بصفاء
بالرغم أنني لست أدري ماذا تقولين
و بما تشعرين
لم اكتب من أجل هذا فقط
بالرغم ان حزنك و صمتك كبيرا جدا
سؤال غبي هل يمكنني فعل إي شيئ؟
لا املك إلا الكتابة اعرف ان لا شيء واضح لدى
هل كتبت شيئ ؟
لا شيئ لأنني لست كاتب
و لكنك انت من أردت ان اكون هكذا
واحدا فينا واقع بين التدلي
على متاعب الحياة المعقدة و يحاول بجهد
ان يقف على قدميه
و آخر يقاوم تفاصيل الحياة اليومية
خوفا من السقوط في مدفئة قد تمحو حياته بشكل فجائي
الساحرة
اليوم لم يمضي مثل العذاب الذي يسكن قلبي
و الوحدة تصفعني حين اكون بين دفات وحدتي
و حزني تعب مني و منك
و الليل ليس له نهاية بصمتك
لا زلت متعبة ايها العراف
اتابع روحي كيف تتلاشى أمامي
اعترف ان من تمنى ان يصرخ قلبه بين ضلوعه
كي يعلن عن ميلاد يوما جديد
كي يعلن عن وجوده من جديد
و اضع يدي على قلبي خوفا على أن يتخلى عني
و لا نسأل كثيرا عن اليوم الموالي الذي كثيرا ما يتاخر
اين أنت الآن؟
العراف
انا هنا ايتها الساحرة العنيدة انا بين سطور صمتك
و بين اودية الحيرة التي تجعلني أنا أتسائل
اين انت
الم يكن بإمكانك ان تحافظي علي من التلف و المغادرة
انا هنا لأكتب لك عن الحزن و سعادتي انني أراك هنا
هل حضورك في الزمان أو الغياب
و المكان في الحلم و اليقظة
و كل مقعدا يريدك في النهاية ان تشبهيه
صمتك دائما اترجمه الى عناد
الساحرة
لم ادرك انك سرقت قيودي
لم أدرك أنك أطلقت و ثاقي من صمت الأحزان
انقذتني من صمت العزلة
و لم ادرك انك فتحت لي حدائق الجنة في قلبك
ايها العراف و قلت لي الكثير
و لكنني ابحث عن كلمة تشبهني
كنت فقط في حاجة إليك
شكرا لك انك منحتني ساعة صمت
و صارت دهشة تسألني عنك
و لا تمنحني فرصة واحدة للراحة