ظاهرة متفشية بالمجتمع . ولكني أراها بكثرة هذه الأيام وخاصة بالمجتمعات المدعية للثقافة ، فذلك يندرج - صديق العائلة - ضمن الأساسيات في قاموس حياتهم . فيكون المذكور أعلاه مقرب للعائلة ككل على حد سواء ! النساء والرجال ! ويتمتع بصلاحيات لا يتمتع بها " الولي الشرعي ! " . فيدخل ويخرج من والى الدار بدون أذن ولا حتى طرقت باب ! فهو " صديق العائلة "
ويصل الأمر ببعض الحالات أو بالأصح قل عند بعض العوائل الى ما هو أسوء من ذلك ، فيتدخل " المحروس " بالأمور العائلية البحتة والمواضيع الحساسة !!!
فـ..يبني - و.. يهدم بالدار ما يشاء ! وكأنه ليس بـ"صديق العائلة " بل هو رب العائلة ! .
ربما يأتي معترض ليقول : صديق العائلة له مواقفه الإيجابية ، فلماذا هذا التهجم وهذه الحملة المضادة بحقة ؟
نستطيع مناقشة ذلك - بأختصار طبعاً - من وجهين ، لعلهما يفيان بالجواب ؛-
الوجه الأول :
_________
ليس هناك شيء أسمه " صديق العائلة " بالشرع أو بالعرف العربي أصلاً . أنما هي صناعات غربية بحته . ولا تليق بالمجتمع المسلم .. مطلقاً .
الوجه الثاني :
__________
مضار صديق العائلة أكثر من فوائدة ، كما هو الحال في الخمر والذي أدى ذلك الضرر الكبير الى حرمته - لو صح التشبيه هنا - على أقل تقدير . مضار ! مثل ماذا ؟
نجاوب على ذلك ، فقد وجب ذلك - وإن كان في الجواب بعض الجرأة .
أ- أنتهاك حرمة الدار المستمر من قبل
ذلك الغريب المسمى " صديق العائلة
ب- في بعض الأحيان تكون شخصية
صديق العائلة أقوى من شخصية رب
العائلة ، أو قل تكون أقرب لـ سيـــــدة
العائلة، فتتأثر به! وتتعلق لأنها تجد
غايتها عنده . والأمر واضح جداً الى
ما يؤدي ذلك من ضرر ... أكيـــــــــــد.
ج- تفشي أسرار العائلة بين الغرباء
على أعتبار أن صديق العائلة هــــذا
غريب وهو أعتبار صحيح ،وَذَا ضرر
كبير . لا يمكن النظر اليه ببساطــة.
هل أنا هُنـــا - أحاول أن ألغي العلاقات الأجتماعية ! وأسجل دعوة للأنطواء والعزلة ! أو أدعوا للتشدد الديني البغيض والبعيد عن روح ألأسلام الحق !
طبعاً لا .. ولكن لكل مقام ٍ مقال ، فلقد ساء الأمر كثيراً ووصل لنتائج يرفضها الخُلق قبل الدين . لذلك فأني أرى - رغم ضعف بصيرتي - أن ذلك المسمى " صديق العائلة " هو باب مفسدة ، وقد نهى الله عن الأتيان بالمفسدة ، فهل أنتم منتهون ؟
كتبه الفقير : جواد الزهيـــــراوي .
_______________________