قد اكون متخلفا عن ركب تطور الالحان واغاني هذا الزمان لكوني لا افضل الاغاني السريعة التي تدغدغ سيقان شباب الجيل الحالي الذين يتحركون بخفة على انغامها ولا اقول يتراقصون حتى لا يصور قولي على انه انتقاص من حيوتهم وذوقهم ..!! (وكل حر بما يفعله دون التأثير على الاخرين ) , لذلك ذكرتني اغنية وحيدة خليل (يا ارضنا ) بشيء نعاني منه نحن متابعي كرة القدم في العراق حيث الاساس المفقود في لعبتنا الشعبية الاولى وهي الارض التي اعوجت وجعلت من مهمة لاعبي الكرة صعبة للغاية في التنقل بين اجزاء الملعب وبالتالي تعسر في مسألة تناقل الكرة من قدم لاخرى مما يؤثر على اسلوب الفريق وخططه التكتيكية داخل المستطيل الاخضر والجميع يتفق على ان مسابقاتنا الكروية ضعيفة فنيا في هذا الجانب الذي تلعب فيه ارضية الملعب دورا رئيسيا وهاما فيه .. سيما وان فرق اسفل الترتيب التي تمتلك عناصر شابة بين صفوفها تتالق دائما عندما تلاعب فرق تمتلك ملاعب ذو ارضيات صالحة للعب كملعب اربيل ودهوك وتظهر جمل تكتيكية في الضغط الجماعي والهجمات المرتدة وغيرها مما يجعل الجماهير المحايدة تشيد بالاداء لذلك يحتاج دورينا قبل كل شيء لارضيات صالحة للعب وفق المعاير الدولية التي يعرفها اغلب الاداريين في العراق بجميع تفاصيلها واطرها القانونية حيث ان بساط العشب الاخضر مع قنوات الري والملحقات لا تكلف سوى ثلاث عقود للاعبين (سوبر) اذا ما علمنا ان احدهم يوقع عقده مقابل (300) مليون دينار وهذا كمتوسط فهناك اقل وهناك اكثر من هذا المبلغ ..!!
من المعيب جدا ان يتفاخر اداريوا الاندية بمبالغ الصرف (المحروقة اصلا ) التي تتجاوز المليارات الخمسة وفريقه يلعب على ارضية تسبب الاصابات للاعبين ومدرجاته التي تعتبر وفق الاصطلاحات العامة (هيكل) , اما اليوم فان الظروف الجوية المتمثلة بالامطار فانها تجعل من ملاعبنا اهوارا مائية و (شر البلية ما يضحك ) كون المسؤولية هنا لا تقع على ادارة الملاعب فقط كون مناطق عاصمة العراق تغمر بالمياه ووصل الحد الى وفاة بعض من المواطنين (رحمهم الله ) وبالرغم من كل هذا بالامكان ان يتم تلافي غرق الملاعب وساحاتها من خلال حفر خزانات ارضية للمياه تستخدم في وقت لاحق لارواء الملاعب كونها مياه نظيفة وهذه العملية لن تكلف الكثير من الاموال ايضا بدلا من الطرق البدائية جدا والتي انتشرت صورها في مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت فيه نقل اي صورة اسهل من شرب قدح الماء .
المسئلة الاهم من كل هذا التخطيط واستعمال الأموال وصرفها في مكانها المناسب الذي يطور الأندية وليس فقط الانجازات و أي انجازات هذه التي تلخصت في عشر بطولات للدوري اكتملت وتم تتويج فائز فيها منذ التغير الذي حصل في العراق عام 2003 تقاسمتها ست فرق فقط , وإذا ما احتسبنا أن دائرة المنافسة تكون حول ثلاث فرق او اربع فان الاندية الاخرى التي تلعب دورا هامشيا تصرف مبالغ كثيرة لم تتمكن من بناء او تطوير ملاعبها على الاقل واذا ما علمنا ان عقود لاعبيها ايضا لا يستهان بها ولا مجال لذكر أي اسم حتى لا يصور المقال استهداف لناد غير اخر .