هذه الحلقة الأولى التي تحمل عنوان المطر
من هنا
و الأن مع الحلقة الثانية
كان هنالك شخصان في معركة ما وهم يتجولون في قارعة الطرق أو في خنادق الحرب
التي تملأ الجبهة ذهاباً و أياباً
و إذا بهم يرون شخصاً جريحاً و يريد أن يموت وقد تمزقت ثيابه
على جانب أحد الخنادق و لا يستطيع التكلم
عندئذٍ أتوا به الى مقر أستراحتهم " الثكنة العسكرية " و أدخلوه الى مكانهم
و قد أخذ قسط من الراحة
و لكنه خائف و يقول في نفسه سوف يقتلوني لأني معادياً لهم
أو سيأسروني بسبب ذلك
و قد أخذ التعب يُبين على وجهه
و يقول في نفسه لو عُدت الى الجيش الذي أقاتل من أجله فسوف يقتلني الطرف الأخر
أو أصمت و أعمل نفسي أخرساً
لكي يتغاضون النظر عني
و قد أستمر على هذه الحالة
لأكثر من شهرين
لكن هؤلاء قد قدموا له الضيافة اللائقة
و قد أطعموه من أحسن ما يأكلون
و أشربوه من أجود ما يشربون
و عندما شُفي تماماً تعلقوا به جميع من كان في المقر " الثكنة العسكرية "
لأنه كان ظريف لكنه لا يتكلم مع أحد أبداً
و لكن في أحد ساعات الليل المتأخرة أتى أحد أفراد الحماية لغرض أستبدال وجبة الواجبات
و لكنه فوجئ بما رأى !!!!
قد رأى الشخص الذي أتى به زُملاءهُ يتكلم
و يدعوا الله تعالى وهو يقول
اللهم أصلح ذات بينهم و بيننا لأننا نُريد أن نكون على صلحٌ معهم
لأنهم أُناس طيبون و قد ضيفوني
فلا أريد أن أُقتل
و لا أريد أن أؤذي أحدهم
لأنه لولاهم لما كنت أشم نسيم
أو كنت مقتولاً و تنهش لحمي ضواري الصحراء في أناء الليل
و عند ذلك دخل عليه الحارس الذي أتى لكي يقوم بأستبدال الواجب
و قال له أنت في مأمن هنا
فلا تخف
و لقد سمعت تضرعك الى الله تعالى
و أن شاء الله سيتم أحلال السلام
و عندما أصبح الصباح أخبر الحارس بما رأه من الشخص الذي جاء به أصحابه
و عند ذلك أمر الضابط المسؤول عليهم أن يأتوا به
و قد أمر أن يعدموه
لكن هذا الشخص قال له
أتركني أعيش بينكم لعلي في يومٌ ما سأساعدك
و قد ضحك الضابط كثيراً
و قال له كيف تساعد ضابط مثلي أيها الأسير ؟؟؟؟
فأجابه الشخص أنا الأن أسير هنا و لكنني في قومي أمير!!!!
فتعجب الضابط من كلامه
و قال له ماهي رتبتك في جيشك ؟؟؟؟
فقال له أنا أحمل ما تحمله و لكن مضاعف
أي أن كان الضابط برتبة ملازم
فالشخص الأخر سيكون برتبة ملازم أول
أو أذا كان برتبة ملازم أول فسيكون الشخص الأخر برتبة رائد و هكذا
بعد ذلك فكر الضابط مراراً و تكراراً
و قال له إذهب أنت حُر لوجه الله تعالى
و لكن هنا تحصل المفاجأة
أنه قد تم قصف الثكنة العسكرية التابعة للضابط
و تم تأسيره و قد تجريده من الزي الرسمي مع رتبته
و لكن ذلك الشخص الذي ضحك عليه بالأمس قد
أصبح أسيراً لديه اليوم
وقد قال لجنوده أيها الجنود ضيفوا هذا الشخص أتم ضيافة و إذا بالجنود يقولون له
و لكنه أسير لو كان مكاننا لقتلنا فقال لهم كلا
فتجبوا من قول ضابطهم
و قالوا له هل تعرفه ؟؟؟؟
فقال لهم نعم لقد كنت أسيره فأكرمني
فأكرموه و أعتقوه
وهنا ينطبق قول رسول الله" صلـــــــــــ الله عليه و آله ـــــــــــــى "
« البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنسَى، والدَّيَّانُ لا يَنام، فكُنْ كَما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان »
صدق رسول الله تعالى
و أنتظروا
محبوب القلوب
في قصة جديدة وعبرة أخرى
3:18Am
6\11\2015