من أبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
رجل أبكي الرسول حين وفاتة رضي الله عنه
قصة مؤثرة ... قصة سيد الشهداء رضي الله عنه
هو سيد الشهداء ؟؟؟؟؟
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبوه عبد المطلب بن هاشم، كبير قريش وسيدها وصاحب السقاية والرفادة فيها، وأمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشية، وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه من الرضاعة،وكنيته أبو عمارة وأبو يعلى، ولقبه سيد الشهداء، وأسد الله، وأسد رسوله .
ولد في مكة المكرمة ,وهو اسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب في فترتين متقاربتين، فنشأ رضي الله عنه وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكة معززاً مكرماً، وكان موصوفاً بالشجاعة والقوة والبأس حتى عُرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة، يشارك في الحياة الاجتماعية مع سادة قومه في أنديتهم ومجتمعاتهم، ويهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة والفروسية، شهد وهو ابن اثنين وعشرين عاماً حرب الفجار الثانية بين قومه قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش.
كان ترباً لرسول الله وصديقاً له لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه ولكن لم يعلن إسلامه إلا في السنة السادسة من البعثة إثر موقف غيرة وانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان عائداً من الصيد مرة وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سباً قبيحاً وآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد أن طاف بالبيت، وضربه على رأسه بقوسه فشجّه شجة منكرة، وقال: (أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إن استطعت ؟ ثم مضى إلى رسول الله في دار الأرقم وأعلن إسلامه، ففرح به الرسول عليه السلام والمسلمون فرحاً كبيراً، وعز جانبهم بإسلامه، ولما أسلم عمر بن الخطاب بعده بفترة وجيزة، خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وعمر الفاروق وهم يكبرون ويهللون جهاراً نهاراً .
وفي السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة .
ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي عليه السلام بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول عليه السلام بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول لواء لحمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير قريش القادمة من الشام إلى مكة المكرمة بقيادة أبي جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفاً للطرفين.
شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة ودّان وحمل لواء الغزوة. وظهرت بطولته رضي الله عنه في معركة بدر الكبرى حيث اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم مع عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش، وكان يعلّم نفسه بريشة نعامة في صدره، وبعد معركة بدر كان حمزة رضي الله عنه حاملاً لواء النبي لغزو يهود بني قينقاع وإجلائهم عن المدينة، وقد تجلت بطولته وشجاعته بشكل كبير في معركة أحد، وأبلى فيها بلاء عظيماً، وقتل أكثر من ثلاثين شخصاً من الكفار، وكان يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفين كأنه الجمل الأورق، فقد استشهد حمزة بن عبد المطلب في معركة أحد، قتله وحشي الحبشي، ولقتله قصة ذكرها وحشي حيث كان غلاماً لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر كما ذكر، فلما سارت قريش إلى أحد، قال جبير لوحشي (إن قتلت حمزة عم محمد، فأنت عتيق)، فخرج وحشي مع الناس، وكان رجلاً حبشياً يقذف بالحربة قذف الحبشة، قلما يخطئ، قال وحشي: (والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يبقي به شيئاً مثل الجمل الأورق) إذ تقدمني إليه سبّاع بن عبد العزى، فقال له حمزة: هلمّ إليّ يا ابن مقطعة البظور، فضربه ضربة فقتله، وهززت حربتي، حتى إذا رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في أسفل بطنه، حتى خرجت من بين رجليه وقضت عليه.
ثم إن نسوة من قريش ومنهن هند بنت عتبة بن ربيعة التي قُتل أبوها وأخوها في معركة بدر مثّلن في جثته وبقرن بطنه، ولاكت هند كبده فلم تستسغه فلفظته، فلما وقف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه قتيلاً بكى، فلما رأى ما مُثِّل به شهق وقال (رحمك الله أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات)
بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله)
على ابن البتول (عليهما السلام)
أولا/ ما وري عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
والرواية عنه (عليه السلام) متعددة عن جماعة من التابعين ، نذكر بعضاً منهم :
رواية نجي الحضرمي الكوفي :
الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا شرحبيل بن مدرك ، حدثنا عبدالله بن نجي ، عن أبيه : أنه سار مع علي (عليه السلام) وكان صاحب مطرته (1) ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين ، فنادى علي (عليه السلام) : (( اصبر أبا عبدالله ، اصبر أبا عبدالله بشط الفرات . قلت : وماذا ؟ قال : دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يانبي الله أغضبك أحد ! ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بلى ، قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات . قال : فقال : هل لك إلى أن أشمّك من تربته ؟ قال : قلت : نعم . فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا )) (2) .
مرتبة الحديث :
حسن ، رجاله ثقات .
قال نور الدين الهيثمي : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني . ورجاله ثقات ، ولم ينفرد نجي بهذا (3) .
* محمد بن عبيد : هو بن أبي أمية . وثقه أحمد بن حنبل وابن معين والنسائي والدارقطني وابن سعد . وقال ابن عمار : أولاد عبيد كلهم ثبت ؛ أحفظهم يعلي
وأبصرهم بالحديث محمد . وقال العجلي : كوفي ثقة وكان عثمانياً ، روى له الستة وغيرهم (1) .
* شرحبيل بن مدرك : هو الجعفي الكوفي ، وثقه ابن معين وابن شاهين وابن خلفيون وكذا الحافظ ابن حجر ، وذكره ابن حبان في الثقات . ولم يقدح فيه أحد (2) .
* عبد الله بن نجي : الحضرمي الكوفي وثقه النسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات . وقال الحافظ ابن حجر : صدوق . وقال البخاري وابن عدي : فيه نظر . وقال الدارقطني : ليس بقوي في الحديث . روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه (3) .
* نجي : هو ابن سلمة الكوفي الحضرمي ، قال العجلي : ثقة تابعي من خيار التابعين . وذكره ابن حبان في الثقات وقال : لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد . وقد أغرب الحافظ الذهبي حينما قال : لا يدرى من هو . وقد ظلمه الحافظ ابن حجر فقال : مقبول . فبعد توثيق العجلي وتصريحه أنه من خيار التابعين ، وذكر ابن حبان له في الثقات ، ومع عدم القدح فيه أصلاً ، كيف يقال عنه : إنه مقبول !!! فهذا غريب جداً من الحافظ ابن حجر . وقد قُتل سبعة من أبنائه مع علي (عليه السلام) في صفين . روى له النسائي وأبو داود وابن ماجه . واحتج به ابن خزيمة في صحيحه ، وكذا ابن حبان (4)
ثانياً : ما روي عن أُم المؤمنين أُم سلمة(رضي الله عنها)
1 / سعيد بن أبي هند :
عبد بن حميد : أخبرنا عبدالرزاق ، أخبرنا عبدالله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، قالت أُم سلمة : كان النبي (صلى الله عليه وآله) نائماً في بيتي فجاء حسين يدرج ، قالت : فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه . قالت : ثم غفلت في بيتي فدبّ فدخل فقعد على بطنه . قالت : فسمعت نحيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فجئت فقلت : والله يارسول الله ما علمت به . فقال : (( إنما جاءني جبرئيل (عليه السلام) وهو على بطني قاعد ، فقال لي : أتحبه ؟ فقلت : نعم . قال : إن أُمتك ستقتله . ألا أُريك التربة التي يقتل بها ؟ قال : فقلت : بلى . قال : فضرب بجناحه فأتاني بهذه التربة . قالت : وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ، ويقول : ياليت شعري من يقتلك بعدي )) (2) ؟
ابن عساكر : أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي وأبو القسام الحسين بن علي الزهري وأبو الفتح المتار بن عبدالحميد وأبو بكر مجاهد بن أحمد البوشنجيان وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق ، قالوا : أخبرنا أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد الداودي ، أخبرنا عبدالله بن أحمد بن حمويه ، أخبرنا إبراهيم بن خريم الشاشي ، أخبرنا عبد بن حميد ، أخبرنا عبد الرزاق ... (3) .
مرتبة الحديث :
صحيح ، رجاله ثقات .
* عبدالرزاق : هو ابن همام أبو بكر الصنعاني الإمام الحافظ الثقة الثبت المشهور المعروف ، الذي ملأ حديثه الصحاح الستة وغيرها من مدونات السّنة . قال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل : رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبدالرزاق ؟ قال : لا . وقال ابن معين : كان عبدالرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف ، وكان هشام في حديث ابن جريح أثبت منه (1) ، وقال : لو ارتدّ عبدالرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه . وقد صحح حديثه كل من حقق مدونات السنّة وكتب الحديث ، ولم نجد من أنزل حديثه ـ من المحققين ـ إلى مرتبة الحَسَن ، فالكل مجمع على أن حديثه صحيح أعلائي ؛ له كتاب (المصنف) كبير ، وقد طبع حديثاً بتحقيق حبيب الرحمان الأعظمي ، في اثني عشر مجلداً ، فيه علم كثير .
* عبدالله بن سعيد بن أبي هند : قال أحمد : ثقة ثقة ، ثقة مأمون . ووثقه ابن معين وأبو داود والعجلي وابن سعد والمديني وابن البرقي وابن عبدالرحيم ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث . وقال ابن سعيد : كان صالحاً تعرف وتنكر . وقال النسائي : ليس به بأس . وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات ، وقال الحافظ الذهبي : صدوق ، ثقة . وقال الحافظ ابن حجر : صدوق ربما وهم . روى عنه الستة وغيرهم (2) .
* أبوه : هو سعيد بن أبي هند الفزاري ، قال ابن سعد : له أحاديث صالحة . ووثقه العجلي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، روى له الستة وغيرهم (3) . وقال الحافظ ابن حجر في التقريب : ثقة من الثالثة .
وسند ابن عساكر صحيح أيضاً .
* أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد الداودي : ذكره السمعاني فقال : الإمام أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد بن المظفر الفوشنجي وجه مشايخ خراسان
فضلا عن ناحيته ، والمشهور في أصله وفضله وسيرته وورعه له قدم راسخ في التقوى (1) . وقال الحافظ الذهبي : الإمام العلامة الورع القدوة جمال الإسلام مسند الوقت ، أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد الداوودي البوشنجي ، سمع الصحيح ومسند عبد بن حميد وتفسيره من أبي محمد بن حمويه السرخسي ببوشنج ، وتفرد في الدنيا بعلو ذلك . قال ابن النجار : كان من الأئمة الكبار في المذهب ، ثقة ، عابداً ، محققاً ؛ درس وأفتى ، وصنّف ووعظ (2) .
* عبدالله بن أحمد بن حمويه : ذكره الحافظ الذهبي فقال : الإمام المحدث الصدوق المسند أبو محمد ، عبدالله بن أحمد بن حمويه خطيب سرخس ، سمع المسند الكبير والتفسير لعبد بن حميد من إبراهيم بن خريم ، قال أبو ذر : قرأت عليه وهو ثقة ، صاحب أصول حسان ، مات سنة ( 381 ) (3) .
* إبراهيم بن خريم الشاشي : هو أبو إسحاق . قال الحافظ الذهبي : المحدث الصدوق ، المروزي الأصل ، سمع من عبد بن حميد تفسيره ومسنده سنة تسعة وأربعين ومئتين ، وحدث بهما وطال عمره (4)
يتبع